ظلّ الإستقرار الأمني مستتب في لبنان مع كل الخضات والتوترات السياسية، حتى أن أزمة النفايات التي باتت تنذر بأفدح الكوارث الصحية والبيئية لم تحرك ساكنا. إلّا أن مقطع الفيديو الذي تناول شخص الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله بشكل ساخر كان كفيلا بتفجير فتنة كبيرة كادت أن تصل إلى حرب أهلية لولا تدخّل الجيش والقوى الأمنية بتوجهات سياسية على اكثر من مستوى سياسي وحزبي لوقف الاحتجاجات التي اتسمت بتحركات استفزازية وهتافات طائفية وأعمال شغب أثارت الذعر في صفوف المواطنين، وذكرت بمشهدية 7 أيار خصوصًا أنّها امتدّت الى مناطق سكنية وطرق بعيدة عن البيئة الحاضنة لحزب الله.
اقرأ أيضاً: السيد حسن كما يراه المغردون…
“إذ بلغت مسيرات الدرّاجة لأنصار “حزب الله” مشارف السفارة السعودية في بيروت في شارع بلس – المنارة حيث تجمع مئات من مناصري الحزب وهم على دراجاتهم النارية أمام الحاجز الذي وضعته القوى الامنية على مسافة أمتار من مبنى السفارة. فيما كانوا قد تجمهروا أيضا على مقربة من منزل الرئيس فؤاد السنيورة الكائن في المحلة نفسها.”
وفيما حذرت مصادر أمنية خاصة بـ “جنوبية” من خطورة الوضع في ظل هذه التشنجات وضرورة ضبط إيقاع الشارع، انتقدت أوساط متابعة الاستهتار بالسلم الأهلي من جهة معينة.
فما حصل ليل السبت – الأحد على خلفية الشريط الهزلي الذي عرضته محطة “ام بي سي” ومن ثم مقطع فيديو الذي بثته قناة روتانا خليجية عكس هشاشة القرار الدولي القاضي بتحييد لبنان عن حروب المنطقة وأن هذا الإحتقان والتشنجات التي كشفتها هذه الواقعة من شأنها أن تنذر بعواقب لا تحمد عقباها. خصوصا أن الشارع المقابل لم يرَ أن هذه التحركات عفوية.
وقد صرّح عضو المكتب السياسي في “تيار المستقبل” النائب عمار حوري لـ”جنوبية” أن “هذه التحركات تذكيرية من قبل حزب الله وذلك ليذكرنا بقدرات دويلته”. كما استبعد أن تكون نتيجة ردات فعل عفوية.
وعن امكانية أن يتطور الوضع إلى أفعال تخريبية أكثر من ذلك قال حوري إن “الجواب عند حزب الله وليس عندنا”.كما أشار إلى أن “الحوار بين كتلة المستقبل وحزب الله قيد النقاش وكل شيئ ممكن”.
في وقت لا يمكن وصف هذه الاحتجاجات من قطع طرق وشعارات طائفية إلا بالأمر المعيب والمخزي إذ لم تهن هذه الأشرطة السيد نصرالله بقدر ما أساءت له ردود الفعل هذه الجاهلة لشخصه.
اقرأ أيضاً: مؤشرات خطيرة تنبىء بحرب أهلية في لبنان…
والجدير ذكره انه في كل مرة يُقلَّد فيها السيد نصر الله او يأتي ذكره في برنامج ساخر، تهب عاصفة من الاحتجاجات الغوغائية لمناصري حزب الله، في حين انه ما من شخصية سياسية وحزبية إلّا وكانت اكثر من مرة موضوعا لبرنامج ساخر وعلى مختلف المحطات التلفزونية. فلماذا هذه المبالغة في القدسية لأمين عام حزب الله؟ وما الفائدة من كل هذه المسيرات الطائفية التي جالت في أرجاء الضاحية وخارجها؟ ومتى يدرك هذا الجمهور أن نصرالله شخصية سياسية إلى جانب كونه رجل دين يهاجِم ويتهم، وأمر بديهي أن يُعامَل بالمثل من الطرف الآخر خصوصا من قبل المحطات الفضائية التي تدور في فلك معارضيه، وخصوصا الخليجية منها في ظل هذا الصراع المحموم بين السعودية وايران في المنطقة اجمع.