«أخطر شبكة» إرهابية منذ نهر البارد في قبضة الاجهزة الامنية

يبقى الأمن في الواجهة، في ظلّ المحاولات الدؤوبة للمجموعات الإرهابية ضربَ الاستقرار الداخلي والإخلالَ بأمن لبنان واللبنانيين، فيما رفعَت المستويات السياسية والشعبية على اختلافها منسوبَ رهانِها على الجيش والأجهزة الأمنية، والالتفاف حولها في حربها المفتوحة مع هذا الإرهاب.

يظهر الاستنفار الأمني في كلّ البقاع اللبنانية، والمستجدّات الأمنية الأخيرة في القاع، وما رافقَها من إجراءات وتدابير واستنفارات، غيّبت كلَّ الحركة السياسية، فتراجعَت كلّ الملفات. إذ كانت الأيام والليالي بين 27 و30 حزيران الذي كان يوم أمس الخميس آخرها، كانت مرشحة بأن تشهد سلسلة من التفجيرات الكبرى تهزّ لبنان وتقلب الوضع رأساً على عقب بحسب ما جزمت معلومات أمنية على صلة بالتحقيقات الجارية. والمسألة هنا، وفقاً للمصادر عينها لا تقبل الاجتهاد أو سجالات النفي أو التأكيد بين جهاز أمني من هنا وجهاز أمني من هناك، فالوقائع أصدق أنباء من وثائق الاتصال أو بيانات المصادر التي لا تكشف عن هويتها أو حتى البيانات الرسمية.

فضلا أن مواكبة المعطيات الرسمية المتوافرة حول الإنجاز العسكري الذي حققته مديرية المخابرات في الجيش والمتمثل بإحباط “عمليتين إرهابيتين على درجة عالية من الخطورة كان تنظيم “داعش” الإرهابي قد خطط لتنفيذهما ويقضيان باستهداف مرفق سياحي كبير ومنطقة مكتظة بالسكان” هو أكير دليل على خطورة الموقف.

لكن في الوقت نفسه، مصدر أمني موثوق قال  إنّ “الكشف عن إحباط العمليتين الإرهابيتين لا يعني أنّ الأمور قد انتهت، فما تمَّ إنجازه هو جزء من ملفّ ضخم جدّاً في يد مخابرات الجيش، فهناك قضايا شديدة الخطورة قيد المتابعة، والأيام القليلة المقبلة ستشهَد الإعلان عن كلّ التفاصيل المتّصلة بالإرهابيين ونوعية عملياتهم والأهداف التي حدّدوها”. فعلم ان البحث جار عن عنصر من الخلية التي اوقفت يضطلع بدور لوجيستي على قدر بالغ من الاهمية وتجري حالياً متابعة تحركاته ويتوقع القبض عليه قريباً. أما السيارة التي كان يحكى عن تحضيرها لتفجيرها في الضاحية الجنوبية، فاكتشف أمرها بناء على اشارات من جهاز أمني غربي تقاطعت معلوماته مع معلومات لدى الاجهزة الامنية.

اقرا ايضًا: كيف قدم ارهابيو القاع من الرقة؟ وما كان هدفهم؟

وأوضح مصدر عسكري لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” ان “المخطط كان يستهدف كازينو لبنان في جونيه ومنطقة مكتظة بالسكان وفق ما تسمح به الظروف، مثل مراكز تجارية أو الضاحية الجنوبية لبيروت أو مناطق أخرى كالحمراء والاشرفية”. وقال المصدر: “كان يفترض ان ينفذوا العمليتين قبل نحو عشرة ايام”، مشيراً الى ان “التحقيقات لا تزال جارية معهم للكشف عن خلايا أخرى وأهداف اخرى محتملة”. وأبلغت مصادر أمنية “النهار” ان الهدف الثاني كان في منطقة تقع بين الحازمية والحدت على تخوم الضاحية الجنوبية لبيروت.

