«واقعة حلب».. وأسباب سقوط هذا الرقم لحزب الله

لا شك أن حزب الله تلقى ضربةً قاسيةً في حلب، ليس لناحية المعركة أو كلفة الدم فيها أو ما نتج عنها من خسارة مناطق وقرى، بل لناحية وقوع عدد من عناصره في حظٍ سيء أضحى مادةً إستغلت بطريقة مشوهة في حربٍ شرسةٍ مورست على حزب الله تزامناً مع الحرب في الميدان الحلبي.

هي ليست عملية نوعية دقيقة تلك التي سقط فيها عدداً كبيراً من الشهداء، وليست عمليةً تستحق قوى القاعدة التي خسرت أكثر من 160 قتيلاً أن تتباهى بها، وليست غلطةً وقع فيها عناصر الحزب، بل هفوةً أتت نتيجة سوء تقدير سببه تداخل خطوط الإشتباك في ساعات الليل التي سبقت الواقعة بريف حلب الجنوبي. تعدّدت الروايات التي تمّ تداولها عن مصرع نحو 25 عنصراً من حزب الله، بين فقدانهم بمعارك ميدانية إثر هجمات إنغماسية أو إنتحارية، وبين كمين أعده المسلحون، بيد أن الوقائع المبنية على معطيات ميدانية، تكشف لـ “ليبانون ديبايت”، أن نصف العدد سقط بمعارك ميدانية في قرى “خلصة، زيتان” ومحيطهما (ما يقارب 12 شهيداً)، بينما العدد الباقي خسره الحزب نتيجة خطأ تقديري.

الرواية الواقعية التي حصل عليها “ليبانون ديبايت”، تكشف صورة ما جرى يومها وتؤكد أن موكباً يضم سيارتين رباعيتي الدفع تقلّان 19 عناصراً بديلاً من وحدة “الرضوان” كانوا بصدد التوجه نحو بلدة “خلصة” التي لم تكن قد سقطت بعد، بغاية إراحة مجموعات كانت بداخلها. بنى الموكب تحركاته على تعليمات حددت له المسار، لكن تغييراً (إتضح لاحقاً) أنه طرأ على المسلك، حيث تمكن عناصر من “جيش الفتح” من الوصول إليه ونصب حواجز عسكرية فيه. الموكب الذي كان مؤمناً طريقه، سرعان من تفاجأ أنه بات ضمن منطقة عسكرية تابعة للمسلحين، الذين تفاجئوا بدورهم بدخول سيارات رباعية الدفاع تبدو أنها للجيش السوري أو حزب الله، فتم إستقبالها على أنها معادية بغزارة نيران كثيفة، دفعت العناصر في داخل السيارة الأولى إلى النزول والبحث عن مكان للإحتماء وخوض إشتباك غير متكافئ في بيئة غير متجانسة، حيث نتج عن ذلك سقوط 8 مقاتلين من أصل 10 كانوا ضمن العربة الأولى.

إقرأ أيضاً: «حزب الله» ينفي خبر أسر أمير «جبهة النصرة»

وتؤكد المعطيات، أن السيارة الثانية التي كانت خلف الأولى وعند مشاهدتها لما جرى، حاول عناصرها التدخل من أجل إنقاذ رفاقهم حيث إشتبكوا مع عناصر الحاجز ما أدى لمصرع 5 منهم ما رفع العدد لاحقاً إلى 13 شهيداً. وتؤكد معلومات “ليبانون ديبايت”، أنه تأكد أسر مقاتل واحد من أفراد مجموعة الـ19 بينما بات 5 مقاتلين آخرين في عداد المفقودين، فيما ترجح مصادر المقاومة أن يكونوا “جثامين قد أسرت من أرض الميدان”، وهي تبني ذلك على “عدم ظهور أي تسجل مصور لهم يظهرهم أحياء على غرار رفيقهم”.

إقرأ أيضاً: متهم باغتيال «عوالي» يُعرب عن حبّه لـ«حزب الله»

حزب الله الذي يلتزم الصمت حيال المفاوضات، يؤكد أنه “سيستعيد الأحياء والأموات من مقاتليه من خلال التفاوض غير المباشر”، غامزاً هنا من قناة “إمتلاكه أسماءً كبيرة تابعة للمسلحين يمكن أن يفاوض عليها براحة”. وعلى الرغم من قساوة الضربة على حزب الله الذي إختار مقارعة القاعدة في معقلها، لا يمكن إغفال الخسائر الكبيرة التي منيت بها المجموعات تلك، التي وصلت حد خسارتها لـ 25 قيادياً إلى جانب نحو 160 مقاتلاً موزعين على فصائل “الفتح” كافة في معركة الأسبوع في جنوب حلب، وهي معطيات تؤكدها تنسيقياتهم، في هذه أيضاً، لا يمكن إغفال أن هؤلاء قتلوا بمعارك وليس بعملية غدر على حاجز، كما حصل مع حزب الله.

(ليبانون ديبايت)

السابق
متهم باغتيال «عوالي» يُعرب عن حبّه لـ«حزب الله»
التالي
بالصور: هكذا يزين بوتين سماء حلب