جلسة الحوار تنتهي إلى تصعيد المشنوق: للتحرّر من السطو الإيراني

نهاد المشنوق

ليس واضحاً ما اذا جلسات الحوار بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” قادرة على لجم التصعيد الاعلامي الذي يعكس الخلاف المستحكم بين محورين اقليميين، وخصوصاً مع قرار مجلس الامن امس الذي يصب في مصلحة السياسة التي تتبعها المملكة العربية السعودية في الشأن اليمني. واذا كانت اطلالة الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الجمعة المقبل تدخل في اطار هذا التصعيد لأن لا مبرر لكثرة الاطلالات وتكرارها سوى مزيد من المواقف المتصلبة والتي تستهدف السعودية مباشرة، فإن وزير الداخلية نهاد المشنوق خرج امس من جلسة الحوار العاشرة في عين التينة بخطاب “استباقي” حمل فيه على ايران وحلفائها.
ومما قال: “سمعنا قبل أيام كلاماً يتوعد المملكة العربية السعودية بالهزيمة وبتمريغ أنفها بالتراب. وأنا أقول من بيروت، من العاصمة التي عانت من صاحب الكلام ومن مدرسته، بقدر ما عانت من اسرائيل، ومن العاصمة التي لم تبخل عليها الرياض يوماً بكل ما يساهم في نهوضها وعمرانها وتألقها ورفاه أهلها من كل الطوائف. أقول من هذه البيروت إن من سيُمرّغ أنفه بالتراب هو كل من احترف ثقافة العدوان والإلغاء وتزوير الارادات والتطاول على الشرعيات وكل من يعتقد أن زمن الاستضعاف سيدوم إلى الأبد. وأقول بكل ضمير مرتاح إن عاصفة الحزم، التي تقودها المملكة العربية السعودية، هي لتحرير كل مستقبل العالم العربي من براثن السطو الايراني على كرامته ومقدّراته وخيارات شعوبه، في الوقت نفسه الذي تدعو فيه إلى مناخات طبيعية للحوار والحلول السياسية”.
وفي نهاية الاجتماع صدر بيان مقتضب فيه: “ناقش المجتمعون استكمال الاجراءات الامنية في كل المناطق تحصيناً للوضع الداخلي، وقضايا اخرى تهم اللبنانيين وبعض المسائل المرتبطة بملف النازحين”.
وعلمت “النهار” من مصادر قريبة من المتحاورين ان الجلسة لم تتطرق الى السجال الدائر حول اليمن، ونوقشت الخطط الامنية للضاحية الجنوبية ولمناطق اخرى، وتم الاتفاق على دعم تنفيذها من دون الدخول في التفاصيل اللوجستية التي تترك للقوى الامنية. واذ كانت الساعة الصفر لم تحدد، فإن الموعد المبدئي يراوح بين نهاية نيسان ومطلع ايار. كما بحث في مخيم اللاجئين السوريين في عرسال الذي بات يشكل عبئاً على المدينة، وعرضت اقتراحات لنقله. واتفق على الاسبوع الاول من ايار موعداً للجلسة التالية.
وكان الرئيس نبيه بري طلب من الوزير علي حسن خليل، قبل انضمامه الى جلسة الحوار العاشرة، ان يبلغ المشاركين ضرورة الحد من تبادل المواقف الحادة بين الطرفين على ضوء التطورات في الازمة اليمنية.
وردد بري أمام زواره انه كان متأكداً من ان جلسة الحوار ستنعقد في موعدها. وشدد على “ضرورة تعميم الحوار اللبناني على العالم العربي، لان البديل من هذا الامر سيكون المزيد من المشكلات والازمات ونشوء دويلات جديدة في المنطقة، وانتظروا عندها زيادة عدد المقاعد في جامعة الدول العربية”.
وسألت “النهار” الوزير المشنوق بعد إلقاء كلمته عن الحوار بين “المستقبل” و”حزب الله”، فأجاب: “الحوار مستمر وهناك قرار إستراتيجي باستمراره”. ونفى أن تكون المواضيع التي تطرق اليها في كلمته قد طرحت في جلسة الحوار مساء أمس.

(النهار)

السابق
أوباما يلتقي العبادي وينتقد “المقاتلين الأجانب” في العراق الذين يقاتلون داعش
التالي
«الجديد» يحاكم «المحكمة»