«نداء 25 حزيران»: أوقفوا الانتحار

كتبت صحيفة “المستقبل” تقول : هي ثورة على التعطيل، انتفاضة على الشلل، صرخة حق في وجه سلطان جائر متسلّط على الدولة لا يتوانى عن تقويض بنيتها وتهديد الكيان، لا يتورّع عن بتر رأس الجمهورية وإفراغ المؤسسات، لا يضيره قطع أرزاق الناس لحسابات سلطوية خالصة تضع البلاد على فراش الموت السريري البطيء وتدفع العباد نحو شفير انتحار جماعي اجتماعي واقتصادي ومؤسساتي. ولأن لا قيمة لسياسة تقتصر على لعبة الصراع على السلطة ولا تدور حول الانتاج وقوى الانتاج، ولأن لا سلطة تقوم بمعزل عن هموم الناس أو على أنقاض الدولة والنظام العام، ولأن الدولة استحالت شبحاً معطَّلاً ومعطِّلاً، ولأن العجز السياسي يؤدي إلى زيادة العجز المالي، ولأنّ المراوحة تعني التراجع القاتل، كان لا بدّ من وقفة اقتصادية اجتماعية عمّالية مدنية وطنية على “الخط الفاصل بين الأمل وخيبة الأمل” لرفع الصوت عالياً تحذيراً من مغبة استمرار نهج “النحر والانتحار والانتظار”. وعلى ذلك اجتمع شمل المتضررين من النهج التعطيلي المكبل لآلية الانتاج في الدولة متّحدين خلف إرادة العيش الحرّ والمزدهر والمتعدد تحت سقف الدولة الواحدة ليحثوا المسؤولين على المسارعة إلى نفض غبار الفراغ عن الجمهورية قبل أن يقضي على كلّ أمل بالنهوض الاقتصادي والاجتماعي والوطني.. من رحم المعاناة والأمل ولد بالأمس “نداء 25حزيران” مطلقاً باسم اللبنانيين حركة مقاومة وطنية ضاغطة لاستعادة دورة الحياة الطبيعية وإعادة إحياء المؤسسات وفي مقدّمها رئاسة الجمهورية، تحت شعار: أوقفوا الانتحار.
مؤتمر “البيال”
إذاً، أطلقت الهيئات الاقتصادية وجمعية “بادر” أمس في مركز بيروت للمعارض الدولية- بيال، “نداء 25 حزيران” في مواجهة الشلل الاقتصادي الناتج عن الشلل السياسي، بمشاركة الاتحاد العمالي العام وهيئات من المجتمع الأهلي وعدد كبير من ممثلي الهيئات الاقتصادية، وخلص المجتمعون (ص 12) بعد تلاوة نصّ النداء إلى دعوة عموم اللبنانيين للتوقيع عليه عبر الموقع الإلكتروني June25.org رفضاً للرضوخ والاستسلام للأمر الواقع والموت البطيء”.
وتوالى على الكلام عدد من المشاركين في المؤتمر، بحيث أسف النائب روبير فاضل لكون “الخلافات والارتباطات والأنانيات أوصلت البلد إلى حال انتحار جماعي”، مفنّداً القطاعات والإدارات المكبّلة والمشاريع الإنمائية والمعيشية المعطلة بسبب الصراع السياسي على السلطة. بينما شدد رئيس الهيئات الإقتصادية الوزير السابق عدنان القصار على “البُعد الوطني الجامع” الذي تتخذه هذه الصرخة في وجه الأخطار التي تتهدد الوطن وفي مقدمها “خطر التدهور الاقتصادي وتراجع النشاط التجاري والسياحي وارتفاع معدل البطالة في ظل استمرار ارتفاع معدل الدين العام”، محذراً من مغبة استمرار الشغور الرئاسي وتعطيل المؤسسات باعتبار أنّ “بقاء الأمور على ما هي عليه اليوم سوف يولد انفجاراً اجتماعياً في الشارع”.
أما رئيس اتحاد الغرف اللبنانية محمد شقير، فلفت الانتباه إلى المرحلة “المصيرية” التي يمرّ بها لبنان في ظل التدهور الخطير اجتماعياً ومعيشياً مع معدل للبطالة بلغ 25% وتجاوز 35% عند الشباب ما يجعلهم عرضة للذهاب باتجاه الجريمة والارهاب، مناشداً ضمائر السياسيين، في معرض تحذيره من أنّ “مالية الدولة بخطر مع دين عام 71 مليار دولار وانعدام النمو وتفاقم عجز الموازنة”، أن يسارعوا إلى انقاذ البلد “من موت محتوم” وألا يتأخروا في انتخاب رئيس للجمهوية لحماية الدولة والحفاظ على شعبها.
ومن جهته، نبّه رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن من أنّ كافة مرتكزات الوطن السياسية والاقتصادية والاجتماعية باتت على حافة الانهيار بشكل بات ينذر “بغرق السفينة بمن عليها”، داعياً إلى وقفة شعبية وطنية جامعة للمطالبة باستعادة الحياة السياسية ورفض إبقاء مصير اللبنانيين “رهينة المصالح الفئوية والأنانية السياسية الضيقة”.
كما انتقد نقيب المحامين جورج جريج قصور الدولة في حماية الأمن السياسي والاجتماعي والاقتصادي للبلد، مشدداً على كون إفراغ سدة رئاسة الجمهورية لا يقع في إطار الحقوق المشروعة بل في خانة “الجحود دون حدود والعربدة دون هوادة”. كما كانت كلمات لكل من رئيس غرفة التجارة والصناعة في صيدا محمد صالح، نقيب الأطباء انطوان البستاني، رئيس مجلس إدارة جمعية مصارف لبنان فرنسوا باسيل، نقيب المهندسين في بيروت خالد شهاب، رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميّل، رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس، نقيب الصيادلة ربيع حسونة، رئيس اتحاد المؤسسات السياحية بيار الأشقر، والأميرة حياة أرسلان، شددت في مجملها على ضرورة “تجاوز أي إنقسام سياسي أو طائفي لإنقاذ الوطن من المخاطر المحدقة به وبشعبه”.

السابق
المجلس الوطني لـ14 آذار الاحد: سمير فرنجية رئيسا وسعيد أمينا عاما
التالي
«حزب الله» لسلام:لا جلسات قبل نهاية رمضان !