لهذه الأسباب ستتخلى روسيا عن الأسد

أثار تقرير صحيفة “الحياة” عن تفاهم أميركي-روسي حول رحيل الرئيس السوري بشار الأسد خضة إعلامية، ونفياً من الكرملين والبيت الأبيض. إلا أن المتابع لتفاصيل المفاوضات الروسية – الأميركية والقنوات الاقليمية المفتوحة معهما حول هذا الملف لم يتفاجأ بالمضمون. فتطورات المشهد السوري والديبلوماسية الروسية -الأميركية توحي بأن رحيل الأسد هو الهدف غير المعلن للروس لحل الأزمة السورية ولهذه الأسباب:

1-التنازل عن رأس النظام وهو النقطة الأضعف فيه لتلطخ اسمه بربع مليون قتيل وأكثر من عشرة ملايين نازح ولاجئ . هذا يجعل من التخلي عن الأسد ضرورة سياسية لروسيا التي لم تربط تدخلها بمصيره، وستستخدمه كورقة لنيل دعم دول الخليج في أي حل سياسي.

2-النظام يأتي قبل الرجل بالنسبة لروسيا. ومن هنا تنعكس قوة استراتيجية فلاديمير بوتين الذي عوم النظام السوري وليس الأسد في الأشهر الأخيرة. فنفوذ روسيا في سوريا هو أكبر من عائلة الأسد، ومتجذر في الجيش والمؤسسات الأمنية والسياسية وحتى الثقافية والدينية.

إقرأ أيضًا: لا حل دون الأسد.. ولا تسوية بوجوده

3-المصالح الأمنية والسياسية والاقتصادية في المرحلة الانتقالية هي أيضا أهم من الأسد. وهنا سيكون مصير القاعدات الجوية السورية ومرفأ طرطوس وخطوط الغاز وموقع الأقليات وخصوصا الأكراد أهم لموسكو من اسم المنفى الذي قد ينتقل اليه الأسد.

4-كلام الأسد الجديد حول المسودة الدستورية والانتخابات المبكرة كله يأتي بعد الضغوط الروسية على النظام والاستياء الكبير لموسكو من حديث النظام سابقا عن استكمال الحل العسكري والاستهزاء بالعملية السياسية.

5-تلزيم واشنطن الملف السوري لروسيا، وموافقة ضمنية من دول الخليج العربي على هذا الأمر. ما يعني أن رحيل الأسد سيكون بندا أساسيا لقبول أي تسوية ترضي جميع الأطراف، وهو بند غير مستعص على روسيا في حال توافرت الشروط الأخرى بينها الحفاظ على هيكلية النظام الأمنية والاستخباراتية.

(خاص “لبنان 24” – واشنطن)

السابق
إلى صيّادي الأخطاء: رابعة أسقطت «الضاد» و «القاف» فأصابت وأخطأتم!‏
التالي
فرنجية: فخامة رئيس الجمهورية… فمن العرّاب؟