المرحلة الاولى من الانتخابات البلدية انتهت…والأحزاب انتصرت

سعد الحريري
سقطت الذرائع الأمنية عندما نزل المواطنون إلى صناديق الاقتراع لاختيار مجالسهم البلدية والاختيارية في بيروت والبقاع. وقبل أن تعلَن النتائج الرسمية، انهمكَ اللبنانيون في التدقيق في نتائجها السياسية. وفي المقابل سارَع البعض إلى الترويج بالفوز في مكان والتعتيم على التعثّر في أماكن.

بعد انقطاع طويل عن كل أشكال التصويت والديموقراطية، جرت أمس الجولة الاولى من الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت والبقاع في موعدها المقرر لعلها تكون فاتحة لاستحقاقات أخرى مؤجلة كالانتخابات الرئاسية والنيابية حيث أسقط أمس، كل الذرائع التي أفضت الى تمديدين لمجلس النواب لتعذر اجراء الانتخابات صادق عليهما المجلس الدستوري، علماً ان الظروف لم تتبدل مذذاك.

إلا أنه، يكمن القول أن حكومة الرئيس تمام سلام ووزير الداخلية نهاد المشنوق، نحجت في إجراء الانتخابات، وسط هامش واسع من الحرية، وحوادث وإشكالات قليلة جداً، وحياد يكاد يكون كاملاً للسلطة المعنية.

في بيروت، فازت لائحة “البيارتة” وفيما اعتبر البعض أن فوزها لم يكن بعدد الاصوات وانما بحيازتها المقاعد الـ 24 استناداً الى مصادرها من دون أي خرق من اللائحة المنافسة التي نالت تعاطفاً جماهيرياً لم يتجسد في صناديق الاقتراع. و لم تتمكن الحماوة الانتخابية من حشد الناخبين أمام مراكز الاقتراع خصوصاً في بيروت التي عجزت اللائحتان المتنافستان (“البيارتة” و”بيروت مدينتي”) عن جذب اعداد اضافية من المقترعين يتجاوز عددهم في جولات سابقة.

إقرأ أيضاً: العائلات في «القصر» بالهرمل تفرض معركة طاحنة ضدّ «الثنائية»

وقد رأت أوساط المستقبل بالنتائج انتصار وذلك مع إقبال فاق نسبة الاقتراع المسجّلة في انتخابات 2010. كما احتفل انصار “البيارتة” ليل أمس في محيط “بيت الوسط” حيث شاركهم الرئيس سعد الحريري والتقط معهم الصور التذكارية.

في زحلة، وتحت وطأة احتدام أم المعارك الانتخابية بين كل من لوائح تحالف الأحزاب وآل سكاف وآل فتوش، تحولت عملية استشراف نتائج التصويت إلى ما يشبه معركة “شد حبال وحرق أعصاب” بين ماكينات اللوائح الثلاث حتى ما بعد منتصف الليل ما استدعى إرجاء إعلان النتائج النهائية حتى صباح اليوم بانتظار اكتمال عملية احتساب صناديق الاقتراع.

وقد تبين صباح اليوم، بعد فرز 122 قلماً من أصل 126 في زحلة، فوز لائحة “انماء زحلة” المدعومة من القوات اللبنانية والتيار الوطني وحزب الكتائب بكاملها. وأتت الارقام الرسمية على الشكل التالي: “إنماء زحلة” 10510، “زحلة الأمانة” 8896، “زحلة تستحق” 7044.

1462294947_briteil

وتؤكد النتائج الاولية غير الرسمية الصادرة عن الماكينة الانتخابية لحزب الله ان لائحتي التنمية والوفاء فازتا في كل من بريتال وبعلبك. إلا أنه خاض”حزب الله” معارك قاسية في بعلبك وبريتال واللبوة، وقرى وبلدات أخرى وصولاً إلى الهرمل، حيث تدنت نسب الاقتراع في هذه المدينة، فضلاً عن إشكالات وإطلاق نار كما تردّد.

إقرأ أيضاً: «بيروت مدينتي» تشتكي من تجاوزات: نسبة التصويت 13% !

وأبرز معركتين كانتا في كل في مدينة بعلبك في وجه اللائحة التي ترأسها رئيس البلدية السابق غالب ياغي والمدعومة من تيّار المستقبل والجماعة الإسلامية وأحزاب في قوى 14 آذار، وفي بريتال في وجه اللائحة المدعومة من الأمين العام السابق للحزب الشيخ صبحي الطفيلي، حيث لمس المراقبون معركة “كسر عظم” في البلدة.

وكشفت الماكينة الانتخابية للحزب انه فاز في 7 بلديات حتى الساعات الأولى من المساء في منطقة بعلبك – الهرمل وهي: حوش سنيد، حوش النبي، مقراف، قرجا، حلبتا، اللبوة ومجدلون. كما فازت لائحة الحزب – “أمل” في زلايا في البقاع الغربي.

وفيما عولت الاوساط المعارضة لحزب الله على النتائج بانها شكلت احراج للحزب وذلك لتدني نسب الاقتراع إلى درجة أدت إلى إرجاء المؤتمر الصحافي الذي كان مقرراً أن يعقده نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم منتصف الليلة الماضية لإعلان نتائج الانتخابات. رأت أوساط المؤيدة للحزب بأن النتائج كانت انتصار لتحالف الحزب والحركة نظرا لارتفاع نسبة الاقتراع.

إقرأ أيضاً: رئيس لائحة حزب الله في بريتال لـ«جنوبية»: نتجه للانتصار بالبلدية

قالت “المستقبل” إن عرسال كانت على قدر المسؤولية الوطنية وخيبت آمال العاملين على تشويه صورتها الوطنية والمراهنين على خروجها عن كنف الدولة من خلال إقبال أهلها الانتخابي والحضاري المتميز تأكيداً على انتمائهم المتجذر للدولة ومؤسساتها والتزامهم الراسخ باستحقاقاتها الدستورية. كما سجّلت “الجمهورية” يوم هادئ في عرسال التي تخطّت نسبة الاقتراع فيها الـ 60 في المئة.

السابق
تجديد الثقة من تحت يشمل «حزب الله» انتخابات بلدية شكّلت بديلاً من النيابية؟
التالي
المرشد «شريكنا الصعب»