طرابلس تمزّق صور زعمائها الذين تخلوا عن أهلها

تمزيق صور السياسيين في طرابلس
ضجّت المواقع الإخبارية اليوم بإقدام عدد من أهالي باب الرمل على تمزيق صور لكل من الحريري والميقاتي وكرامي على خلفية عدم استقبال المستشفيات لطفل من "آل مبسوط" و رفض المسؤولين تقديم المساعدة التي طلبها منهم أهالي المنطقة.

هذا الخبر الذي تمّ تناقله هو ردّة فعل طبيعية، بل لا أبالغ وكمواطنة من طرابلس أن أوّصفها بالمتواضعة في ظلّ الواقع الأسود الذي تصارعه المدينة، إذ لا يخفى على القاصي والداني التهميش الذي تعانيه طرابلس، وغياب الفعاليات السياسية بها إلا لغاية إعلامية أو لحاجة لحشد التصفيق والجماهير أو للتمظهر بموقع الاستحواذ على الشعبية الشمالية.

إقرأ أيضاً: وجوه الشبه بين «ارهاب» طرابلس ومخدرات نوح زعيتر

طرابلس غير الحاضرة على الأجندة اللبنانية، وغير المحفورة بالذهن الإعلامي الذي لا يتنافس إلا لنقل الصور الإرهابية والداعشية عنها، طرابلس الواقع أيضاً بين المظلمتين الحريرية والكرامية، و المسماة تحت السلطة الميقاتية.

هذه المدينة المحظوظة بزعامات سنية متعددة، وبرؤوساء حكومة من أرضها ومنبتها ينفقون المليارات على الأعراس الأسطورية وعلى المشاريع الكبرى في بيروت وضواحيها، فيما تُفقر جيوبهم بتنمية من صوّتوا لهم ومن أوصلوهم للسرايا.
وهي المحظوظة أيضاً بعديد من الوزراء والنواب الذين بإمكان أرصدتهم المصرفية أن تُطعِمَ مناطقَ عديدة، والذين إن صرّحوا عنها قالوا ضلالاً وغبناً.
طرابلس “مدينة الحريري” كما يحلو للحريرية السياسية تلقيبها إلا أنّها مدللته اليتيمة حيث أنّ أكثر من 70% من أهلها تحت خط الفقر.

صورة السياسيين في طرابلس
صورة السياسيين في طرابلس

انطلاقاً من كل هذا، قليلٌ على طرابلس أن تمزق صور هذه الزعامات، بل عليها أن تثور عليهم جميعاً بلا استثناء وأن تعلن انقلاباً على استمرارهم بتمثيلها، فهذا الطفل ما هو إلا حالة من مدينة كاملة وهؤلاء الساسة لم يشكلوا مفاجأة بإغلاقهم الأبواب أمام مساعدته، فأبوابهم موصدة منذ الأصل أمام الطرابلسية الشعبية.

إقرأ أيضاً: مافيات المولدات تحتل طرابلس… فأين الدولة والرقابة؟

مدينتي طرابلس، ينطبق عليها شعار “كلن يعني كلن” جملة وتفصيلاً، فأهل الفساد عاثوا بها إفقاراً وجوّعوا أهلها وهجّروا أبناءها في مراكب غير شرعية، طرابلس “باب الرمل/ التبانة/ ضهر المغر/ الحارة البرانية…” وسائر المناطق التي تشهد على الإهمال السياسي بحقها، عليها اليوم أن تُقّبل يد من مزّق الصور، وأن يتم إنزال جميع الصور السياسية الملعقة …
فالزعيم قد فشل طرابلسياً، والحل لا ولن يكون إلا بالتغيير والخروج من التبعية، فلا تيار مستقبل ولا عزم وسعادة ولا غيرهم صنعوا لطرابلس ما تستحق، فالطرقات المتعرجة تشهد ونسب البطالة تشهد، والفقر يشهد، والموت أمام المستشفيات يشهد و يشهد.

السابق
زيارة ملك البحرين لروسيا وهديته لبوتين تصدم الجمهور العربي
التالي
كتلة المستقبل: لإجراء الإنتخابات الرئاسية بعيداً عن ضغوط حزب الله