600 ألف شيّعوا شهداء «القديح» في السعودية

القطيف
وسط حزن وغضب شعبي، توافد مئات الآلاف من المواطنين عصر يوم أمس الاثنين إلى سوق الخميس المركزي بمحافظة القطيف في السعودية، لتأدية صلاة الميت على روح 21 شهيدا راحوا ضحايا التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجد الإمام علي بن أبي طالب ببلدة القديح بالقطيف خلال تأدية عدد من المؤمنين الشيعة صلاة الجمعة فيه.

 

فيما أعلن تنظيم داعش الارهابي مسؤوليته عن تفجير مسجد القديح في المنطقة الشرقية في السعودية ذات الأغلبية الشيعية، تمكنت السلطات في المملكة من تحديد هوية الانتحاري الذي فجّر نفسه في المسجد المذكور ويدعى صالح بن عبد الرحمن القشعمي سعودي الجنسية وهو “من المطلوبين الأمنيين بسبب انتمائه لخليّة ارهابية تتلقى توجيهاتها من تنظيم داعش الارهابي”، بحسب ما أوضح مصدر أمني في الرياض.

لوحظ حضور مكثّف لرجال الدين الشيعة بزيّهم المشهور دون ملاحظة وجود نظرائهم من السنّة

يشار إلى أن مراسم دفن الشهداء كانت قد تأجلت بسبب استكمال إجراءات تحليل الحمض النووي، ما تطلب وقتاً للحصول على التحاليل قبل تسليم الجثث رسمياً.

ولاحظ المراقبون أن دفن الشهداء على مرحلتين، ثلاثة منهم ظهرا، بسبب سوء حال جثامينهم، والباقي دفنوا الساعة 3.30 عصرا من دون تمثيل رسمي من الدولة، التي اكتفت بارسال محافظ القطيف للقيام بواجب التعزية.

كما لوحظ حضور مكثّف لرجال الدين الشيعة بزيّهم المشهور دون ملاحظة وجود نظرائهم من السنّة، مع العلم أنه لعقود خلت كان يمنع على رجال الدين الشيعة الظهور بزيّهم مساواة برجال الدين الوهابيين الذين يمنعون تميّز رجل الدين السني أيضا بزيّ محدّد. وقد أم الصلاة على الجثامين الشيخ صادق المقيلي.

ظهور الشعارات الحسينية مثل “هيهات منا الذلة” التي تدعو للثأر من القتلة

وقد بدأت مراسم الدفن من شارع سوق السبت في القطيف، وشيّع العدد الأكبر منهم الى قريتهم القديح في مقبرة الحليلة الذي يبعد عن السوق أكثر من كيلومترين، وسط اقفال جزئي للمدارس وأصدر مكتب وزارة التعليم بالمنطقة الشرقية قرارا بتأجيل الاختبارات النهائية لطلاب المرحلة المتوسطة والثانوية في قرية القديح فقط.

وقدّرت مصادر سعوديّة محليّة لموقع “جنوبية” عدد المشاركين بالتشييع بـ 600 ألف شخص جلّهم من القاطنين الشيعة في المنطقة الشرقية السعودية، واقتصر التشييع على الرجال دون النساء، وذلك بسبب الطبيعة المحافظة والمتديّنة للسكان، كما اقتصر تواجد الشرطة على مداخل القطيف كنقاط تفتيش دون الدخول الى الطرق المؤدية لسوق السبت مكان انطلاق التشييع.

هذا وقد لاحظ الاعلاميون بحسب مصدرنا أن التشييع كان غاية في الاتقان مع وجود لجان تولّت الاشراف على مراسم التشييع وعددهم 2640 متطوّعا، وهم على درجة عالية من التنظيم والانضباط يلبسون سترة موحّدة صفراء إضافة لرفاق لهم يلبسون سترات برتقالية هم الاسعاف المدني لناحية القطيف، وقد غطيت النعوش بالورود وسعف النخل.

وهذا التطوّر العصري المستحدث في مراسم الاحتفالات والتشييع المنظّم الذي لم تعهده المنطقة الشيعية من قبل طرح عدّة تساؤلات حول من هي الجهة التي تولّت تشكيل هذه اللجان وتنظيمها، مع العلم أن الجيل السعودي الجديد ومنهم أبناء المنطقة الشرقية أصبحوا يملكون القدرة والكفاءة العلمية بفضل حصوله على تعليم وتثقيف كان غير ميسّر للأجيال السابقة.

عدد المشاركين بالتشييع بـ 600 ألف شخص جلّهم من القاطنين الشيعة في المنطقة الشرقية السعودية

في حين رحب الأهالي بالتوجيه المهم الذي أطلقه الملك سلمان بن عبد العزيز لولي العهد الأمير محمد بن نايف، بنقل تعازيه لذوي الشهداء، وتأكيده على ملاحقة «كل مشارك أو مخطط أو داعم أو متعاون أو متعاطف مع هذه الجريمة البشعة»، والقضاء على بؤرهم، فان ذلك لم يمنع ظهور الشعارات الحسينية مثل “هيهات منا الذلة” التي تدعو للثأر من القتلة، بالتوازي مع شعارات تدعو للتسامح ونبذ الطائفية والوحدة الوطنية.

السابق
الراعي : لاتفاق على مخرج ديموقراطي ينطلق من الدستور بانتخاب رئيس
التالي
نواب 14 آذار من بكركي: للالتزام بالدستور وانتخاب رئيس