التعثّر الحكومي أسبوعاً ثانياً وسلام إلى القاهرة برّي عن الرئاسة الأولى: «حتى الآن ما في ضو»

جلسة الحكومة اللبنانية

كتبت صحيفة “النهار” تقول : خرق فتى الكتائب اللبنانية امس مشهد التعطيل والجمود، فأجرى الحزب انتخابات لرئاسته ومكتبه السياسي، ليسند الاولى المحسومة سلفا الى النائب سامي الجميل. والمشهد الديموقراطي ميّز الكتائب عن بقية الاحزاب اللبنانية التي تعجز عن التنظيم الداخلي وخصوصا عن مقاربة الاستحقاقات الانتخابية على مستوى الرأس.

 
لكن المشهد المقابل مستمر على حاله في ظل الشغور الرئاسي، وتعطل العمل الحكومي، بعد النيابي، ليصير الرئيسان نبيه بري وتمام سلام “بالهوا سوا”، كلاهما يراقب من موقعه وينتظر تطورات خارجية قد تعيد تحريك عجلات العمل النيابي والحكومي اللبناني.
الاتصالات المتقطعة لم تثمر حتى اللحظة ايجاد مخرج للعمل الحكومي، فلا دعوة لمجلس الوزراء الى الانعقاد هذا الاسبوع، علما ان رئيس الوزراء يعتزم القيام بزيارة رسمية للقاهرة الاربعاء، مما يعني ان الملف الحكومي رُحّل الى الأسبوع المقبل في انتظار بلورة أي تطورات محتملة.

 
وعلمت “النهار” أن الرئيس سلام التقى في الساعات الـ48 الاخيرة عدداً من سفراء الدول الكبرى بينهم سفراء الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا وبريطانيا الذين دعوا الى استمرار الحكومة في عملها إذا كان لبنان يريد أن تستمر المساعدات الدولية له. وقد أبلغ عدد من هؤلاء الرئيس سلام أن هناك من السفراء من انتهت مدة خدمته في لبنان لكنه أخّر عودته الى بلاده دعما لهذا البلد، لذا من الواجب أن تدعم الحكومة نفسها.
الى ذلك، نشطت الاتصالات الداخلية التي شملت جميع القوى السياسية باستثناء “التيار الوطني الحر” و”حزب الله”، والتقت عند موقف يدعو الى معاودة مجلس الوزراء جلساته رفضا للتعطيل ومطالبة الرئيس سلام بالتجاوب مع هذا الموقف، فكان جواب الاخير أنه يريد إعطاء فرصة أسبوع للاتصالات لينعقد مجلس الوزراء في أجواء توافقية وسط تمني “حزب الله” إعطاء وقت للتعامل مع مطالب “التيار الوطني الحر”. وأكد الرئيس سلام أنه يرفض ترك الحكومة تسقط أمام الشروط وينتظر أن تأتيه قريبا أجوبة نهائية من كل الاطراف وخصوصا من الرئيس بري الذي يقوم بدور إيجابي على هذا الصعيد. ولفتت مصادر وزارية الى أن موضوع التعيينات الامنية صار خارج جدول الاعمال وأن التمديد صار هو المطروح حالياً.

 
الرئاسة الأولى
رئاسياً، قدّر الرئيس بري ان المفاوضات اليمنية يمكن ان تشكل مدخلا الى التقارب السعودي – الايراني الذي سيساعد بدوره لبنان وينعكس ايجابا على استحقاق الانتخابات الرئاسية المعطلة. وقال لـ”النهار”: “حتى الآن ما في ضو”. وأطلق موقفه من غير ان يدخل في ارتدادات الامر، لان التفاهم في حدوده الدنيا يوجد رئيسا للبلاد.
وكان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أكد امس انه “لا يحق لأحد حرمان البلاد رئيسا لها منذ ما يزيد على السنة، الأمر الذي يتسبب بتعطيل سلطة المجلس النيابي التشريعية، ويعثّر عمل الحكومة، ويوقف التعيينات في المؤسسات العامة. ولا يحق لأحد رمي البلد والشعب في حالة من الفوضى والفقر والعوز. ولا يحق لأصحاب النفوذ التصرف بالوطن ومصيره ومؤسساته بحسب أهوائهم ومصالحهم”.

