هل سيعترف حزب الله بغارة اسرائيل على مواقعه في القلمون ؟

قالت مصادر اعلامية اليوم ان غارة جويّة اسرائيلية وقعت في القلمون السوري بريف دمشق صباح اليوم استهدفت مدينة القطيفة ومحيط مدينتي يبرود وقارة، لم تعرف الخسائر بعد ولم تعترف أية جهة بالغارة أيضا. فهل سوف يكون لهذه الغارة تداعيات؟ وهل سوف يرد حزب الله عليها كما فعل بعد غترة القنيطرة قبل شهور؟

أفادت مصادر لـمحطة الجزيرة القطريّة  صباح اليوم  بأن مقاتلات إسرائيلية قصفت مواقع لقوات النظام السوري و”حزب الله” في منطقة القلمون على الحدود بين سوريا ولبنان.

وأشارت معلومات إلى أن الغارة التي شنت مساء الجمعة استهدفت اللواءين 155 و65 اللذين يختصان بالأسلحة الإستراتيجية والصواريخ البعيدة المدى.

يبدو الخبر وكأنه قديم متجدّد، فقد تعوّد اللبنانيون والسوريون في السنوات الأخيرة المنصرمة على سماع أخبار تلك الغارات التي تقوم بها اسرائيل بشكل روتيني على المواقع العسكرية في سوريا مستهدفة أيضا القوافل التي تنقل صواريخ باليستية بعيدة المدى تعتبرها اسرائيل “كاسرة للتوازن” لا يجوز أن يحصل عليها حزب الله، وسلاح الجو الاسرائيلي لا يميّز بين موقع مستهدف يشغله الجيش النظامي السوري أو موقع يشغله عناصر تابعة لحزب الله في سوريا.

 ففد سقط العديد من القتلى والجرحى التابعين للحزب بفعل تلك الغارات وكانوا يشيعون كـ”شهداء واجب جهادي” سقطوا في سوريا دفاعا عن النظام، حتى كانت الغارة الشهيره يوم 18 كانون الثاني الماضي في بمزرعة الأمل بمحافظة القنيطرة جنوب غرب سوريا، التي أدّت الى مقتل 6 كوادر وقادة ميدانيين كبار من حزب الله بينهم جهاد عماد مغنية وأحد الجنرالات في الحرس الثوري الايراني، وذلك دون تسجيل أن الغارة استهدفت أحد مواقع الصواريخ  الاستراتيجية كما هو معتاد، فقد بدت الغارة الاسرائيلية وكأنها استهدفت اغتيال هؤلاء القادة بشكل أساسي، فتصاعدت موجات غضب واحتجاجات قوية صفوف جمهور ومناصري حزب الله الذين طالبوا السيّد حسن نصرالله بوسائل الاعلام ومن على مواقع التواصل الاجتماعي بالردّ على غارة القنيطرة التي تسببت بخسارة بشرية نوعية ومعنوية فادحة تلقاها الجسم العسكري للحزب لا يجوز السكوت عنها. وهذا ما استدعى ردّا من حزب الله وايران ، فنفذت وحدة مقاتلة من الحزب  مسلّحة بصواريخ كورنيت عمليّة عسكرية في مزارع شبعا اللبنانية استهدفت دورية للعدو الاسرائيلي أوقعت قتيلين في صفوفها محقّقة بذلك ثأرا ولو رمزيّا يشفي صدور الجمهور الشيعي المستنفر الذي لم يعد يحتمل الاستضعاف وعدّ الضربات من اسرائيل.

 

وربما من المبكر السؤال اذا ما كان حزب الله سوف يردّ على الغارة الاسرائيلية الجديدة فجر اليوم، فلم تعرف الخسائر بعد، ولم يجر التأكّد من المواقع المستهدفة، فما زالت المصادر الاعلامية الرسمية في سوريا واسرائيل تلوذ بالصمت، وكذلك فان حزب الله كعادته يحصي الخسائر جيّدا قبل أن يسرّب لأحد مصادره الاعلامية بما يناسبه من معلومات كما عوّدنا،فهو لن يعترف بالغارة الاسرائيلية على مواقعه لأنها ربما تحتوي على سلاح سوري استراتيجي لا يجوز أن يعلن عنه فتتحقق الغاية ووجهة النظر الاسرائيلية في أن تلك الغارات ضرورية للدفاع عن أمنها.

    وحتى ذلك الحين فان اسرائيل سوف تظل تضرب وتستهدف ما تعتقد انها أسلحة “كاسرة للتوازن” لا يجوز أن تقع تحت سيطرة حزب الله او غيره من التنظيمات المسلّحة التي يقاتلها نظام الأسد، فأمن اسرائيل اليهودية فوق كل اعتبار، وهي غير معنيّة بمن يتصارع ويذابح من الشيعة والسنة والعلويين في بلاد الشام.

السابق
الجيش يستهدف تحركات للمسلحين في جرود عرسال وراس بعلبك
التالي
سيارة ميشال سماحة التي تتسع لمحور كامل