المشنوق: إيران و«حزب الله» يعطلان انتخاب رئيس للجمهورية

حل وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ضيفا على “المعهد الملكي للبحوث الدولية – تشاتام هاوس” في لندن، فشدد على أن “لبنان واحد من الدول القليلة التي نجحت في إجراء عمليات استباقية في مواجهة المجموعات الإرهابية”، مشيرا إلى أن “الأفكار الفدرالية التي يطرحها البعض لن تحل المشاكل بل على العكس سوف تسبب العنف والحروب لأجل غير مسمى”.

وقال خلال خطاب ألقاه مساء أمس الأربعاء: “إن ما نواجهه من حرب مع المتطرفين هي حرب عقول وليست حرب عضلات”، داعيا إلى “تعزيز قدرات قواتنا الأمنية من خلال تعزيز القدرات الاستخباراتية والتدريبية والتكنولوجية، وإلى المشاركة مع الشجعان من العلماء المسلمين المعتدلين والدعاة المؤثرين في مواجهة التطرف الديني من خلال تفكيك رواية داعش ومنظومتها الفكرية والدينية، هي وغيرها من المنظمات المتطرفة”.

ودعا إلى “حماية منطقتنا من جميع أنواع التطرف والإنفصال”، مذكرا بأن “إيران و”حزب الله” يعطلان انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، من خلال امتناع نواب حزب الله وحلفائه عن النزول إلى 37 جلسة انتخاب حتى الآن، وان بشار الأسد لن يوافق على أن الانتقال السياسي في سوريا سوف ينتهي من دونه، قبل وصول التهديد إليه داخل عاصمته”.

وأضاف: “كل اللبنانيين سيجدون صعوبة جدية في إنشاء علاقة جديدة وصحية مع أي شكل من أشكال النظام الجديد في سوريا، ليس خلال السنوات الخمسة الأولى بعد الحرب، سيكون السوريون مشغولون عنا. لكن تدخل حزب الله في سوريا ترك ندوبا كبيرة في العلاقة المستقبلية مع سوريا والسوريين”. وأشار إلى أن “الروس يريدون نظاما ضعيفا ومعارضة ضعيفة في نهاية الحرب السورية”.

العلاقة بين ايران وحزب الله
العلاقة بين ايران وحزب الله

وشكر بريطانيا على منحها قوى الأمن الداخلي 13 مليون جنيه استرليني حاليا، نافيا أي نية لتوطين النازحين السوريين، ومؤكدا أن الانتخابات البلدية ستجري في موعدها، وأن اللبنانيين “لا يريدون تحسين العلاقة مع دول الخليج من أجل الحصول على المال، بل لأننا نؤمن بأنه يجب استعادة الثقة بحكم التاريخ الطويل لأننا نهتم بهذه العلاقات”.
وأكد أنه “لا يوجد نية في تجنيس النازحين السوريين، ولا أحد يفكر في هذا الأمر على الإطلاق”، قائلا: “التحديات واضحة وعالمية، ما حصل في باريس وفي بلجيكا وغيرها، وهي كيفية مواجهة نوع جديد من الحروب التي لا يستطيع أحد الإدعاء بأنه جاهز لها، أو لديه خبرة عسكرية في كيفية مواجهة هذا النوع من التطرف. وكما قلت سابقا نحتاج إلى تدريب جيد، وإلى عقول، وإلى تكنولوجيا عالية، وإلى مؤمنين بعدالة مواجهة الإرهاب ومحاربته، يوميا وكل لحظة، وبالطبع يجب العمل سويا، ولا أحد يمكن أن يقول إنه مسؤول عن هذه الغرفة وأنه ليس مسؤولا عما يجري في الغرفة الأخرى. يجب أن نقاتلهم في كل مكان، في المجتمع الدولي وبين الدول العربية، ونحن جاهزون للتعاون. وحتى الآن الأمور أفضل”.

وشدد على أن “وقف الهبة السعودية ليس مشكلة مالية، بل يؤشر إلى فقدان الثقة بلبنان. فالجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي عملت لسنوات من دون دعم إضافي، وسيستمرون. رغم هذا نهتم كثيرا بالعلاقات مع السعودية ويؤلمنا فقدان ثقة السعودية. نحن فعلنا كل ما يمكننا وقمنا بكل ما يلزم لمعالجة مشكلة عدم الثقة. لا أستطيع القول إن المشكلة حلت، لكن الباب لم يغلق بعد”.
وفي نهاية زيارته للندن أقامت سفيرة لبنان في بريطانيا إنعام عسيران مأدبة عشاء على شرفه حضرها عدد من الشصيات البريطانية واللبنانية وفي مقدمهم وزير الأمن البريطاني جون هايس.

وبعد كلمة ترحيبية من السفيرة، رد المشنوق بكلمة دعا خلالها اللبنانيين الى “أن يعرفوا أن المساهمة البريطانية المالية الجديدة هي إعلان كبير عن ثقة الحكومة البريطاني بالحكومة اللبنانية وبأداء قوى الأمن الداخلي والأمن العام والجيش”.

وأضاف متوجها إلى اللبنانيين: “رغم كل ما تسمعونه ورغم كل شكواكم، لا يزال لبنان بخير، رغم ما يحصل في محيطه، ولا يزال صامدا وقادرا، وهذه ليست المرة الأولى التي تقع مشاكل كبيرة بهذا الحجم ويعود ليقف من جديد”.

السابق
داعش يتراجع في سوريا والعراق ويتقدم في أوروبا‏
التالي
محتلة الى متى؟