 
الحوار
وفي عين التينة، تعقد اليوم الجولة السادسة عشرة من الحوار بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” وسط أجواء ملبدة من الطرفين، وخصوصا في ظل قول نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم عن قوى”14 آذار”: “نحن أقوى من أي وقت مضى، ولن تستطيعوا اللحاق بنا، فخير لكم أن تقبّلوا أيدينا الممدودة لنسير معا، وإلا تخلفتم عن الركب”.
وصرّح عضو وفد “المستقبل” النائب سمير الجسر لـ”النهار” بأنه يعتبر “أن هناك ضرورة وطنية لعملية الحوار اليوم أكثر من أي وقت مضى”. وأضاف: “ما حصل بين الجلسة السابقة والجلسة المقبلة يؤكد جدوى الحوار لما فيه من تأثير على مجرى المواضيع المطروحة المتعلقة بتنفيس الاحتقان وانتخاب رئيس جديد للجمهورية”. وسئل هل يبحث الطرفان اليوم في موضوع العمل الحكومي فأجاب: “لا أرى أن الحكومة مشلولة. وإذا كان تأجيل جلسات مجلس الوزراء يبرّد الامور فيجب التعامل معه بإيجابية. علما أن رئيس الحكومة هو من يضع جدول اعمال مجلس الوزراء وهو حق له كي يمارسه. فإذا اعترض أحد فله الحق الدستوري في ذلك وبإمكانه ترك الجلسة وقت يشاء”.
وأفادت “المركزية” ان وفد “المستقبل” سيطرح في الجلسة ثلاثة مواضيع أساسية لا تخرج عن الاهداف التي انطلق من اجلها الحوار وهي الانتخابات الرئاسية وتخفيف التشنج المذهبي، حيث سيفتح ملف عرسال بعد تسليم أمرها الى الجيش اللبناني فقط. كما سيناقش الأزمة الحكومية، سائلا عن مدى جدية “حزب الله” في مجاراة حليفه في تعطيل الحكومة في ضوء مواقف الرئيس بري التي تصر على استمرار عمل السلطة التنفيذية والتي تبدو معبّرة عن موقف الثنائي الشيعي. كما سيثير كلام الشيخ نعيم قاسم الاخير، سائلا عن أبعاد ومغزى هذا الموقف المتصلب الذي أوحى “الحزب” من خلاله أنه يقول: “الامر لي” في الرئاسة.

 
ملف العسكريين
على صعيد آخر، علمت “النهار” ان ملف المفاوضات في شأن اطلاق العسكريين فعّلت مجدداً عبر الوسيط القطري، وتوقعت مصادر ان يشهد ايجابيات قريبة. في المقابل، أصدرت عائلة المعاون الاسير ابرهيم مغيط بيانا جاء فيه: “بناءً على الوضع الخطير الذي وصلنا اليه وما لمسنا من اهمال مطلق من دون مراعاة لمشاعر الأهالي المنهكين ومنعا للمزايدات سيقوم أهل المعاون الاسير ابرهيم مغيط في القلمون بإقفال أوتوستراد القلمون بتاريخ 16/ 6 / 2015 الساعة الرابعة عصراً حتى الساعة العاشرة ليلا بخطوة تصعيدية تحذيرية سيشرح من خلال التحرك الخطوات التالية بمؤتمر صحافي”.

 
الجبهة الشرقية
وقد استمر الجيش اللبناني في استهداف تجمعات للمسلحين في جرود رأس بعلبك بقصف مركز. وبثت قناة “المنار”، أن مخابرات الجيش اللبناني أوقفت شخصين احدهما من آل الفليطي. وقالت إن الموقوف كان يجنّد الشباب لحساب تنظيم “داعش”، وهو شقيق زوجة العسكري الشهيد علي البزال وقد أوقف وهو في طريقه الى جرود عرسال.

السابق
في وداع الأقليات
التالي
«سيناريو داعشي» لعملية إرهابية شمالاً؟ الحوار «يتدحرج» من الرئاسة إلى.. الحكومة