نصرالله: نحن مع الحكومة فلا تسقطوها بأيديكم وأخذ البلد إلى الفراغ لعبة خطيرة وتصرف غير مسؤول

السيد حسن نصرالله

رأى الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله، خلال حفل “تخريج أبناء الشهداء – جيل الشهيد علي أحمد يحي”، أنه “بسبب شهداء الجيش والمقاومة، وكل الذين استشهدوا، إنتصرت المقاومة وثبتت مقاومة الردع، ثم تم تحصين الوضع اللبناني في الداخل وعند الحدود”، معتبرا أنه “لولا هذه التضحيات والشهداء والعطاء والفداء، لم ينعم لبنان بهذا الأمن والأمان”، داعيا الجميع إلى “وقفة ضمير بعيدا عن الحسد والحقد والكراهية”.

حضرالاحتفال حشد سياسي ودبلوماسي وعوائل المتخرجين، وبدأ بآيات من الذكر الحكيم، فالنشيد الوطني ونشيد “حزب الله”، ثم كلمة مدير “مؤسسة الشهيد” جواد نورالدين.

ثم تولى رئيس المكتب السياسي في “حزب الله” إبراهيم أمين السيد، والوزير حسين الحاج حسن، ونورالدين، ووالد الشهيد عماد مغنية، تقديم دروع التكريم لأبناء الشهداء المتخرجين.

بعدها، أطل نصرالله عبر الشاشة، فتوقف “عند الشهيد علي أحمد يحيى، حامل لقب حفل التخرج، وهو إبن الشهيد الشيخ أحمد يحيى، والمنتمي الى عوائل شهداء من جهة الوالدين”، معددا “أسماء أبناء الشهداء”، مشيرا الى أن “أبناء الشهداء ما يزالون على جبهات المقاومة”، موجها التحية الى “عوائل الشهداء ومؤسسة الشهيد والعاملين فيها والداعمين لها، وفي طليعتهم جمهورية إيران الإسلامية، وبعض الأخوة في لبنان”.

وقال: “الشعب اللبناني احتفل بالعيد في جو من الأمن والأمان في منطقة يسودها التوتر الأمني وسفك الدماء”، موجها سؤاله الى الجميع “حول السبب في ذلك”، معتبرا أنه “بسبب شهداء الجيش والمقاومة وكل الذين استشهدوا حتى انتصرت المقاومة وثبتت مقاومة الردع، ثم تحصين الوضع اللبناني في الداخل وعند الحدود. فلولا هذه التضحيات والشهداء والعطاء والفداء، فهل كان ينعم لبنان بهذا الأمن والأمان”؟، داعيا الجميع إلى “وقفة ضمير بعيدا عن الحسد والحقد والكراهية”.

إذ اعتبر أنه “يجب على اللبنانيين أن يقفوا أمام هذه النعمة”، قال: “إن إسرائيل وإعلامها يتحدثان عن الجيل الثالث في المقاومة بتدقيق، لأنهم لمسوا وشاهدوا ثمرة هذا”، وذكر أن “الجيل الأول من المقاومة قاتل بإيمان بالنصر، معتمدين على الله فقط، في حين أن البعض كان يتحدث عن جنونهم، فالجيل الأول قاتل بإمكانيات ضعيفة ومحدودة، ولكن من موقع الإيمان بالغيب وبالتجربة الحقيقية”، لافتا الى “السعي الأميركي والإسرائيلي ولبعض الأنظمة العربية، وبعض الإدارات المحلية اللبنانية إلى ضرب المقاومة أو عزلها وإضعافها”، معتبرا أنهم “قد عملوا على ذلك بوسائل مختلفة”، متوقفا أمام “ما يعملونه الآن وعلى المدى القريب”، ملوحا أنه “سيواصل هؤلاء عملهم، خاصة بعد الإتفاق النووي، لأن حزب الله سيبقى هاجسا عندهم، لا سيما في ما ورد عن لسان أوباما حول المقاومة”.

وتحدث عن “إنفاقهم ملايين الدولارات وتسخير الوسائل والحروب. ولكن النتائج كانت عكسية، وكان حزب الله يمن علينا بالغلبة والتقدم، وآخرها حرب تموز 2006، إذ كان هدفها واضحا في سحق المقاومة وإنهائها ماديا وجسديا وضرب بيئتها، لكنهم الحمد لله فشلوا”.

