يا من تقاتلون ما رأيكم بتقسيم سورية؟!

سوريا
هل تتمزق سورية الموحّدة؟!هذا ما أعلنته الخارجية الروسية. وترى فيه حلّاً للأزمة السورية، وإنهاء الحرب. لكن من أجل حروب جديدة. هنا قراءة في مخاطر الطرح الروسي. الذي يريح كل الأطراف الإقليمية وأولها العدو الإسرائيلي. وبالتالي ماذا ستريد القوى المشاركة في هذه الحروب التي ادعت أنها لحماية وحدة سورية وشعبها؟!

وأخيرًا، وبعد كل هذا القتل والدمار والشتات لشعب سورية ومؤسساتها ، ارتأت الخارجية الرّوسية أن الإتحادية الفيدرالية هي الحل الأمثل في سورية هو تقسيمها.

سورية المنهارة ستقسم نتيجة لذلك إلى دويلات:

1-سورية المفيدة الأسدية العلوية التي تلف كل حدود لبنان من الغرب والتي دعا إليها الأسد الإبن والمفتوحة على الساحل.

2-الدويلة الكردية في الشمال. والتي تتواصل مع طرفها الشرقي الموصول بالعراق.

3- دويلة الوسط الصحراوي السنّي الأكثري المحاصر وبدون منفذ بحري. لخنقه حين الضرورة إذا ما استدعت الحاجة.
وقد تكون هناك بعض التغيرات في الخريطة، كأن تكون “ولاية حلب” مفتوحة للكل.

فهل كانت روسيا تعمل لهذا الحل وتخطط له منذ دخولها؟ أم أنها ابتدعته بعد مشاورات تنسيقية مع كل من إيران و”إسرائيل”؟ هل إن مقولة حرب منع مد الأنابيب القطرية خلافاً للمصلحة الروسية استدعت تدمير سورية والإبقاء عليها ممزقة إلى الأبد؟…وإذا قبلت موسكو بذلك فكيف تقبل به القوى والأحزاب اللبنانية والميليشيات الداعمة للنظام السوري.

التي تعتبر أن مشاركتها هي ردٌ على حرب كونية تستهدف وحدة تراب سورية ومؤسساتها، وحماية لبنان، والجلوس على طاولة الكبار لوحدة للمشاركة في إعادة التوازنات.

ومن أجل وحدة الموقف العربي والإسلامي وقتل المؤامرة.
عاصفة من الأسئلة التي لا تنتهي وأخطرها أن تكون الميليشيات اللبنانية المشاركة لا تعلم ما طرحته روسيا. وهل تعلم أن مسار التقسيم في سورية سينتقل بالعدوى والجغرافيا إلى العراق بدءًا بالدويلة الكردية؟!!!!..وهذا مبحث آخر.
“إسرائيل” لا شك ستهنّئ روسيا، التي تنسّق معها، على ابتداع “الحل المثالي”. ولكن لم نسمع الصوت الإيراني. وإذا ما وافقت تهران هل سيوافق حزب الله؟!!!.. لا شكّ التساؤلات مصيرية وصعبة. والإجابة أصعب. لأن النتيجة ستكون صادمة وصاعقة هي: تقسيم سورية لأن الدم والحرب والضحايا كلها كانت في خدمة هذا الهدف.

سوريا والعراق
والأخطر من هذه التساؤلات هو أن موسكو سترى في ما تقدّم حلاً مثاليًّا لمأزق الخروج من حرب الإستنزاف. وتستحوذ على قاعدة دائمة في اللاذقية يمكنها التعطيل والتدخّل والتحكّم بكل ما يجري من تطوّرات لا تصب في مصلحة موسكو.
أما تهران فلا ترى في ذلك خسارة بل ربحًا سياسيًّا وجغرافيًّا مربحًا.لأنها كسبت آل الأسد و”سورية المفيدة” التي تلتف حول لبنان وتضمن تبعيّته الجغرافية ولاحقاً السياسية. وهو منفذ بحري عبر الساحل اللبناني والنفوذ السياسي والإقتصادي ل “الهلال الشيعي” الإيراني.
ألأكراد يُناسبهم الحل لاستكمال بناء مشروع الدولة الكردية الفتية الناشئة. إلا أن الخاسر الأكبر هم الأكثرية السنية في امتداد الصحراء السورية.ومثل هذا الحل سيُربك تركيا.

إقرأ أيضاً: ماذا لو تكررت السخرية من نصرالله والمسيرات الطائفية؟

لأنه يُثبت أقدام الدولة الكردية ويجعلها مثل مسمار جحا في الخاصرة التركية. ولكن… إن طبقت هذه الخارطة أو كانت مجرّد تهويل سياسي. فإنها طرح روسي يستحق التوقف مليًّا. وهو لا يكون واقعًا إلا بموافقة واشنطن. لينال مشروعية التنفيذ.
ولكن الأصعب سيكون في مواجهة الأحزاب اللبنانية التي تخوض حروبها وسبحها في الدم السوري ولسنوات تحت عناوين سياسية ودينية مقدّسة. ولكن كيف ستواجه جمهورها من اللبنانيين والعرب. والمسلمين الآخرين. وخصوصاً بعد أن كانت تؤكد أن خوض الحرب هو لحماية المقّدسات الشيعية ولحماية الأقليات ومن أجل سورية الموحّدة.

إقرأ أيضاً: عن سوريات يخلعن الحجاب في دول اللجوء …

ولكن اتضح أن الحرب كانت لحماية نظام متهالك مستبد يعاني من أزمات وجود. ويخنق الحريات ويرفض التنازل عن السلطة ويلتحق بمشروعات تقسيمية حفاظًا على مصالح إقليمية روسية وإيرانية. ولكن المخرج كان ويبقى معتمدًا البوصلة المذهبية.

السابق
السعودية حانقة على تمام سلام وترفض استقباله!
التالي
بالصور: هذه اطلالات نجمات هوليوود في حفل الأوسكار