علماء جبل عامل الاوائل.. من هم؟

توالى على هذه الطائفة العدد الكبير من العلماء وكان لتهجيرهم على ايدي العثمانيين بالغ الاثر في نشر دعوة التشيع في الهند وإيران وباكستان وغيرها من الدول. نبل العامليون, نبوغهم وفضلهم على العلم قديماً وحديثاً.. النظريات المستحدثة التي كانت موضع إعجاب الباحثين.. الأدب السامي.. الثقافة العامة.. المخترعات الميكانيكية في هذا العصر كلها مقاييس جعلت لجبل عامل أهمية كبيرة في التاريخ.
نذكر جملة من الشخصيات العاملية التي كان لها تميز على من يشاركها في هذا العصر وفي العصور الغابرة

الشيخ محمد حسن الحر العاملي المشغري: هو صاحب الوسائل الذي فرغ من بعض أجزائه في سنة 1085 هـ ولد سنة 1033 هـ وتوفي سنة 1104 هـ[49]. وقد ألفها الحر في عشرين سنة وجمعها من مائة وأربعة وتسعين كتاباً منها ثمانون بلا واسطة وصاحب الوسائل من أعظم رجالات الإسلام جهاداً في سبيل الدين وأكثرهم تأليفاً وإتقاناً-وشذ أن تجتمع كثرة التأليف والإتقان- وكتاب الوسائل من اجلّ الكتب في بابه ترتيباً وتبويباً وجمعاً وضبطاً.

الشهيد الثاني العاملي الجبعي: هو الشيخ زين الدين صاحب المسالك والروضة وغيرهما ولد سنة 911 هـ واستشهد سنة 966 هـ له مؤلفات كثيرة ذكر بعضهم أنها بلغت مائتي مؤلف وأسماء المسطور منها والموجود لا يبلغ هذا العدد وهي كثيرة جداً وبعضها يقع في عدة مجلدات. وقد رحل في طلب العلم إلى مصر وغيرها وقد روى عن كثير من علماء الخاصة والعامة وهو أكثر علماء الشيعة ابتكاراً وله تفوق عظيم في العلوم الرياضية مع تفوقه فيما كان متخصصاً فيه. فقد أتقن المعقول والهيئة والهندسة والحساب كما أتقن العلوم العربية وعلوم الحديث وعلم الفقه وعلم الأصول وله كتب لها امتياز على ما يشاركها منها : (أ) المسالك هو شرح على شرائع الإسلام للمحقق الحلي وهو كتاب لا تستغني عنه مكتبة فقيه ولا يستغني عنه مجتهد أو مراهق للاجتهاد. (ب) الروضة : هو شرح على اللمعة الدمشقية للشهيد الأول، يدرس إلى اليوم في جامعات الشيعة الكبرى النجف وقم وخراسان وطهران وتبريز وغيرها من حواضرهم في الهند وإيران والعراق ككربلاء ولاهور والكاظمية واصفهان وماعداها. (ج) منية المريد في آداب المفيد والمستفيد : كان الشهيد الثاني أول من هذب الدرس ورتب العلوم، وجعل هذه الناحية موضع بحث، ووضع فيها كتاباً ووضع برنامجاً للمعلم والمتعلم وقد قيل إنه ترجم إلى عدة لغات. (د) الدراية : كان الشهيد الثاني أول إمامي صنف في الدراية وقد اقتبس الاصطلاحات من كتب العامة كما ذكره ولده وغيره، فألف البداية في الدراية وشرح الدراية.
السيد محمد صاحب المدارك المتوفي سنة 1009هـ : هو سبط الشهيد الثاني وقد ألف المدارك تتمة للمسالك لأن الشهيد الثاني ألف روض الجنان في العبادات من الفقه ثم لما شرح الشرائع أوجز في العبادات اعتماداً على ما فصله في الروض، أسهب فيما عداها من أبواب الفقه. ثم جاء سبطه السيد فألف المدارك فكان من المدارك والمسالك دورة فقه جعفري كاملة وقد بلغت المدارك في جودة التعبير وحذف الفضول منتهى ما يخطر في البال. ولصاحب المدارك مؤلفات كثيرة إلا أن المدارك أشهرها ومما ينسب إليه شواهد شرح بدر الدين على ألفية والده محمد بن مالك وشرح القصائد السبع العلويات المنسوبة لابن أبي الحديد وهما مطبوعان.
الشيخ حسن صاحب المعالم ابن الشهيد الثاني المتوفي سنة 1011هـ. له مؤلفات كثيرة تبلغ اثني عشر مؤلفاً أشهرها المعالم. وهو في معالمه يعد من المجددين في علم الأصول، وقد اشتملت المعالم على جملة من نظرياته العلمية التي لم تكن معروفة قبله، وهي لا تزال تدرس في جامعات الشيعة الدينية مع كثرة الكتب المؤلفة في الأصول التي تعد بالمئات بل الألوف. ومن نظريات صاحب المعالم التي لا تزال محط الأنظار نظرية المعنى الحرفي.
الشيخ حسين بن عبد الصمد المتوفي سنة 984 هـ والد الشيخ البهائي : هو أول من استدل على حجية الاستصحاب بالروايات وللشيخ حسين بن عبد الصمد عدة مؤلفات عددها في الكنى والألقاب.