واستذكر “الاتهام الاميركي لحزب الله، بأنه إرهابي”، قائلا: “هذا لا يهمنا، إضافة الى ما صدر مؤخرا من الإدارة الأميركية، حول عقوبات مالية بحق قادة في حزب الله، وفشلها في لوائح سعودية، لكنني أقول أن كل ذلك لا يقدم ولا يؤخر، وما التجربة مع إيران إلا دليل على فشلهم”.

ونفى أن “يكون للحزب أموال في البنوك الأميركية كي تتم مصادرتها”، مؤكدا أن “أميركا تبقى الشيطان الأكبر قبل وبعد الاتفاق النووي”، مشددا على “فخر المقاومة بأنها ستبقى في وجه العدو الإسرائيلي والأميركي”.

وأعرب عن “استغرابه استهداف رجال أعمال لبنانيين”، معتبرا أن هذا “يندرج في سياق ضرب الاقتصاد”، وقال: “نحن نحصل على دعم مالي ومادي من جمهورية إيران الإسلامية، ونفخر بذلك، وهو دعم كاف لنا”، مؤكدا أن لا “أموال لدينا نعمل على استثمارها كي لا نلحق الأذى بالتجار والمستثمرين”.

وقال: “ومع ذلك هناك إصرار أميركي وإسرائيلي وبعض مخابرات المنطقة على المس والنيل من هذا البلد وبعض الشركات، لإن أموال المستهدفين حاليا أو سابقا ليست لحزب الله، وعلى الدولة اللبنانية تأمين الحماية لهم”.

وتطرق الى “العمل على تشويه حزب الله وقادته ومجاهديه في بعض وسائل الإعلام، ومنها اتهامه ببيع المخدرات على الصعيد العالمي، أو تبييض الأموال”، مؤكدا “أن لا أساس لذلك من صحة، لأنه حرام في شرعنا وفقهنا”.

ورأى أن “هذا التشويه هو للاغتيال المعنوي”، رافضا “الدخول في إعلان إسماء ومواقع الكترونية متخصصة في تشويه سمعته قادة الحزب”، مكررا “رفضه لصحة هذه التهم”، داعيا الى “مواجهتها لأن ذلك جزء من المعركة”، طالبا من وسائل الإعلام اللبناني “التنبه لهذا الأمر، خاصة تكرار بعض هذه الوسائل في الحديث عن أن حزب الله مأزوم ويلفظ أنفاسه الأخيرة”.

وأشار إلى ان “هناك من يتحدث عن تململ في حزب الله، وثم من عوائل الشهداء”، كاشفا عن “رسائل من هذه العوائل، التي نفخر بها، لما تقوله في خدمة المقاومة”.

وألمح الى “التناقض في الخطاب المضاد لحزب الله، والتناقض بين أن حزب الله ضعيف وبين أنه يريد السيطرة على لبنان وإلغاء إتفاق الطائف”.

كما أشار الى “محاولات هذه الحملات المضادة لتسخيف وتوهين انتصارات المقاومة، وكلها نابع من حقد وكراهية أكثر مما يعبر عن خلاف سياسي، لا سيما أن العدو نفسه اعترف بانتصار المقاومة”.

وتطرق الى “العلاقة مع إيران وتركيز الحملات المضادة، على أنها ستبيع حزب الله بعد الاتفاق النووي”، معلنا “أن علاقة إيران مع حلفائها ثابتة ومتينة على عقيدة”.

وسأل “بعد الذي جرى من هو الصادق ومن هو الكذاب؟ فهل باعت إيران حلفاءها؟ وما عليكم إلا تصديق كيري بقوله إن إيران رفضت النقاش خارج إطار الملف النووي”.

وأشار الى “جهد إسرائيلي وخليجي لمنع وصول الاتفاق الى نهاية سعيدة، لكن القائد الخامنئي جدد موقف إيران من حركات المقاومة وحلفائها ولحزب الله مكان خاص في تأكيده على تحالفها ودعمها”.

