حزب الله بين الإنتصارات الوهمية والهزائم الواقعية

حزب الله
لا شك أن ما يحصل في الساحة اللبنانية هو جزء من الصراع السعودي الإيراني ذات البعدين العسكري في سوريا واليمن والسياسي في لبنان.

إذا تصفحنا المعجم اللغوي وبحثنا عن مفردة الإنتصار فسيعطينا عدة شروجات منها: “حقق إنتصاراً ساحقاً” أو “حقق غلبة وفوزاً” أو “جاء إنتصاره عن جدارة”.

اقرأ أيضاً: بالأرقام والوقائع(6): إلى حزب الله… من أين لك هذا؟‏

نأخذ تلك التفسيرات ونسقطها على الواقع اللبناني علّنا نستدل على هدى الطريق القويم لنجد التباين واضح في أننا كلبنانيين لنا تفسيراتنا الخاصة لمفهوم الإنتصار، كلٌ حسب أهوائه وميوله وخلفيته السياسية.

فما من طرف إلا ويعتبر في قرارة نفسه انه الأحق والأجدر بالنصر على الآخر مع التأكيد على البون الشاسع بين من يحاول الإنتصار للدولة ومن يهول على الدولة بالإنتصار عليها بقوة السلاح.

في لبنان المنقسم عامودياً بين طرفين 8 و 14 آذار تختلف مفاهيم الإنتصار لنجد ان الفريق السياسي 14 آذار تحمل ويلات التفجير والإغتيالات كي ينتصر مشروع الدولة التي ينادي بها.

وفي المقلب الآخر يمعن فريق 8 آذار تنكيلاً في الجسد اللبناني، مرتكزاً على فائض القوة التي يمتلكها حزب الله المسلح عسكرياً والمعبأ مذهبياً والمرتبط بالمشروع الإيراني.

وبالعودة لخطاب السيد نصرالله الاخير نجد التباين واضح بين روسيا وإيران حول مصير الأسد فالأولى ترى الاسد ورقة نفاوض والأخيرة تعتبره إمتداد لمشروعها.

في الوقت الراهن لا يمكننا أن نحصي “هزائم” ولا “إنتصارات” حزب الله سواء العسكرية والسياسية إلا من باب التعطيل المؤسساتي في لبنان والإبقاء على صورية نظم الاسد في سوريا.

حزب الله في سوريا

لبنان الغائب عن أجندة حزب الله في النواحي التنموية مستمر في تنفيذ تفاصيل المشروع الإيراني الذي يقاتل في سوريا والعراق واليمن بالعسكر ويبقي لبنان ورقة في سلة المفاوضات والتسوية على صعيد المنطقة، مانعاً إنتخاب رئيس للجمهورية ليبقي على الفراغ إلى حين نضوج تسوية كبرى تضمن له النفوذ والمصالح.

ولكن حزب الله وإيران ليسا اللاعبين الوحيدين على الساحة اللبنانية إنما للمملكة العربية السعودية دور بارز وتصاعدي في الآونة الأخيرة، مرتكزة على سياسات جديدة في عهد الملك سلمان وولي عهده وولي ولي عهد الذين بدأوا برسم ملامح جديدة للسياسة السعودية بدءاً من عاصفة الحزم في اليمن وصولاً إلى التلويح برعد الشمال في سوريا والضغط على الدولة اللبنانية التي يسيطر حزب الله على سياستها الخارجية.

لا شك أن ما يحصل في الساحة اللبنانية هو جزء من الصراع السعودي الإيراني ذات البعدين العسكري في سوريا واليمن والضغوطات السياسية في لبنان.

فكلما تقدم حزب الله وسيطر في سوريا مستعيناً بالغارات الروسية العنيفة يحاول “تقريشها” نفوذاّ وضغوطاً في لبنان، الساحة الوحيدة التي يمكن للحزب قطف ثمار مغامراته في سوريا ولو مرحلياً.

اقرأ أيضاً: مؤشرات خطيرة تنبىء بحرب أهلية في لبنان…

وبالعودة لمفردة الإنتصار، فإن حزب الله وسلاحه وتهويله وإنتصاراته تبقى محصورة في الجغرافيا اللبنانية وسيطرته على كل مفاصل الدولة اللبنانية سياسياً وأمنياً، -هذ إن نجح في الحفاظ على تلك الإنتصارات على المدى البعيد-، مما يضعه بين مقصلتين، الإنتصارات المضخمة الغير واقعية، او الهزائم التي قد تفاجئه عند اول معركة حقيقية يخوضها بمفرده في المستقبل.

السابق
بالأرقام(7): اقتصاد لبنان خليجي… والفساد الإيراني تحت عباءة الخامنئي!
التالي
«العضاضة الحديدية» آخر ابتكارات «داعش» ضد النساء