الراعي: نتمنى احلال السلام والحفاظ على وجودنا المسيحي في هذا الشرق

إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، رئيس حزب السلام روجيه إده في زيارة تهنئة بعيد الفصح المجيد، وكانت مناسبة تم فيها عرض عدد من المواضيع المحلية، لا سيما موضوع الإنتخابات الرئاسية.

اده
وأشار اده الى “عدم إمكانية انتخاب رئيس للجمهورية مع غياب اي اتفاق اقليمي في الأفق”، لافتا الى ان “الخيار في هذه الحالة يجب ان يكون لبنانيا، لذلك يجب تطبيق الدستور ودخول النواب جميعا الى المجلس النيابي واجراء عملية الإنتخاب والإتفاق على مرشح ينال بدوره أكثرية الأصوات، تماما كما حصل مع الرئيس السابق سليمان فرنجية الذي حصل على أكثرية الخمسين صوتا وأصبح رئيسا قويا للجمهورية.”

واعتبر اده ان “الظروف التي تمر بها المنطقة توحي وكأننا على ابواب حرب عالمية يمكنها أن تتوسع في العالمين العربي والإسلامي، من هنا علينا ان نلتزم كدولة لبنانية بسياسة النأي بالنفس لنحافظ على الحكومة. وما يهمنا هو تطبيق القرار1701 لمزيد من الأمن والإستقرار والسيادة.”

باسوس
والتقى البطريرك الراعي الدكتور مايك باسوس أمين عام جمعية الكتاب المقدس الذي قدم له “الكتاب المقدس للسلام والعدالة” الذي يتضمن مقالات منوعة منها ما يتناول حقوق الإنسان والمرأة والأقليات الدينية وغيرها. هذا وسيتم نشر هذا الكتاب ابتداء من الخامس عشر من شهر أيار المقبل في مختلف الجامعات الكاثوليكية.

وكان البطريرك الراعي قد اجرى اتصال تهنئة بعيد الفصح ببطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، وبسيادة متروبوليت بيروت المطران الياس عودة. كما تلقى اتصالا للمعايدة من رئيس مجلس الوزراء السابق فؤاد السنيورة.

وفد حجاج
وبعد الظهر التقى البطريرك الراعي وفدا من الحجاج من أبرشية “سان شامون ” الفرنسية برئاسة المطران منير خيرالله يرافقه الآباء سامي نعمة مساعد خوري رعية سان اتيان، وبرونو كورنيه كاهن رعية سان شامون مع وفد من المؤمنين من ابرشية البترون المارونية، في اطار زيارة الحج التي يقوم بها الوفد الى الأماكن والمقامات المقدسة في لبنان. وقد عبر المطران خيرالله عن “حماسة الوفد لزيارة لبنان لتوطيد علاقات الصداقة بين الأبرشيتين اللبنانية والفرنسية.”

الراعي
بدوره رحب البطريرك الراعي بالوفد، مثمنا “مشروع التوأمة بين ابرشيتي البترون وسان شامو والجهد الذي قام به المطران منير خيرالله في العام 1997 في سبيل تحقيق هذا المشروع، عندما كان لا يزال كاهنا في ابرشية البترون المارونية. وفي قراءة موجزة للوضع اللبناني عموما والمسيحي خصوصا قال غبطته:”نعيش اوقاتا حرجة في هذا الشرق وانتم تعلمون ذلك، لذلك نحن نأسف لما تشهده هذه المنطقة من حروب ومآسي وصراعات طائفية كما نأسف لأن يكون لبنان ضحية كل ما يدور من حوله. نحن كإناء تواصل، نتأثر بكل ما يجري في محيطنا، وندفع الثمن عموما. فلقد سبق لنا ان دفعنا ثمن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي يتمثل اليوم بوجود نحو نصف مليون فلسطيني مسلح في لبنان، واليوم ندفع ثمن الحرب في سوريا مع لجوء نحو مليون ونصف المليون لاجئ الى لبنان هذا عدا عن ذكر العراقيين ولكن التجمعات الكبيرة الفلسطينية والسورية فاق عددها المليوني نسمة وهذا رقم ضخم جدا نسبة الى عدد السكان المحليين البالغ اربعة ملايين نسمة اي ما يوازي ال50% بالمئة من الشعب اللبناني الذي لم يتأخر ابدا عن تقديم يد العون والمساعدة. ولكن تبقى المشكلة الكبرى وهي المشكلة الإقتصادية والأمنية والسياسية لأن كل شيء تم توظيفه طائفيا. وبفضل العناية الإلهية والقديسين هناك يد غير مرئية تمسك بهذا البلد وتحميه على الرغم من كل مشاكله. اعتقد انكم لاحظتم كيف ان الشعب اللبناني لا يزال يعيش بشكل حيوي كل هذا بفضل ذهنيته لأنه حتى في اوقات الحرب ومع سقوط القذائف من كل حدب وصوب كان يعيد اعمار ما تهدم ويعاود عمله بشكل طبيعي الى درجة دفعت أحد الكرادلة الراحلين الى القول “ان الشعب اللبناني لا يريد الموت” ولحس الحظ ان معنويات هذا الشعب مرتفعة دائما.”

