هل من خيار ثالث بين جان عبيد والفراغ؟

لماذا لم يعلن النائب السابق جان عبيد ترشيحه للرئاسة في ضوء ما يشاع عن كونه مرشحا رئاسيا؟ وهل من خيار ثالث بين جان عبيد والفراغ؟

ما اجتمع “القوات” و”التيار العوني” إلا وكانت الانتخابات الرئاسية ثالثهما، هكذا تفيد قراءة التجربة، حين عرض السفير الاميركي في لبنان،ريتشارد مورفي على القادة الموارنة، إنتخاب النائب السابق مخايل الضاهر رئيسا للجمهورية  او الفوضى عام 1988، فكان اختيار الفوضى.

اليوم يتكرر المشهد وإن بظروف تختلف شكلا عن سابقتها، إلا أن المضمون واحد.

كان ترشيح النائب مخايل الضاهر حينها، ثمرة اتفاق اميركي سوري، مع ارجحية سورية في الاختيار. اما اليوم فإن المرشحين لرئاسة الجمهورية يبدون من داخل النادي العادي للترشح، ما خلا المرشح غير المعلن النائب والوزير السابق جان عبيد، الذي يبدو ترشيحه مستغربا مع ان أسهمه ترتفع كلما لاح في الافق مشروع اتفاق على مرشح تسوية.

حتى الامس القريب كان كل من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والجنرال عون والعماد جان قهوجي، وحاكم المصرف المركزي رياض سلامه اكثر الاسماء تداولا، يليهما النائب سليمان فرنجيه والنائب السابق جان عبيد.

ونظرة سريعة على المرشحين تشير الى انهم جميعهم ينتمون الى النادي التاريخي، الذي يؤمن وصول رئيس الى قصر بعبدا، حيث يضم هذا النادي، المؤسسة العسكرية، التي اوصلت الجنرالات فؤاد شهاب، اميل لحود، وميشال سليمان الى بعبدا، واوصل النادي من المصرف المركزي، الرئيس الياس سركيس، ومن الزعامات الشعبية الرئيس كميل شعون والرئيس سليمان فرنجيه.

وإذا كانت الشروط تنطبق على سائر المرشحين اليوم، فكيف لاسهم النائب السابق جان عبيد ان ترتفع وهو من خارج النادي؟

النائب الصامت والمقل في الكلام، لا يبذل مجهودات حثيثة ولا يتعب نفسه، وهو على ما يشيع، متيقن من ان سكنه المقبل قصر بعبدا، فلم يخرج على اللبنانيين ببرنامج للترشح ولا حتى بمقابلة صحافيه، وكل ما يرشح عنه تسريبات يسّر بها لمقربين من اعلاميين وصحافيين يستدعيهم تباعا ودوريا.

المعلومات تشير الى ان يقين النائب السابق مرده الى انتظار مآل الصراع في سوريا، حيث يلوح في الافق ما يشي بأن المجتمع الدولي، اقرب اليوم الى تبني فكرة التعايش مع النظام السوري السابق، وبحد ادنى مع بقاء الرئيس السوري بشار الاسد على رأس السلطة في بلاده.

وتضيف ان بقاء الاسد بدعم روسي دولي، وايراني اقليمي، يحتاج الى رئيس لبناني يؤمن لنظام التعايش الجديد مع الاسد، مرحلة انتقالية تساعده على تأمين خلفيه تسمح له بتصدير الازمات السورية التي ستبرز الى العلن بعد نضوج التسوية الى لبنان، وتؤمن للنظام السوري المرفأ والمطار والبنية الاقتصادية والجهاز الامني الذي يطارد المعارضين ويوقفهم و..

واستعراض اسماء المرشحين، يشير الى ان الوزير والنائب السابق جان عبيد، هو الاوفر حظا لتأمين هذا التوازن لمقتضيات مرحلة ما بعد التسوية السورية،  الامر الذي يمثل إنقلابا على كل ما تحقق بعد العام 2005، ويعيد النفوذ السوري الى لبنان، وإن بطريقة مقنعة، وهذا ما لن يقبل به الحكيم ولا الجنرال،  وإن اختلفت المسببات بينهما.

فالحكيم يعتبر وصول عبيد الى قصر بعبدا، بمثابة حرب الغاء جديدة على المسيحيين و قوى 14 آذار عموما، وعلى القوات اللبنانية خصوصا، في حين ان الجنرال يعتبر ان معركته الرئاسية الاخيرة سيقف في وجهها المرشح جان عبيد، في حال اخفق في إقناع كتلة القوات اللبنانية بانتخابه رئيسا.

السابق
بالصور: فضيحة فستان رولا سعد في ليلة عيد الحب!
التالي
بالصور: طبيب تجميل يحول كورية لفتاة جذابة ثم يتزوجها.. شاهد كيف أصبحت