وشدد على “الإطمئنان الكامل والثقة بحلفاء حزب الله”، موجها كلامه للفريق الآخر قائلا: “كم مرة باعكم حلفاؤكم، مضيفا “لا قتل القادة والكوادر سيغير في مسارنا شيئا، ولا الإغتيال المعنوي ولا الضغط الإقتصادي ولا التشويه، لأن إيماننا بالله وثقتنا أكبر من كل هذه الحملات الإعلامية، ويدنا هي العليا لأننا ننطلق من الحقائق والوقائع، والمقاومة تزداد قوة على المستوى المحلي والإقليمي، وإسرائيل تعتبرها تهديدا مباشرا لها، وتعمل أميركا على طمأنتها”.

ثم تطرق الى موضوع “داعش”، قائلا: “إن الغرب وقوى إقليمية في المنطقة جاؤوا بكل تكفيريي الغرب الى سوريا والعراق، كي يشنوا حربا على محور المقاومة، وكنا قد قلنا أن الأفعى سترتد على صاحبها”، مسميا “السعودية وتركيا والأردن وبريطانيا في هذا المجال، ودعم التكفيريين في تسهيل سفرهم وإدخالهم الحدود، وإعطائهم السلاح والمال والتغطية الشرعية والدينية، ولكن هم الآن بدأوا يدفعون الأثمان”.

وعاد بالذاكرة الى “تحذيرات أطلقها حزب الله في هذا المجال”، متوقفا “أمام تركيا ورعايتها وتمويلها لداعش وفتح الحدود لها، وها هو رئيس وزراء تركيا يقول أن داعش خطر عليهم”، مضيفا “لهم الأكراد واليساريون للتغطية”.

ووصف مهمة هؤلاء ب”الوهم في القدرة على السيطرة على داعش”، مشيرا الى “تقرير جهاز أف بي آي، أخطر من تنظيم القاعدة على الأمن القومي الأميركي، في حين أن عندنا في لبنان من لا يعتبر داعش تهديدا”، لافتا إلى أنه “عندما يستمع اللبنانيون الى تقليل البعض من مخاطر داعش، مقابل من حذر ويحذر منها، فأين ستصبح مصداقية الذي يقلل من مخاطرها”؟.

وأعرب عن أسفه لما آل إليه “موضوع النفايات وفشل الدولة والوزارات المعنية في معالجته”، مشيرا الى “اقتراح بعض الخبراء بإمكانية تحويل هذه النفايات الى فرصة إيجابية للاستفادة من تحويلها”، طالبا “التعاون على الحفاظ على الأمن الوطني اللبناني”.

وعن الوضع الحكومي طالب ب”حسم النقاش حول آلية العمل في الحكومة”، متسائلا عما “ينتظره البعض؟ وعلى ماذا يراهن؟”، متمنيا “عدم الرهان على الوضعين الإقليمي والدولي والدخول في حوار كي لا يضيع البلد”، داعيا “تيار المستقبل” إلى “البحث في آلية العمل الحكومي والتعيينات والدخول في نقاش مع التيار الوطني الحر”، آسفا لأن “تيار المستقبل يدير الظهر لكل ذلك”.

ورأى أن “التلويح باستقالة الحكومة لن يقدم أو يؤخر شيئا، وهو مضر ومؤذ للبلد، والحل الوحيد يكمن في الحوار”، نافيا أن يكون “حزب الله وسيطا، لأنه طرف وحليف، وبالتالي لا يمكننا لعب دور الوسيط، وإن كنا نتباحث ونتواصل مع الجميع”.

وكرر مطالبته “تيار المستقبل” ب”النزول من برجه العالي والدخول في حوار مع التيار الوطني الحر”، محذرا من “أخذ البلد الى الفراغ، لأنها لعبة خطيرة وتصرف غير لائق وغير مسؤول”، معلنا “نحن نريد لهذه الحكومة أن تعمل، فلا تسقطوها بأيديكم”.

وختم مؤكدا “أن دماء الشهداء صنعت الإنتصارات، ونحن دخلنا زمن الإنتصارات وخرجنا من زمن الهزائم”.

السابق
هل «اشترى» حزب الله موقع ليبانون فايلز؟
التالي
شرب البنزين وأضرم النار من فمه… لماذا انتحر ابن الـ23 عاماً؟