لهذا السبب سنّة حزب الله خانوه ودعموا «عاصفة الحزم»

الإجماع السنّي
تفاجأ حزب الله بالالتفاف العربي والدولي حول الموقف السعودي من الازمه اليمنية وتأييد المجنمع الدولي لـ"عاصفة الحزم" كما تفاجأ أيضا بالإجماع السني اللبناني الذي التفّ حول موقف المملكة، فلم تنفع هذه المرّة ضغوطات الحزب على حلفائه من السياسيين السنّة في استجلاب مواقف مؤيّدة له كما كان يحدث دائما، فما هو السبب؟ وما هو سرّ هذا الاجماع السنّي غير المسبوق الذي فشل حزب الله لأوّل مرة في كسره؟

منذ اعلان السعودية وحلفائها في دول مجلس التعاون الخليجي عن بدء حملة “عاصفة الحزم” العسكرية ضد جماعة الحوثيين في اليمن ، والتي ناصرها لاحقا أغلب الدول العربية وأبرزها مصر والمغرب والسودان والأردن وغيرها، لتحظى بعد ذلك بدعم عام من المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، فإن البارز والمؤكّد أن وقع هذه المفاجأة غير السارة على إيران وحلفائها في محور الممانعه كان جسيما ومخيّبا للآمال، إذ لم يتصوّرهؤلاء أن السعودية النائمة نومة أهل الكهف هي وحلفاءها “التنابل” على ذمّة أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، يمكن أن يصدر منها ردّ فعل واثق وقوي تجاه ما يقوم به الحوثيون من محاولات لاحتلال اليمن عسكريا وفرض واقع سياسي جديد يكون فيه لإيران اليد الطولى بتقرير مصير جنوب شبه الجزيرة العربية وربما وسطها وشمالها لاحقا.

وعن سرّ هذا التوحّد غير المسبوق للموقف الاسلامي السنّي في لبنان الذي تراوح بين التأييد وعدم معارضة “عاصفة الحزم” السعوديّة، فإنّ معلومات خاصة وردت لموقع “جنوبية” كشفت أن المملكة كانت قد أطلقت حوارا سنيّا لبنانيا بعيدا عن الأضواء منذ شهر كانت نتيجته انتاج تماسك سنّي في هذه المرحلة، والدليل أن أحدا من أقطاب الطائفة لم يعترض على الموقف السعودي من اليمن ولا على حملتها العسكرية العربية حتى المنخرطين منهم مع فريق 8 آذار أو من يطلق عليهم “سنة حزب الله”، فلم يصدر مثلا عن أسامة سعد وتنظيمه الناصري الصيداوي ولا عن بعض فعاليات الشمال الدينية والسياسية المعارضة لتيار المستقبل والمحتمية بحزب الله والمدعومة منه أي موقف سلبي أو إيجابي.

وكان اللافت في لبنان هو الموقف الاسلامي السنّي الموحّد المناصر لـ”عاصفة الحزم” السعودية، فلم يستطع حزب الله تحقيق أي اختراق في مثل تلك المواقف كعادته عن طريق حلفائه من نواب وسياسيين سنّة يدينون له تاريخيا بالولاء وكان هو سبب نجاحهم في الانتخابات وسبب بروزهم على الساحة السياسية اللبنانية.

عبد الرحيم مراد
عبد الرحيم مراد

وفيما لاذ من يطلق عليهم “سنّة حزب الله” بالصمت ومنهم بعض رجال الدين المشهور ولاؤهم للحزب، لفت نظرالمراقبين ما قاله أحد حلفاء حزب الله التاريخيين هو رئيس حزب «الاتحاد» اللبناني عبدالرحيم مراد في تعليقه على الأحداث في المنطقة، وخصوصاً «عاصفة الحزم» التي تشنها دول التحالف العربي بقيادة السعودية: «أن المملكة العربية السعودية ترى أن أمن اليمن من أمن السعودية وهي محقة في ذلك».

وقال لصحيفة «الحياة»: «هذا التحالف العربي الحالي نأمل بألا يقتصر على معالجة مشكلة اليمن وإنما كل المشاكل التي تعاني منها الدول العربية وبأن تبقى القضية الفلسطينية أم القضايا العربية وأولوية لأي تعاون عربي شامل»، مشيراً إلى أن «مصر ترى أن باب المندب قضية أمن مصري – عربي وهي محقة وكذلك السعودية ترى بأن أمن اليمن من أمن السعودية وهي محقة أيضاً كما ترى سورية أن أمن لبنان من أمنها وهذه أمور صحيحة».

الشيخ عبد اللطيف دريان
عبد اللطيف دريان

الاجماع كانت بدايته مع “دار الفتوى” على لسان مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الذي أيّد “شكل التعاطي العربي مع الأزمة اليمنية، محملا الحوثيين المسؤولية الكاملة عما آلت إليه الأمور عسكريا على الأرض”.

وتوجه دريان إلى رؤساء وملوك العرب بالقول “أنتم في قمتكم التي عقدتموها في مصر أثلجتم قلوبنا بتباشير التضامن العربي، وعلينا جميعا أن نقف في مواجهة التحديات الكبيرة، ولن يكون ذلك إلا بوقفة تضامنية وحدوية واحدة، نقول فيها للجميع كفى تلاعبا بالأمن القومي العربي”.
أما الجماعة الإسلامية في لبنان، فاعتبرت أن ما آلت إليه الأمور عسكريا هي “نتيجة طبيعية لإصرار فريق الحوثيين على المضي قدماً في استخدام السلاح لفرض إرادته على بقية الفرقاء”.

واعتبرت الجماعة أن “مبادرة السعودية في عاصفة الحزم تأتي في سياق معاهدة الدفاع العربي المشترك، وهي توجه مجموعة رسائل إلى الإيرانيين بأن تمددهم على حساب استقرار المنطقة لا يمكن أن يستمر، وإلى الحوثيين بأن منهج استخدام القوة لفرض الشروط مرفوض”.

ويأتي موقف دار الفتوى والجماعة الإسلامية متمما لمواقف أخرى اسلامية سنيّة مؤيدة للحملة العسكرية، حيث أصدرت هيئة علماء المسلمين في لبنان بدورها بيانا أيدت فيه ما سمتها “الخطوة الشجاعة بإطلاق عملية عاصفة الحزم في اليمن”، مطالبة باستكمال ردع من سمتهم الظلمة في سوريا والعراق، وتقديم الدعم للمرابطين في الأقصى وفلسطين”.

وكان صدر أول مواقف التأييد للخطوة العسكرية من تيار المستقبل حيث وصف زعيمه سعد الحريري القرار السعودي بـ”السليم والحكيم والشجاع لأنه لا يمكن للسعودية أن تترك الشرعية في اليمن وحدها أمام مليشيا تحاول أن تسيطر على الشعب”.

السابق
ما سبب بكاء أوباما؟
التالي
5 غارات سورية على الرهوة وفليطة