الراعي في باريس

على صعيد التحرّك المسيحي، ينتقل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وفق “اللواء” من يريفان إلى باريس السبت، في نشاط حامل ذي بعدين كنسي وسياسي، فالأحد يفتتح أبرشية باريس الموارنة، ويؤدي قداساً باللغة السريانية ويرسم 15 كاهناً، في إطار تعزيز وضع الجالية المارونية في فرنسا والتي يبلغ أفرادها 85 ألف ماروني. أما الاثنين، فسيلتقي الراعي الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وعلى جدول أعمال اللقاء ثلاثة مواضيع، ملف الرئاسة اللبنانية والحياد الإيجابي للبنان في نزاعات المنطقة، بالإضافة إلى الوضع المأسوي غير المسبوق المسيحي الشرق.

وكشف مصدر مقرّب من بكركي لـ”اللواء” أن الراعي سيطلب من الرئيس هولاند بذل جهود غير عادية لإنهاء الشغور الرئاسي نظراً لانعكاساته السلبية، ولأن الشغور الرئاسي يترك انعكاسات بالغة السلبية على وضع مسيحيي لبنان وعلى مسيحيي الشرق، ملمحاً إلى أن في جعبة سيّد بكركي عدداً محدوداً من الأسماء التي يمكن انتخابها لملء هذا المركز من خارج الاصطفاف السياسي المعروف.

كتب ايلي الحاج في “النهار”: الفاتيكان لكنيسة لبنان: تحرّكوا الخارج لن يأتيكم برئيس

“تنتظرون الخارج ليحل مسألة فراغ رئاسي ستكون مضت عليه سنة بعد شهر. نحن نرى هذا الموقف انتظاراً بلا طائل. لبنان يا للأسف ليس على أجندة الاهتمامات الدولية حالياً. الشرق الاوسط بمجملها على رغم حرائقها ليست على هذه الأجندة والعواصم الكبرى بالكاد تراها. عندما تعود الى بيروت قل للمسؤولين والقيمين على الكنيسة إن لا بد من تحريك داخلي، بدل الاسترخاء والاكتفاء بدعوات باردة صارت روتينية الى انتخاب رئيس للجمهورية. لا مفر من ضغط داخلي إذا كنتم تريدون فعلاً تفادي وضع جديد، أمر واقع يُفرض عليكم وعلى اللبنانيين ويغير في نظامه وتركيبته السياسية”.

هذا الكلام سمعه أحد رجال الكنيسة البارزين في لبنان من مسؤولين كبار التقاهم في الفاتيكان أخيراً. وعندما التقت به حلقة من السياسيين كان شبه اجماع بينهم على أن القيمين على الكنيسة ليسوا بالتأكيد، ولأسباب متعددة، في وارد خوض مواجهة مع النائب الجنرال ميشال عون وفريقه المقاطع لجلسات الانتخاب. يريد رجال الدين من السياسيين مسيحيين ومسلمين ان يقوموا بمهمة التعامل مع الجنرال المرشح، ولا يزالون يحضون هؤلاء السياسيين وإن عبثاً على اعتماد الصراحة مع الرجل. اذا اقتنعوا به فليمشوا في انتخابه، واذا كانوا لا يريدونه رئيساً مهما طال الزمن وتقلبت الظروف فليبلغوه. حرام أن يظل لبنان بشعبه كله مصلوباً والدولة معطلة مشلولة تتابع لعبة تذاك متبادلة، صارت مفضوحة لكنها لا تتوقف لأنها لا تجد من يضع لها حداً..

السابق
وهناك من يُطالب أيضاً برفع العقوبات عن لبنان
التالي
لبنان يسلّم السعودية أبرز موقوفي «القاعدة»