هل حقّاً يعلم السيّد نصرالله ما يجري في حزبه؟

هل يعلم حقّاً السيّد حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله بمجريات العمليات الأمنية، خصوصاً تلك التي تستهدف الكيان الاسرائيلي المحتل لأرضنا والأرض الفلسطينية والعربية السورية؟

يبدو أن السيّد حسن نصر الله لا يعلم بمواعيد تلك العمليات ولا توقيتها ولامكانها ولا زمانها، وهو في الاغلب يخرج على اللبنانيين والعالم ليجد المبررات التي برع في تسويقها سابقا ولم تنعد تنطلي على الكثيرين لاحقا، ليخفي عدم إعلامه بمبررات وحيثيات العمليات العسكرية التي يظهر بعضها خارج السياق، ما يضع نصرالله في موقف حرج.

وللاستدلال، في العام 2006، بلغ التوتر اشده بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن برنامج ايران النووي المثير للجدل، وشهد ذلك العام صدور اكثر من قرار دولي واممي بشأن هذا البرنامج، توجت بإحالة ملف ايران النووي إلى مجلس الامن في 30 تموز من العام 2006، حيث اصدر مجلس الامن أمرا لايران في قرار ملزم بوقف برنامجها النووي.

في عز حمأة الصراع بين ايران والمجتمع الدولي ممثلا بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، وحين كان امين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله يطمئن اللبنانيين عموما والرئيس سعد الحريري، خصوصا خلال جلسات الحوار الأولى، ويعدهم بصيف واعد سياحيا وامنيا، خرجت جماعة من الحزب لتخطف جنودا إسرائيليين خلف الخط الازرق، على الرغم من كل النصائح الدولية للمسؤولين اللبنانيين بضرورة عدم التحرش بالاسرائيليين في تلك المرحلة من تاريخهم التي كان فيها على رأس السلطة مدني هو إيهود أولمرت، ويريد أن يكتسب شرعية لدى الناخبين من خلال تسجيل اسمه في سجل العسكريين الذين حققوا انتصارات على العرب.

وبعد انتهاء الحرب وانقشاع غبارها خرج علينا السيّد نصرالله ليقول “لو كنت اعلم” أنّ خطف الجنود سيؤدي إلى ما أدى اليه لاعدت النظر في العملية برمتها.

وبعد تسع سنوات خرجت جماعة من حزب الله لتنفذ عملية امنية ضد الجنود الاسرائيليين، وايضا خرج السيّد نصرالله على اللبنانيين ليجد المبررات لهذه العملية مسترسلا في تفنيد الاسباب والنتائج و..

ما يجمع بين العمليتين وجود عوامل ايرانية ضاغطة من الخلاف المستحكم بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية 2006 إلى اغتيال الجنرال الايراني في القنيطرة 2015.

وما يفرق بينهما سكوت حزب الله والتزامه عدم الرد على إنتهاكات اسرائيلية تكاد تكون شبه يومية منذ صدور قرار وقف الاعمال الحربية بين لبنان واسرائيل المعروف بالقرار 1701 عام 2006.

بين 2006 و2015 سقط اكثر من قيادي لحزب الله في المواجهة المفتوحة مع العدو الاسرائيلي، من بينهم عماد مغنيه وحسان اللقيس الذي لا يقل شأنا عن مغنيه موقعا قياديا وامنيا حساسا، فضلا عن عدد من المقاتلين الذي استطاعت اسرائيل الوصول اليهم اقله خلال تفجيرها اجهزة التنصت التي زرعتها على شبكة اتصالات حزب الله، هذا في الاستهداف المباشر، إضافة إلى الخروقات اليومية لسلاح الطيران الاسرائيلي الذي يحلق يوميا في الاجواء اللبنانية فضلا عن الخروقات المتمثلة بشبكات العملاء.

ألم يجد السيّد نصرالله خلال تسع سنوات، في كل ذلك سببا ليرد على الإنتهاكات الاسرائيلية لا زمانا ولا مكانا؟

يبدو أن السيّد نصرالله لا يتم إعلامه بتوقيت العمليات التي تتحرك وفق اجندة ايرانية صرفة، فحين يتعلق الأمر بحزب الله وقيادييه ومقاتليه فهذه مسألة فيها نظر، اما إذا كان في الأمر استهداف لايران أو لمصالحها فهذه جريمة لا تغتفر، ولا يسأل رأي السيّد نصرالله بل يتم توظيف مكانته والصورة التي رسمها مقاوما ومقاتلا للاحتلال الاسرائيلي لتغطية تصفية الحسابات الايرانية سواء مع المجتمع الدولي أو مع اسرائيل.

وفي كلا الحالتين يبدو أن السيّد نصرالله لا يعلم إلّا بعد فوات الأوان

السابق
حزب الله يخوض معركة انهاء الجيش الحر بريف درعا
التالي
عدنان الزيباوي يروي رفيق الحريري