وتابع :”نتمنى احلال السلام والحفاظ على وجودنا المسيحي في هذا الشرق حيث نشأت كل الديانات وتجذرت المسيحية. فنحن تواجدنا هنا منذ 2000 سنة وعلاقتنا مع المسلمين بدأت منذ 1400 سنة نعيش معا ولا نريد التضحية بهذا. هذا الشرق اليوم لا يسمع الا صوت الحرب والحقد والبغض الصادرة عن الأصوليين. هذا الشرق بحاجة اكثر من اي وقت مضى الى سماع صوت انجيل المسيح انجيل الأخوة والسلام والحق وكرامة الأنسان لهذا علينا الحفاظ على حضورنا.”

وختم :” اشكركم لزيارتكم لبنان واؤكد ان ابناء البترون ليسوا وحدهم السعداء بهذه الزيارة انما الشعب اللبناني الذي يلمس من خلال زيارة الحج هذه رابط التضامن العريق بين الشعبين اللبناني والفرنسي. وهذه الزيارة ليست عادية او عابرة وانما هي دلالة على التضامن والشركة الكنسية بين كنيسة فرنسا وكنيسة لبنان. ومن خلالكم نوجه تحياتنا الى الشعب الفرنسي.”

بعدها أشار الأب نعمة الى ان الوفد كان متحمسا جدا للقاء صاحب الغبطة، مشيرا الى ان “المؤمنين من ابرشية سان شامو لطالما رفعوا الصلوات على نية البطريرك بشارة الراعي فاراد وفد الحجاج التعرف الى رأس الكنيسة المارونية”. وأوضح ان الوفد الذي يضم افرادا من كافة شرائح المجتمع في بلدة سان شامو اعجب بشخص صاحب الغبطة الذي استقبله بحفاوة كبيرة وعرض له للواقع المسيحي في الشرق بشكل موضوعي دقيق وواضح. واذ رأى ان زيارة الحج هذه تؤكد على ما قاله قداسة البابا يوحنا بولس الثاني من ان الكنيسة تعيش برئتيها الشرقية والغربية، اكد نعمة مشروع التوأمة هذا وطد العلاقة بين المؤمنين ابناء البلدين واظهر للمؤمنين الفرنسيين تعلق مسيحيي لبنان بايمانهم ودفاعهم عن كنيستهم وتجذرهم بارضهم ارض الشرق.”

ومن زوار الصرح سفير فرسان مالطا في لبنان شارل هنري آراغون الذي بحث مع غبطته “الظروف التي يمر بها لبنان في ظل وجود العدد الكبير من النازحين على ارضه، وكيفية تقديم المساعدة على كافة الأصعدة من دون اي استثناء اوتمييز على الرغم من عدم توفر الإمكانات التي تسمح بتقديم المزيد من العون للنازحين.”

واستقبل غبطته الرئيسة العامة لجمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات مع مجلس المستشيرات للتهنئة بعيد الفصح.

السابق
العثور على جثة الى جانب طريق منطقة الجمالي في عرسال
التالي
الجلسة العاشرة للحوار بين حزب الله والمستقبل