الحريري: سلاح حزب الله بيد إيران ولا يملك السيد قراره

سعد الحريري

رأى الرئيس سعد الحريري أن المشكل السياسي القائم في لبنان حاليا ليس بسبب النظام السياسي المرتكز على دستور الطائف، كما يحلو للبعض توصيفه من وقت لآخر، وإنما بسبب وجود سلاح غير شرعي مع طرف لبناني دون سائر الأطراف الأخرى، الأمر الذي يبقي الأوضاع مترجرجة وغير مستقرة، وترهيب السلاح يهيمن على واقع البلد من كل الجوانب، مشددا على أن أي عقد سياسي جديد لن ينفع، ما دام فريق لبناني يحمل السلاح غير الشرعي، ولكن المهم أن نصل إلى تسوية سياسية، ونحن من هذا المنطلق طرحنا مبادرتنا لانتخاب رئيس للجمهورية. ونحن متمسكون بالمبادرة لانتخاب رئيس للجمهورية، وإن شاء الله نصل إلى نتيجة قريبا لمنع استمرار الفراغ، لافتا إلى أن “حزب الله” لا يعمل بجدية لملء الفراغ”.

وقال الرئيس الحريري خلال استقباله بعد ظهر اليوم في “بيت الوسط” وفدا موسعا من فعاليات ورؤساء بلديات ومخاتير وكوادر منسقية “تيار المستقبل” في البترون وجبيل: “صحيح أن اتفاق الطائف أنهى الحرب الأهلية التي عصفت بلبنان لسنوات، لكن وجود السلاح أمر خطير وسيف سيبقى مسلطا على السلم الأهلي في لبنان، والكل يعلم أننا من جانبنا، نرفض حمل السلاح أو اللجوء إليه في بت الخلافات السياسية”.

ولفت إلى أن البلاد تعيش حربا باردة على صعيد الانقسام السياسي السائد حاليا، وقال: “المشكل القائم ليس بالعقد أو النظام السياسي، بل لأننا نتأثر بمجريات الحرب الدائرة في سوريا وتداعياتها، ولا أحد بإمكانه التكهن إلى أين تتجه الأزمة في سوريا، بالرغم من تدخل روسيا في الحرب”.

واعتبر الرئيس الحريري أن “حزب الله” ليس بإمكانه تقرير مصير سلاحه بنفسه، لأن القرار بخصوصه ليس بيده، وإنما بيد النظام الإيراني، والتسوية على مصير سلاح الحزب إقليمية صرفة، ولذلك فإن تغيير العقد أو النظام السياسي لن يغير في الواقع شيئا وسيبقي الانقسام قائما في البلد.

وشدد على أننا نرفض الانجرار لحملات التصعيد وتأجيج مشاعر الناس وملاقاة البعض في مواقفهم التحريضية ضدنا، لأننا في النهاية نتحمل المسؤولية بكل جدية، ونمثل الناس الطيبين الذين ذاقوا ويلات الحروب الأهلية ومآسيها ويرفضون تكرارها، لافتا إلى أن مشاركة “حزب الله” بالقتال إلى جانب النظام السوري ضد الشعب السوري هي ضرب من الجنون.

واعتبر أننا نمر حاليا في مواجهة كبيرة بين دول الخليج العربي وإيران جراء التدخلات الإيرانية السلبية في شؤون العديد من الدول العربية، واصفا الإجراءات الأخيرة لدول مجلس التعاون الخليجي بأنها ليست بسبب غضب هذه الدول من لبنان وإنما بسبب خوفها عليه، وقال: “هم اتخذوا هذه الإجراءات بعد اكتشافهم العديد من الخلايا التخريبية التابعة لـ”حزب الله” في البحرين والسعودية والكويت”.

وأشار إلى أن حزب الله” يعتبر نفسه إمبراطورية، يحق له ما لا يحق لغيره، وقال: “لدى

طرح أي موضوع أو مسألة حساسة في مجلس الوزراء يصر وزراء الحزب على حصول إجماع وزاري لاتخاذ قرار بخصوصها، ولكن ذهاب الحزب للقتال في سوريا أو العراق أو اليمن قرار يتفرد به الحزب دون أن يسأل رأي أي لبناني فيه”.

وأكد الرئيس الحريري أننا “نخاف على لبنان وحريصون عليه، ونقتدي بمسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي رفض رفضا مطلقا إنشاء أي ميليشيا وأصر على تعليم الشباب وتسليحهم بالعلم والمعرفة في ذروة الحرب الأهلية بدلا من انخراطهم في صفوف الأحزاب والميليشيات المسلحة”. وقال: “البلد يمر حاليا بمرحلة حساسة جدا، ولكن بالرغم من كل ذلك لبنان قادر على النهوض بتماسك أبنائه الطيبين ومن خلال إيمانهم بصيغة العيش المشترك. فالعيش المشترك أسلوب حياة نمارسه عمليا وليس عبارات

نتغنى بها نظريا من وقت لآخر، وهذا ما كان يؤمن به رفيق الحريري ويطبقه وأنا سأسير على نفس الطريق ومستمر معكم في ذات المسيرة”.

وختم قائلا: “نحن نريد كسب لبنان الدولة والوطن، الدولة بكل مقوماتها، والوطن لكل اللبنانيين، وأنتم تمثلون بلدات تؤمن وتطبق صيغة العيش المشترك قولا وفعلا، ونأمل أن ننجح في النهاية بالخروج من هذه الأزمة بالرغم من كل الصعوبات التي تعترضنا”.

السابق
إيران و «حركاتها» في الدول العربية.. تصدير من نوع آخر
التالي
مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الاثنين 7-3-2016