مساعدات الولايات المتحدة الجديدة استجابة للأزمة السورية

أعلن الوزير كيري هذا اليوم عن عزم الولايات المتحدة من تقديم ما يقرب من 601 مليون دولار أمريكي كمساعدات إنسانية إضافية ماسة لإغاثة متضرري الحرب السورية. ومن شأن هذا التمويل الجديد أن يرفع المساعدات الإنسانية الأمريكية المقدمة للتخفيف من محنة الشعب السوري إلى أكثر من 5.1 مليار دولار أمريكي منذ بداية الأزمة. كما شمل إعلان الوزير كيري تقديم أكثر من 290 مليون دولار أمريكي للمساعدة الإنمائية الأمريكية للتعليم في الأردن ولبنان.

بلا شك أن الصراع السوري هو أكبر وأعقد أزمة إنسانية تواجهنا اليوم، حيث يحتاج أكثر من 17 مليون مواطن سوري – وهو ما يشكل ثلثي سكان البلاد قبل أندلاع الصراع – إلى المساعدة الإنسانية الملحة. ويأمل أن يساهم التمويل الجديد في استمرار الولايات المتحدة في توفير الغذاء والمأوى والمياه والرعاية الطبية والحماية الإنسانية وأعمال الإغاثة الأخرى الملحة لملايين الأشخاص داخل سوريا وإلى 4.6 مليون لإجى سوري في المنطقة. كما من شأنه أن يساعد من تخفيف وطأة الأزمة على حكومات ومجتمعات المنطقة التي تجهد في التعامل مع التدفق الجماعي للاجئين من سوريا.

مساعدات اللاجئين السوريين

وتقدم مساعداتنا الإنسانية الدعم لعمليات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى والمنظمات غير الحكومية، مما يسمح للولايات المتحدة من تقديم العون الى جميع المحافظات السورية الاربعة عشر وإغاثة الاشخاص الذين هم في أشد حاجة الى هذه المساعدات، مساهمة في ذلك في إنقاذ الكثير من الأرواح وتخفيف المعاناة برغم شدة التهديدات اليومية جراء العنف والحرمان.
وتدعم مساعداتنا الاحتياجات الإنسانية الحرجة، بما في ذلك تلك التي ذكرت في نداء الأمم المتحدة في عام 2016 لتقديم 8 مليارات دولار لسوريا والمنطقة أستجابة للأزمة السورية. وسيذهب جزء من التمويل الجديد مباشرة لمصلحة هذا النداء. ومن الضروري ان تساهم الجهات المانحة الأخرى في تلبية الاحتياجات الطارئة في عام 2016. وفيما يستمر نظام الأسد في إلقاء البراميل المتفجرة على المدن ويستخدم التجويع كسلاح حرب ويستهدف المدنيين في المدارس والجوامع والاسواق والمستشفيات، تعمد الجماعات المتطرفة العنيفة من داعش وجبهة النصرة في الامعان في أذى الشعب السوري كل يوم. وبالإضافة إلى أهوال الحرب في سوريا، نحن نشهد أيضا محنة اللاجئين الفارين من المنطقة إلى الدول الأوروبية. وهذا يذكرنا بالحاجة إلى تقديم المساعدة الإنسانية وتشجيع الاندماج والأعتماد على الذات في البلدان المستضيفة. وتكرر الولايات المتحدة من ضرورة أن تتوقف أطراف النزاع من شن الهجمات غير القانونية على المدنيين والامتثال للقانون الدولي.

وسيسهم أكثر من 290 مليون دولار امريكي من دعم وزارات التربية الأردنية واللبنانية من اجل زيادة فرص الوصول إلى التعليم لجميع الطلبة، بما في ذلك اللاجئين السوريين. وستصل مساعداتنا في مجال التعليم إلى ما يقرب من 230 الف لاجئ سوري في الأردن و 62 الف لاجئ في لبنان.

ومن الضروري التنبيه إلى أن الولايات المتحدة تدرك أنه جبنا إلى جنب مع أعمال الإغاثة للاحتياجات الطارئة لا بد من معالجة احتياجات التنمية على المدى الطويل في البلدان المجاورة لسوريا. وسيعمل التمويل الجديد المقدم من طرفنا من مواصلة تدعم المجتمعات المجاورة التي استضافت بسخاء هؤلاء اللاجئين. حيث يوجد هناك 4.6 مليون لأجى سوري، والغالبية العظمى منهم يلتقون المساعدات من الدول التي هربوا إليها أولا. وكما رأينا في موجة النزوح إلى أوروبا هذا الصيف، فأن السوريين الذين لا يجدون الحماية والمساعدة في سوريا أو في البلدان المجاورة، يضطرون إلى أتخاد قرارات صعبة للمخاطرة في الوصول إلى أوروبا ويعرضون أنفسهم للتهلكة.

لقد اظهرت الازمات الإنسانية في العالم حولنا بشكل مؤلم أنه على الرغم من الجهود التي نبذلها معا، تبقى على الدول مسؤولية بذلك المزيد من الجهد. وكما أعلن الوزير كيري مؤخرا، فأن الولايات المتحدة تسعى للتوصل إلى إلتزامات دولية من أجل توسيع شبكة الحماية الإنسانية وخلق فرص مستدامة وطويلة الأمد للاجئين في جميع أنحاء العالم. وستكلل الجهود الأمريكية لحشد الالتزامات الدولية المؤثرة بقمة رفعية المستوى حول اللاجئين يستضيفها الرئيس أوباما في الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر أيلول/سبتمبر. وسيتوج هذا الحدث الجهود الدبلوماسية النشطة والمستمرة التي ستشرع بها الولايات المتحدة في الاشهر المقبلة لزيادة المساعدات الإنسانية وإتاحة فرص دخول اللاجئين والاجراءات القانونية الاخرى، وتشجيع اللاجئين على الاعتمادات على الذات والاندماج في المجتمعات المستضيفة من خلال الوصول إلى فرص التوظيف والتعليم.

وستستمر الولايات المتحدة في إلتزامها بمساعدة المتضررين من هذه الحرب المفجعة، وتحث بقوة جميع الحكومات والمنظمات والأفراد المعنيين في دعم عمليات الإغاثة الإنسانية التي تضطلع بها الامم المتحدة وبقية الشركاء.

السابق
تنسيق بين حزب الله واسرائيل … لحماية مواطن اسرائيلي
التالي
جونز: لقد تعهدت الولايات المتحدة في مؤتمر المانحين، مبلغا إضافيا قدره 133 مليون دولار للمساعدات الإنسانية