بعد هتاف أنصاره ضدها…مقتدى الصدر يعتكف في ايران!

فوجئ اليوم العراقيون بخبر اكدته معظم وكالات الانباء ومفاده ان السيد مقتدى الصدر، وبعد هجوم انصاره على مبنى البرلمان وهتافهم ضد ايران وضد نفوذ الجنرال قاسم سليماني في بلدهم، غادر متوجها الى ايران! فكيق يحل هذا اللغز العراقي الجديد؟ وما تفسير التصرفات المتناقضة للسيد الصدر؟

في خطابه اول امس السبت اكد السيد مقتدى الصدر انه سيقاطع جلسات البرلمان لان الكتل تريد فرض المحاصصة، كما انه سيعتكف العمل السياسي مدة شهرين.
بعد خطابه هذا انطلقت المظاهرات التي ضمت الاف الشبان واقتحم المشاركون فيها المنطقة الخضراء ومبنى البرلمان، مطالبين النواب بالتصويت على حكومة الكفاءات التي قدمها العبادي، لا حكومة المحاصصة السياسية رمز الفساد على حد تعبيرهم، ثم خرجوا من البرلمان يهتفون ضد ايران وضد قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني وتدخلاته في شؤون بلدهم.

العراق
اما اليوم فقد تفاجأ العراقيون بخبر سفر السيد مقتدى الصدر الى ايران وكأن شيئا لم يحصل. وانقسم الشارع العراقي حول هذا الامر، بعض وسائل الاعلام المغرضة قالت ان الصدر استدعي من قبل ايران لمحاسبته على ما قام به هو وانصاره، فيما اكد مناصروه ان ذهابه الى ايران امر عادي وهو يملك منزلا هناك، وان ايران تعامل الصدر بندية ولا تستطيع ان تفرض عليه امرا.

إقرأ أيضًا: لم يهتفوا ضد العبادي… هتفوا ضد إيران!
غير ان اوساط عراقية محايدة اكدت ان مقتدى الصدر ومنذ اعلانه قبل يومين نيته بالاعتكاف شهرين قرر المغادره الى ايران والبقاء فيها هذه المدة، فلطالما شهدت علاقته مع ايران مدا وجزرا واعتكافات احتجاجية…كان اخرها قبل عامين عندما جاء الى لبنان واعتكف في الضاحية الجنوبية حوالي ستة اشهر، احتجاجا منه على دعم ايران المطلق لخصمه اللدود رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.
وبحسب هذه الاوساط فان الصدر الماهر بهكذا مناورات اعتاد ان يستخدمها مع الايرانيين واعتادوا عليه منذ ان كان لاجئا فيها قبل سقوط النظام البعثي في بلاده وعودته الى مدينة الثورة التي حولها بعد عودته اليها الى  مدينة الصدر معقل المليونين من انصاره.

إقرأ أيضًا: العراق.. تهديد باقتحامات جديدة وعصيان مدني

واذا كانت حركة مقتدى الصدر الاخيرة في تحالفه مع المجتمع المدني العراقي واصراره على الاصلاحات الداخلية، وفي هتافات انصاره ضد ايران قد بعثت في المناخ السياسي العراقي حيوية جديده، فانه من المبكر الاعتقاد ان نفحة ثورية انقلابية يمكن ان تتأتى من وراء هذا الحراك الصدري الذي لا يطمح حاليا بالتمرد على مرجعية ايران ودورها الاقليمي في العراق والمنطقة.

السابق
الوزير المشنوق واصل تقبّل التعازي بوفاة شقيقه زياد
التالي
وائل نور في ذمّة الله..