كتاب يسأل ويجيب: ما هي منزلة العقل في الإسلام؟

مركز الحضارة للفكر الاسلامي
"عين الحكمة - العقل في تاريخ القكر الإسلامي" هو عنوان كتاب من سلسلة الدراسات الحضاريّة للمركز الحضارة، تتجلّى أهميّته بتظهير الموقف الإسلامي من هذا المفهوم، من خلال النظر في تاريخ الفكر الإسلامي وحركة تكوينه. فقد انشعبت مدارس وتفرّعت، على أساس ما اتخذته من موقف من العقل.

في كلمته التي صدَّر بها الكتاب الجديدَ، الذي أصدره حديثاً تحت عنوان: “عين الحكمة – العقل في تاريخ القكر الإسلامي”، في طبعة أولى 2015، يقول “مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي”: إنَّ المدارس الفكرية الإسلامية التي أنتجتها الحضارة الإسلاميّة، عبر تاريخها الطويل، تختلف في مجموعة من الأمور، منها الموقف من العقل. وتتجلّى أهميّة تظهير الموقف الإسلامي من هذا المفهوم، من خلال النظر في تاريخ الفكر الإسلامي وحركة تكوينه. فقد انشعبت مدارس وتفرّعت، على أساس ما اتخذته من موقف من العقل. وهذا الكتاب (الذي هو من سلسلة الدراسات الحضاريّة للمركز) هو لمجموعة مؤلِّفين، وترجمه إلى العربية عباس جواد، وهذا الكتاب، هو من إعداد وتقديم علي نقي خداياري، الذي يقول في نص التقديم: “إن الحديث عن العقل ومنزلته الشامخة، سهل وممتنع في آنٍ واحد؛ أما سهولته، فلأنّنا نتكلّم عن النّور الذي يتمتع الجميع بدرجات من حقيقته ويتحسّسون آثاره في بواطنهم؛ وأمّا كون الحديث عنه ممتنعاً وصعباً، فسببه أنّ العقل – هذه الوسيلة الخاصّة بالتفكير، والتي تُعَدُّ مصدر المعرفة – عندما يصبح هو نفسه موضوع الفكر والتأمّل المتعلّق بالكينونة، عندئذٍ تتجلّى فعاليته وعلاقته بمصادر المعرفة الأخرى والتّحليلات والنّظريّات، على اختلافها، والتي قد تبدو متضادّةً في بعض الأحيان.

… لكن، ما هي حقيقة العقل في الواقع؟ وما هو دوره في حياة الإنسان من الناحيتين، النظرية والعملية؟ كيف يمكننا الاعتماد على هذا المُرشِد الباطني؟ وما الذي ينبغي علينا فعله للقيام بذلك؟ هذه الأسئلة وغيرها من الأسئلة المركزيّة التي تدور حول العقل، هي بعض ما يحاول هذا الكتاب الخوض فيه، وذلك من خلال تسع مقالات بحثيّة، للباحثين والعلماء المساهمين في هذا الكتاب، وهم: مهدي أحمدي، رضا برنجكار (وله مقالتان)، محمد تقي سبحاني، علي معموري، سعيد رحيميان، محمد تقي فغالي، محمد بياباني أسكوئي، ومحمد بني هاشمي، و”العقل في القرآن الكريم” عنوان مقالة أحمدي و”العقل في الأحاديث” هو عنوان مقالة برنجكار، أي أن هاتين المقالتين قد خُصِّصتا للتعرُّف إلى رأي القرآن الكريم، والحديث الشريف بشأن العقل.

ومقالة سبحاني تتمحور حول “التيَّارين: العقلي والنَّصِّي في علم الكلام الإسلامي”، وهي تُقدِّم عرضاً تاريخيّاً حول سيرة الاتّجاهات العقليّة والنّقلية، وماضيهما في مجال علم الكلام، وأمّا المقالات الباقية فتبحث كلُّ منها موضوع العقل، من وجهة نظر تيّار معرفيّ معيّن، أو من خلال نظرة أحد شخصياته البارزين. وعلى ذلك فقد بحث معموري في مقالته “العقل المعتزليّ والأشعريّ في دراسة مقارنة” وبحث برنجكار (وفي مقالته الثانية هنا) “العقل في فلسفة إبن سينا وفكره”. وبحث رحيميان في مقالته “منزلة العقل في العرفان الإسلامي”، وقدَّمت مقالة فعّالي “العقل من وجهة نظر ملاَّ صدرا”، وتمحورت مقالة أسكوئي حول “العقل في الفكر الإخباري”، وقدَّمت مقالة هاشمي “العقل عند الميرزا الأصفهانيّ”. إذاً يسعى هذا الكتاب، ومن خلال مجموعة هذه المقالات، إلى عرض أهمّ آراء التيّارات الفكريّة في العالم الإسلامي، حول مفهوم العقل، هذا، ويشير خداياري، في نصّ التقديم أيضاً، إلى أنه وعند كتابة هذه البحوث، أُخِذَتْ نقطتان بالاعتبار، أولاهما: عرضُ أهمّ التيارات الفكرية المعرفيّة – كما ذكرنا – مع الإشارة إلى أهم العلماء البارزين، الذين يمثّلون كلّ تيار من هذه التيارات.

والنقطة الثانية، هي الاستعانة بآراء المؤلِّفين الملمِّين إلماماً كاملاً بالموضوع الذي نبحث فيه. كما ويأمل خداياري أن يكون هذا الكتاب، مقدمة جيدة لدراسة مقارنةٍ في البحوث العقدية والمعرفية، ومصدراً مفيداً للباحثين والمهتمين بمثل هذه البحوث.

السابق
التجربة الدينية
التالي
الجيش: إلاجتماع الثلاثي في رأس الناقورة طالب بوقف الخروقات الإسرائيلية