ومصدر أمني رفيع آثر التكتم وعدم الخوض في تفاصيل هذا الإنجاز منعاً للإضرار بمسار التحقيقات المستمرة مع الموقوفين الخمسة، واكتفى بالإشارة إلى أنّ الشبكة التي جرى ضبطها تعتبر “أخطر شبكة إرهابية منذ معركة مخيم نهر البارد حتى اليوم”، نافياً صحة ما أشيع عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن أنّ أعضاء الشبكة كانوا بصدد تنفيذ هجمات إرهابية ضد مجمع “سيتي سنتر” التجاري.

اقرا ايضًا: «كازينو لبنان» والضاحية نجوا من عمليات إرهابية

وفي الوقائع أيضاً  هناك العديج من إجراءات اتخذت بعيداً عن الإعلام، في الأماكن التي كانت مستهدفة، سواء في “السيتي سنتر” عند المداخل الشرقية للضاحية الجنوبية التي تشهد تجمعات بشرية كبيرة، لا سيّما على أبواب عيد الفطر السعيد، وفي “كازينو لبنان” الذي يرتاده أثرياء وروّاد لبنانيون وأجانب، فضلاً عن بعض الشوارع التجارية والسياحية في منطقة الحمراء في بيروت، وهذه المراكز هي ما أشارت إليه بيانات قيادة الجيش، والتي حسمت بعضاً من النقاش حول حدود ما توصلت إليه التحقيقات في ما خصّ المجموعة الموقوفة، والتي قوامها خمسة من “داعش”، بقيادة سوري يقود المجموعة ومتحدّر من تدمر.

إلى ذلك، لفت وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق عبر “المستقبل” إلى أهمية العمليات الاستباقية النوعية التي تنفذها القوى العسكرية والأمنية، وقال: “لبنان الدولة الوحيدة في العالم التي نجحت في ضبط 7 شبكات إرهابية قبل تنفيذ هجماتها الإجرامية من خلال العمليات الاستباقبة التي ينفذها الجيش والقوى الأمنية”، موضحاً أنّ الجيش تمكن من تفكيك 4 خلايا إرهابية بينما نجحت شعبة المعلومات في تفكيك 3 شبكات أخرى خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.

اقرا ايضًا: لمصلحة من تهديد الاماكن السياحية في لبنان؟

مداهمات

في هذا الوقت، بقيت وحدات الجيش والأجهزة الأمنية في ذروة الاستنفار الأمني، حيث أعلنت قيادة الجيش أنها نفذت سلسلة عمليات دهم شملت أماكن ومخيمات يقطنها نازحون سوريون في مناطق الجنوب والبقاع والشمال وكسروان والضاحية الجنوبية، أوقفت خلالها 412 شخصاً من التابعية السورية، لدخولهم خلسة، وألحقت هذا البيان بآخر أعلنت فيه أنها أوقفت في مناطق مجدل عنجر، القماطية، حارة حريك، مجدليا، عشاش في الشمال 213 شخصاً من التابعية السورية لتجوّلهم داخل الأراضي اللبنانية بصورة غير شرعية.

ملاحقة “إرهابيّي” الشائعات

إلى ذلك، حذّرَت مصادر عسكرية من الشائعات التي توالت في الأيام الأخيرة، وقالت إنّ وقعَها يكاد يفوق في خطورته العمليات الإرهابية، مؤكّدةً التحضيرَ لردع “إرهابيّي الشائعات” وإحالتِهم إلى القضاء المختص ومحاسبتِهم، خصوصاً أنّهم زرعوا بالروايات والسيناريوهات التي أطلقوها، القلقَ والخوف في نفوس اللبنانيين وتسبّبوا بالإرباك العام على مستوى البلد.

إجراءات للجيش

إلى ذلك، ركّز الجيش الرقابة على مخيّمات النازحين السوريين وأماكن تواجدهم خارجَها، وضبَط مناطق التماس على الحدود، وسدّ الثغرات التي يمكن أن يتسلّل منها الإرهابيون والانتحاريون. ولوحِظ أنّ إجراءات الجيش طاوَلت كلّ المناطق، وتكثّفَت خلالها التوقيفات لعشرات المشتبَه بهم بالتعامل مع الإرهابيين.

 

السابق
اجراءات امنية مشددة في الولايات المتحدة قبيل يوم الاستقلال
التالي
تسريب قائمة بالمشتبه فيهم بالإرهاب.. عددهم يفوق المليونين