جريج يعتذر من السعودية بسبب تلفزيون لبنان

تلقّى سفير المملكة علي عواض عسيري اتّصالًا هاتفياً أمس من وزير الإعلام رمزي جريج، أعربَ فيه وفق “النهار” و”الجمهورية” عن اعتذاره لمَا تخَللته المقابلة التي نَقلها تلفزيون لبنان الرسمي أمس الأوّل مع الأمين العام لـ”حزب الله” من إساءةٍ إلى المملكة العربية السعودية، ومواقف لا تُعبّر عن الإعلام اللبناني الرسمي الذي يُمثّله تلفزيون لبنان. وأكّد جريج للسفير السعودي حِرص المؤسسات الإعلامية اللبنانية الرسمية على تقدير المملكة العربية السعودية واحترام قيادتها ومسؤوليها، ووعدَ بإجراء تحقيق داخليّ لمحاسبة المسؤولين ومنع تكرار مثل هذه الأمور.

كما تلقّى العسيري، وفق “الجمهورية”، عدداً من الاتصالات المماثلة من وزراء في الحكومة اللبنانية ومسؤولين سياسيّين وإعلاميين استنكروا خلالها خطوةَ تلفزيون لبنان الرسمي، مؤكّدين أنّ الإعلام والإعلاميين اللبنانيين يقدّرون عالياً المواقفَ النبيلة التي اتّخذَتها المملكة تجاه لبنان وشعبه، ولا زالوا ويرفضون أيّ إساءة توَجَّه لها من أيّ جهة.

–          أكد جريج لـ”المستقبل” أنه بادر إلى الاتصال بالسفير عسيري لتقديم “اعتذار رسمي نيابةً عن تلفزيون لبنان”، واعداً في المقابل باتخاذ “تدابير داخلية بهذا الخصوص في التلفزيون”.

وأشارت “اللواء” إلى توضيحات إدارة تلفزيون لبنان من ان النقل تمّ عن تلفزيون “المنار” وليس عن الإخبارية السورية، وذلك احتراماً لسياسة النأي بالنفس، وفقاً لوزير الإعلام جريج، اعتبر الموضوع بحكم المنتهي. إضافة إلى ان التلفزيون الرسمي، أوضح في نشرته الإخبارية المسائية، بما يشبه الاعتذار من ان التلفزيون يعمل مهنياً وسياسياً ووطنياً بالتوجه العائد للحكومة ورئيسها ووزير الإعلام، وانه لم يتم أي اتصال مع أي جهة سياسية أو إعلامية سورية، وانه يلتزم بسياسة الحكومة اللبنانية بالنأي بالنفس عن الحرب الدائرة في سوريا، وبالتالي عدم التعاطي مع النظام السوري، إلا أن مصدر “اللواء” أكد أن الوزير جريج الذي أثار هذا الموضوع مع الرئيس تمام سلام قبل جلسة مجلس الوزراء يعتزم تنفيذ القانون في ما خص وسائل الإعلام التي تتجاوز القانون والآداب المهنية وتلحق الضرر بالمصلحة الوطنية العليا.

التلفزيون يبرر

مصادر في تلفزيون لبنان أكّدت لـ”الأخبار” أن “من صلب واجبات التلفزيون الرسمي الابتعاد عن القضايا الخلافية وأن يكون متوازناً بين مختلف التوجهات السياسية في البلد”. ورفضت الانتقادات الموجهة إلى التلفزيون، مشيرة إلى أن “من اتخذ قرار بث مقابلة السيد نصرالله هو مدير الأخبار صائب دياب المعروف بقربه من 14 آذار”، لافتة إلى أن “التلفزيون، في السنوات القليلة الماضية، كان أكثر انحيازاً إلى 14 آذار وسياساته، وأن توجهاً بدأ قبل شهرين لاتباع سياسة أكثر توازناً”. فالتلفزيون نقل شهادة الرئيس فؤاد السنيورة في المحكمة الدولية على مدى أربعة أيام متواصلة ومن دون أي انقطاع، مع كل ما تضمنته الشهادة من اتهامات لحزب الله، كما أجرى عشية الاحتفال بذكرى 14 شباط مقابلات خاصة مع 30 شخصية من 14 آذار، بُثّت على مدى عدة أيام، وتضمّنت مواقف سياسية حادة تجاه الحزب. ولدى وفاة العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز، نقل التلفزيون وقائع التشييع وتقبّل التعازي من السعودية ومن سفارتها على مدى يومين، رغم أن الحدث غير محلي، كذلك بثّ مقابلتين للرئيس سعد الحريري مع وكالة “رويترز” ومع قناة الإخبارية السعودية بشكل كامل. وهو ينقل، بشكل كامل ودوري، مؤتمرات سمير جعجع الصحافية بعد كل جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية، علماً بأنه في مؤتمره الأخير وجّه اتهامات حادة لإيران أكثر مما تحدث عن رئاسة الجمهورية. وذكّرت المصادر بأن “سيارات البث المباشر التابعة للتلفزيون كانت تنقل دائماً مباشرة فعاليات السفارة السعودية، حتى في ما يتعلق بتوزيع مساعدات إغاثية”.

السابق
المخللات.. المسرطنة!
التالي
مقتل مروان عيسى