«حزب الله» يدخل على الخط بين السراي و«التيار الحر» والعونيون مربكون بين الشارع و«البقاء في المنازل»

تمام سلام

كتبت صحيفة “الشرق” تقول : عشية إنعقاد جلسة مجلس الوزراء المقررة يوم غد الخميس، وبالتقاطع مع “التهديدات العونية” بالنزول الى الشارع، ومنعاً لوصول البلاد الى المزيد من التعقيدات والارباكات، فقد عزز رئيس الحكومة تمام سلام من “اتصالاته السياسية الحثيثة من أجل امتصاص هذه الحالة غير الطبيعية الموجودة في المجتمع السياسي…” على ما كشف وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، الذي التقى الرئيس سلام يوم أمس والذي أكد ل”الشرق” ان رئيس الحكومة يقوم باتصالاته هذه حرصاً منه على منع تعطيل الدولة… هو صحيح لا يريد تكبير المشكلة، لكن في الوقت عينه لا يريد دفع البلد الى مزيد من الازمات في ظل الشغور الرئاسي المتمادي، وفي ظل شلل مجلس النواب”. وقال: “سنذهب الى جلسة مجلس الوزراء بنيات طيبة وأعصاب هادئة لاسيما اننا نعلم ان توقيف عجلة سير الحكومة هو انتحار…
ولفت الوزير درباس الى “ان دولة الرئيس يقوم باتصالات حثيثة من أجل امتصاص هذه الحالة غير الطبيعية… وأنه في كل حال لا يتخلى عن أي مكون من مكونات الحكومة، ولكنه في الوقت عينه لا يمكن ان يكون حريصاً على التعطيل…”.
“حزب الله”
على خط الوساطة… لكن
وفي السياق، وللمرة الثانية خلال أقل من ثلاثة أسابيع، عاد “حزب الله”، المصنف حليفاً للعماد ميشال عون، ودخل على خط الوساطة من جديد يوم أمس من دون ان تظهر أية علامات مخالفة للتطورات حيث قام وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش بزيارة الرئيس سلام في مكتبه في السراي الحكومي وإذ أكد بعد اللقاء دعمه “التيار الحر”، فقد أكد “الحرص على الحكومة وآلية عملها…” داعياً الى “ايجاد الحلول ومعالجة الوضع السياسي بايجابية من قبل القوى السياسية المعنية…” لافتاً الى “أنه لا داعي ان نذهب الى تصادم وتعريض البلد او الحكومة الى هزة… هناك مشكلة وعلى القوى السياسية معالجتها بايجابية، وعلينا كقوى سياسية ان نبذل جهداً لتجنيب البلد أي مشكلة… ونحن متمسكون بالحكومة وعملها وحرصاء عليها لأننا نعتبرها دستورية… ونحن معنيون تجنيب البلد أي تصادم…”.
ارتباك عوني…
الشارع أم ملازمة البيوت؟!
وإذ تحفظت مصادر الرئيس سلام عن الكشف عما آل اليه اللقاء مع الوزير فنيش وما اذا كان سيناريو جلسة يوم غد سيتغير عن الجلسة السابقة، مع اصرار وزراء “التيار” و”حزب الله” على أولوية بند التعيينات الأمنية، وذلك على رغم اصرار الرئيس سلام على افساح المجال لنقاش سياسي واسع… فقد لفتت مصادر وزارية الى التصريح الذي صدر عن عضو تكتل “التغيير والاصلاح” النائب نبيل نقولا، ودعا الناس الى “البقاء في منازلهم يوم الخميس المقبل (غداً) من السادسة صباحاً وحتى انتهاء جلسة مجلس الوزراء، تضامناً مع المطالب المحقة ودفاعاً عن المشاركة والشراكة الحقيقية…”.
وفي هذا الاطار أكد رئيس “قطاع الشباب” في “التيار” انطون سعيد: “اننا بتنا جاهزين للنزول الى الشارع، لكن لا يمكن القول ان التحرك بات قريباً، إذ لسنا مربوطين بموعد محدد…”.
من جانبه وزير الثقافة روني عريجي، وإذ أعرب عن تضامن “المردة” مع “التيار الحر”، فقد لفت الى اننا في “الوقت الراهن لا نحبذ اللجوء الى خيار الشارع، ولا نرى أنها الوسيلة الملائمة…”.

