اضحك أيها العربي!

انفجار تونس
في هذه السطور مواقف وأحداث شغلت العالم العربي في الأسابيع القليلة الماضية. أحداث مؤلمة تلتها ردود أفعال إذا تمعّنا بها نضحك كثيراً، ربما على سذاجتنا أو على محاولة استغبائنا!

قليل من الاستغراب و”الضحك” ربما يعتري نفسية العربي في خضم البشاعة التي يتابعها يوميا، سواءً عبر وسائل الإعلام أو من قلب الحدث. هنا رصدت بعض ردود الأفعال التي حدثت مؤخرا في الساحة العربية والعالمية، بقدر ما هي مؤلمة، مستفزة للضحك: هل يعتقد الآخر أن شعوبنا ساذجة إلى هذا الحدّ ليتم التعامل معها بهذه الطريقة “الغبية”؟

اقرأ أيضاً: أنا لستُ رقمًا في هذا العالم

بيوت الله شبهة الإرهاب

لربما إن قلت “إذا كان جدار بيتك به ثقب يسرب الهواء، والغبار، اخلعه ليتوقف الثقب عن التسريب”، ستضحك، ولكن هكذا ردت تونس على الهجومات الإرهابية التي استهدفت مؤخرا مركبا سياحيا بمدينة سوسة، فقامت بإغلاق 18 مسجدًا “غير مرخص” حسب مصطلحها!.

من سرق قوس قزح؟

ولأن أمريكا وفت حق الإنسان في كل شبر من الكرة الأرضية مهما كان دينه، أو عرقه أو لونه، لم يبقَ إلا الـ”مثلي الجنسي” لتعم السعادة على وجه الأرض، ومتّخذة قوس قزح شعارا لذلك، وعلى رأي الكاتبة سعدية مفرح “من سرق قوس قزح؟”.

وهكذا كان إقرار مبدأ المساواة وحقوق الإنسان: البيت الأبيض يقر بقانون السماح للمثليين بالزواج، لضمان حقوقهم.

الجانب الإنساني من الشيطان!

عندما يظهر الشيطان جانبه الإنساني الذي كان مستورا، ويقرر الإفصاح عنه بلسان نتنياهو: “أعمال القتل الفظيعة في فرنسا، تونس، والكويت تؤكد من جديد أن العالم المتنوّر موجود في صراع مع القوى الظلامية”، فعلى الدنيا السلام.

تعلّم من عدوّك ..

تعلّم من عدوّك مبدأ آخر: “هذا العيد سأجعلك حطامًا، في العيد القادم سأهديك وردة وأخبرك كل عام وأنت بخير، فأنا طيبٌ للغاية وأنسى بصورة فظيعة”.

هكذا ردت تونس على الهجومات الإرهابية التي استهدفت مؤخرا مركبا سياحيا بمدينة سوسة، فقامت بإغلاق 18 مسجدًا “غير مرخص” حسب مصطلحها!

أفيخاي أدرعي المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي نشر عبر صفحته على فيسبوك: “رمضان كريم وكل عام والجميع بألف خير”، لربما نسي أن يهنئ الشعب رمضان الماضي بل بعث قليلا من الألعاب المتفجرة في غزة فقط، كم طيب هذا الأفيخاي!

ربما نسي أن يهنئ الشعب رمضان الماضي وبعث قليلا من الألعاب المتفجرة في غزة فقط، كم طيب هذا الأفيخاي!

“البيت بيتك، وخوذ راحتك”

وحين يقرر عدوّك تبنّي أحد أخلاقك أيها العربي، ويختار منها الكرم “البيت بيتك وخوذ راحتك”، رغم أنه ليس بضيف ولا مرحب به أساسا: بعد الهجوم الإرهابي على مصنع الغاز بفرنسا، وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون يصرح: “نحن مستعدون لاستقبال يهود فرنسا في إسرائيل بأيد مفتوحة، وأتوقع أن تحدث هجرة كبيرة”.

انفجار تونس

هذا ولا يسع القول إلا عند المصيبة الكبيرة، اضحك أيها العربي !

السابق
مقتل 7 اشخاص في سقوط قنبلة بالخطأ من مقاتلة عراقية على بغداد
التالي
إخماد حريق شب في سيارة وامتد إلى حديقة في صربا