هل سيفعلها شهيب اليوم؟

تداخلت الأزمات الإقتصادية والإجتماعية إلى درجت باتت تهدد الدولة، خصوصاً بعد أن فاضت الشوارع نتيجة الأمطار، بالتوازي مع خطة وزير الزراعة أكرم شهيب، التي نشطت الإتصالات بشأنها، قبل نفاذ المهلة التي حددها شهيب، وإلا التنحي

مرة أخرى، ضرب المطر بقوة وغزارة، مجتاحاً العديد من الشوارع التي تحولت الى سجون برمائية، حوصر فيها المواطنين في سياراتهم طوال أكثر من خمس ساعات ، بعدما “طافت” نقاط الضعف في البنية التحتية المترهلة بمساندة النفايات المكومة . فتحوّل بذلك الشتاء في لبنان من نعمة إلى نقمة مع الطرقات العائمة والناس العالقين في برك المياه وزحمة السير الخانقة

مع خطة النفايات التي لا تزال تتأرجح هبوطاً وصعوداً ووعوداً ومهلاً ومواعيد بلا طائل، تسارعت الأحداث والجهود عشية الخميس الموعود بوصفه سقفاً زمنياً نهائياً وضعه رئيس الحكومة تمام سلام ومعه الوزير أكرم شهيب لإنجاز أسس تطبيق خطة طمر النفايات، بحيث أسفرت الاجتماعات والمشاورات أمس بين مقرّي الرئاسة الثانية والثالثة، معطوفة على الآفاق المفتوحة التي عكستها نتائج الجولة 20 من حوار عين التينة بين تيار “المستقبل” و”حزب الله”، عن تكوين بصيص حل يعوّل على بلورته خلال الساعات المقبلة بشكل يؤمّن طمر النفايات وتعويم الحكومة.  والتي انتهت الى وعد من “حزب الله” بتسهيل إنشاء مطمر للنفايات في البقاع الشمالي، لكن جواباً نهائياً سيتبلغه صباح اليوم سلام في شأن هذا المطمر، بما يسمح بدعوة مجلس الوزراء الى جلسة طارئة.

وإذ تقاطعت المواقف السياسية والروحية بحسب “المستقبل” عند المراهنة على فائض “الصبر” لدى سلام لضمان عدم إقدامه على الاستقالة باعتباره “ليس متهوراً ليرمي البلد في المجهول” كما قال البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، أفاد زوار سلام أنه بصدد إفساح المجال واسعاً أمام إنجاح مساعي ربع الساعة الأخير لعلها تتيح تحقيق الشراكة الوطنية المرجوة في عملية معالجة ملف النفايات.

اقرأ ايضًا: بالصور والفيديو: لبنان يعوم في بحر من الأمطار والنفايات

فيما تردد بالمقابل، عن إمكان اتجاه سلام الى الاعتكاف او الاستقالة اذا اصطدمت المساعي الحثيثة الجارية بحائط مسدود، علم ان سلام تلقى أمس العديد من الاتصالات من مرجعيات داخلية وخارجية تتمنى عليه عدم الاستقالة نظراً الى دقة الظروف التي يجتازها لبنان.

وبالنسبة للوزير شهيب لا يختلف الموضوع كثيراً، إذ أكدت  مصادره أنه سيستكمل مشاوراته اليوم مع مختلف القوى السياسية في محاولة أخيرة لتعبيد الطريق أمام إيجاد سبل تنفيذ خطة الحكومة، على أن يعود بتقريره النهائي إلى السرايا الحكومية لتسليمه إلى رئيس الحكومة موضحاً فيه ما توصلت إليه اللجنة المختصة والنتائج التي حققتها طيلة مدة تكليفها بدرس وتطبيق الخطة.

فيما رجحت مصادر “المستقبل” أن يكتفي شهيب بتقديم التقرير وإرجاء خطوة اعتذاره عن عدم إكمال مهمته في رئاسة اللجنة ريثما يتبين له مآل الجهود المبذولة والوعود المعطاة، بينما ستكون له إطلالة تلفزيونية مساءً عبر “كلام الناس” من المتوقع أن يستعرض فيها بشكل مفصّل مسار العمل الذي سلكته خطة النفايات والمطبات التي اعترضت طريقها.

وليلاً، أعلن شهيب بعد اجتماع عقده وأبو فاعور مع رئيس الحكومة في السرايا الحكومية بمشاركة الوزيرين نهاد المشنوق وخليل، أنّ اجتماعاً جديداً سيُعقد اليوم مكتفياً بالإشارة إلى أنّ “اتصالات اللحظة الأخيرة تجري لإنجاز عناصر الحل لأزمة النفايات”.

وقد نجح اقتراح بري وفق “السفير” في تحقيق اختراق أولي، لكنه غير مكتمل، في انتظار استكمال الاتصالات اليوم، ليتقرر بعد ذلك ما إذا كانت هناك قابلية لتطبيق خطة المعالجة الرسمية بعد تكييفها مع طرح بري ثم عقد جلسة حكومية تعطي إشارة المباشرة في التنفيذ، أم ان حظوظ الخطة أصبحت معدومة تحت وطأة بعض الاعتراضات المناطقية عليها.

وعلمت “النهار” أن الرئيس سلام أكد في اجتماع السرايا مساء أنه لن يدعو الى جلسة لمجلس الوزراء إلاّ إذا اكتملت عناصر الحل لأزمة النفايات، ولا حل لأزمة النفايات ما لم يوجد مطمر آخر الى جانب مطمر سرار في عكار “ولا يحدّثني أحد عن فرض مطمر سرار بالقوة فهذا غير وارد ان نتسبب باصطدام الناس مع القوى الأمنية”.

السابق
توقيف 5 شاحنات محملة بالنفايات في كفرمتى
التالي
امتحان الزبالة في انتظاركم