عندما قالت سورية… لا للأسد

الثورة السورية
منذ إنقلاب حافظ الأسد على رفاقه البعثيين وهيمنته الكاملة على الحزب الحاكم والدولة السورية .. إعتادت سورية على كلمة نعم لحافظ الأسد، نعم لثورة الثامن من آذار، نعم لحزب البعث. دخلت سورية نفق الروتين الذي رسمه حافظ الأسد، يستقيظ السوري على تمجيد القائد الخالد ويمسي على تمجيد باني سورية الحديثة حافظ وحتى في ظل الهزات الأمنية لم تسمع سورية أصوات أبنائها.

بقيت سورية صامتة هادئة و ميته إذا صح التعبير وحتى عند إستلام الوريث لم نسمع أصوات الجماهير ترفض أي ممارسة أمنية يقوم بها ذلك النظام . وعندما ثار الللبنانيون وقالوا لا للبعث ولا للأسد ظل السوريون يرددون الـ”نعم” وكأن الأسد الأب اعطى الشعب جرعة مخدر قوية.

أتى الربيع العربي كسحابة شتاء طويلة توقظ الشعوب بأمطارها وكان لشعب سوريا الحصة الكبرى من هذه السحابة، فتشجع بعض المثقفين ونشطاء مواقع التواصل الإجتماعي في الخارج و الداخل منشئين الصفحات؛ بعضها يطالب بإصلاح النظام والبعض الآخر يطالب بإسقاطه. غير أن الشعب السوري لم يكترث كثيرا لها كذلك النظام الذي بقي يراقب من ينشأ هذه الصفحات مستخدماً مع أصحابها أسلوب التهديد و الوعيد.

بقيت سورية هادئة ولكنها غير مطمئنة من نيران الثورات التي تقترب يوما بعد يوم. وفي السابع عشر من شباط عام 2011 كانت الهزه الأولى بل الصدمة الأولى التي أصيب بها الشعب السوري حينما اعتدى شرطي على مواطن في سوق الحريقة الواقع في العاصمة دمشق فقام عددا من الشباب الذين شاهدوا على الحادثه وكردة فعل تمردية بترديد شعارات غاضبة كـ” حرامية .. حرامية” إلا أن تصرف النظام بعقلانية مع المحتجين حيث نزل وزير داخلية سوريا حينها ليتحدث معهم ويطالبهم بالمغادرة ويعتذر لهم على الفعل المشين الذي قام به أحد افراد الشرطة.

تمددت هذه السحابة أكثر وأكثر وازداد عند السوريين أمل التحرك والتظاهر وتصعيد مطالبهم ومن أهمها الحريات السياسية وإلغاء قانون الطوارئ والإفراج عن المعتقلين.

مروة الغميان
مروة الغميان

في الخامس عشر من آذار كانت الصرخة الأولى صرخة أنثى تدعى مروى الغميان. أما الصرخة الثانية فهي صوت أهالي درعا في الثامن عشر من آذار، وما بين دمشق ودرعا كسر حاجز الصمت والخوف، وأعلن الشعب عن كفره بنظام الاستبداد والقمع.

إقرأ أيضاً: حزب الله يبدأ بسحب عديده من سوريا بالتزامن مع الإنسحاب الروسي

 

عندما قال السوريون لا، أصيب محور الممانعة بالصدمة وأصيب مؤيدوه بالخيبة واللعنة، فالشعب الذي اعتاد على كلمة “نعم” لم يعد كما قبل.. الشعب الذي حاول تدجينه حافظ الأسد لم يعد يخاف لم يعد يكترث لقوة السلاح وبعد تحول الثورة السورية إلى ثورة مضادة وهيمنة الفصائل العسكرية المرتهنة للخارج والتي بأغلبها شارك وشاطر النظام بالقمع والجرائم عاد اليوم بعد هدنة وقف إطلاق النار مرددا الـ “لا” بوجههم أيضاً.

إقرأ أيضاً:  الإنسحاب الروسي من سوريا…خديعة للجميع!

لم يتعلم هؤلاء المرتزقة بأن الشعب الذي ثار على القرداحى لن يكترث لإرهاب الجولاني والبغدادي لم يتعلموا هؤلاء بأن الشعب السوري أراد الحياة وأنه عن كلمة ” لا ” لن يحيد وعودة النعم لن تعود.

في الذكرى الخامسة لثورة السورية المجد لمن قال لا.

السابق
لا للمرآب… أم لا للفقر!
التالي
مؤتمر صحفي لخلية أزمة الأونروا إجماع على رحيل مدير الاونروا