“المستقبل”
يحذر من انفجار الحكومة
بدوره، أشار عضو كتلة “المستقبل” النائب احمد فتفت الى ان “المستقبل سيتضرر اذا ما انفجرت الحكومة، لأن البلد سيتهدد وليس لأن لدينا حسابات سياسية وتهدد أوضاع البلد من أجل منصب من هنا وهناك”. ولفت الى ان “المشكلة مع التيار الحر هي مشكلة سياسية ومشكلة خيارات استراتيجية…” معتبراً ان “الحكومة قادرة على مواجهة خيار الشارع، لأن من حق الناس التعبير عن أنفسهم طالما أنه يتم بشكل سلمي، أما عندما يتم الحاق الضرر بمصالح الناس، تصبح الدولة والسلطات القضائية هي المولجة بالمواجهة…”.
وفي الاطار عينه شدد الأمين العام ل”تيار المستقبل” احمد الحريري، في حفل افطار لصيادلة بيروت، على ان “الحل لأزمتنا يكون باحتكامنا للدستور، بل التلهي ببدع دستورية تزيد أزمتنا أزمة…” مؤكداً ان “لا أحد يريد القضاء على أحد، الذي سيقضي على لبنان واللبنانيين هو الاستمرار في منطق التعطيل والتحريض واستثارة الغرائز المذهبية وتهديد اللبنانيين، إما بالرضوخ الى هذا المنطق او الفوضى…”.
من جهته عضو كتلة “المستقبل” النائب محمد الحجار، وإذ حمّل “حزب الله” و”التيار العوني” مسؤولية الشغور الرئاسي” طالب بضرورة التراجع لمصلحة لبنان…”.
جعجع والدورة الاستثنائية
وعن فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، أشار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى أنه “في ظل تغييب موقع الرئاسة وشل عمل المؤسسات نطرح مشاريع قوانين تندرج تحت تشريع الضرورة مشاريع يمكن ان يستفيد منها لبنان، خصوصاً الأموال التي تقدم لنا كقروض لتسيير البلد، يجب ان نعمل على اقرارها حتى لا يسحبها مقدموها…”.
… ووضع المسيحيين جيد
وفي هذا، جدّد رئيس “القوات اللبنانية” موقفه مبدياً الاستعداد لحضور أي جلسة لمجلس النواب “اذا كان على رأس جدول أعمالها قانون الانتخابات وقانون استعادة الجنسية للمتحدرين من أصل لبناني” مستغرباً ما يطرح عن مرسوم لفتح دورة استثنائية تحت ما يسمى “الموازنة ومواضيع أخرى… في حين ان الموازنة لم تناقش ولم تقر في مجلس الوزراء ولم تجهز بعد… ليتبين ان مرسوم فتح الدورة الاستثنائية بالصيغة المطروحة غير جدي بالاضافة الى عدم تضمينه اقتراحي قانوني الانتخابات واستعادة الجنسية”.
وخلال استقباله وفداً من موظفي “شركات الاتصالات” طمأن جعجع الى “ان وضع المسيحيين في لبنان جيد وليس في تراجع كما يهوّل البعض…” لافتاً الى ان “مستقبل المسيحيين في لبنان والشرق متوقف على ما تفعله أيديهم…”.
دريان: الحوار
من ناحيته، أبدى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان خشيته من “سقوط لبنان ضحية اللجوء الى الشارع”. داعياً خلال الافطار الذي أقامه سفير لبنان في ابو ظبي حسن سعد على شرفه، الى “التعبير عن الهواجس داخل مجلس الوزراء للوصول الى حلول”، ومشيراً الى ان “البديل عن الحكومة هو الخراب والفوضى…” مؤكداً ان “الحوار بين القيادات السياسية يعزز الثقة ويخفف من حدة أسباب الخلاف والنزاع ويعود بالنفع على جميع اللبنانيين…”.

السابق
حزب الله لسلام: لن نترك عون وحيداً
التالي
ريفي يطمئن أهالي العسكريين