الشيخ البهائي محمد بن حسين بن عبد الصمد العاملي الجبعي الحارثي المتوفى سنة 1031هـ: هو أول من أنكر ثمرة مسألة الضد، ومسألة الضد من المسائل الأصولية المهمة التي هي محل بحث وجدال عند علماء الأصول من الشيعة وغيرهم. وللبهائي مؤلفات تزيد عن الخمسين مؤلفاً وقد طبع كثير منها ولا يزال بعضها يدرس في الجامعات الدينية كتشريح الأفلاك “هيئة” وكخلاصة الحساب وكالصمدية “نحو” ولعل أشهر كتبه وأكثرها تداولاً الكشكول والمخلاة وكتاب الأربعين ومفتاح الفلاح والحبل المتين.
المحقق الثاني الشيخ علي الكركي العاملي صاحب جامع المقاصد المتوفى سنة 940هـ:هو أول من نبه على نظرية “الترتب” وقال فيها وأنكر على أساسها ثمرة الضد. ونظرية الترتب من أدق النظريات العلمية ولا تزال موضع بحث عند العلماء حتى الساعة.
السيد جواد العاملي من شقراء صاحب مفتاح الكرامة : هو أول من خصص كتاباً لجمع أقوال العلماء في كل مسألة. وكان الغرض من ذلك تسهيل الأمر على الطلاب والعلماء بمراجعة هذا الكتاب بدلاً عن مراجعة الكتب الكثيرة، وهناك غرض آخر أهم وهو التحرج من نقل الاجماع في مورد الخلاف.
الشهيد الأول محمد بن مكي المستشهد سنة 786هـ والمولود سنة 734 هـ. له اللمعة الدمشقية وقد شرحها الشهيد الثاني ووسم الشرح بالروضة ولا يزال يدرس حتى اليوم وقد اتفق أنه ألفه في السجن في دمشق قبل شهادته، وأنه أتمه في سبعة أيام ولم يكن يحضره من كتب الفقه إلا المختصر النافع، ومما يعرف عن اللمعة أنه تعرض فيها للمشهورات.
المرجع الشيخ حسين مغنيّة : رئيس جمعية العلماء العامليين (وكانت تضم السيد محسن الأمين والسيد عبد الحسين نور الدين والسيد عبد الحسين شرف الدين وغيرهم) وكبير علماء الامامية ما بين الحربين العالمييتين في بلاد الشام. كان مرجع الطائفة في جبل عامل ورئيسها الديني، وهو الذي صلّى صلاة الاستسقاء المشهورة في جبل عامل(في منطقة وادي جيلو).

السيد محسن الأمين العاملي من شقراء : له مؤلفات كثيرة ضخمة أكثرها مطبوع، منها أعيان الشيعة وهو أول كتاب من نوعه فقد جمع فيه بين تراجم أهل العلم والأدب والجاه وهو يبلغ عشرات المجلدات وقد أسهب فيه إسهاباً يغني عن مراجعة ما سواه.

الشيخ أحمد عارف الزين العاملي من ” شحور” :صاحب مجلة العرفان وجريدة عامل ولعله هو أول صحافي عاملي وأول رجل شيعي أصدر مجلة واسعة النطاق وقد ثابر صاحب العرفان على عمله، وصبر صبر الكرم. ومجلة العرفان هي كدائرة معارف للشيعة كما أنها تحمل صورة كاملة عن الأدب العاملي والعراقي، ولا سيما النجفي منه وقد لاقى صاحب العرفان في سبيل حرية ضميره وصدقه في عقيدته مصاعب جمة وله مؤلفات منها تاريخ صيدا وللشيخ عارف الزين فضل على كثير من أهل الأدب.

السيد عبد الحسين شرف الدين العاملي : له كتب كثيرة طبع جملة منها وقد احترق بعضها، وله كتاب المراجعات المشهور.وكتاب المراجعات يبحث في الإمامة، وعلماء الشيعة ما أبقوا مجالاً للشك في هذا الموضوع ولا تركوا دقيقة إلا وسطروها ولا معضلة إلا وأوضحوها. والمراجعات أولى في نوعها ففيها أسلوب رائع وتتبع جامع وحجة ليس لها دافع وقد طبع أكثر من عشر مرات وقد طبعت الفصول المهمة طبعة ثانية، وفي آخرها الكلمة الغراء في تفضيل الزهراء سلام الله عليها. ومما امتازت به المراجعات والفصول أنهما يحيلانك على المصدر بدون تعب ولا مشقة لأنهما يعيَنان الكتاب والطبعة والصفحة ومن احتاج يوماً إلى التتبع عرف قيمة هذه الناحية.
الشيخ يوسف الفقيه العاملي الحاريصي : له كتب كثيرة، طبع جملة منها :1- مصابيح الفقيه وهو يبحث في الإرث على مذهب الشيعة الامامية. 2- المدنية والإسلام وهو أول في نوعه فانه يبحث فيما يرمي إليه الدين الإسلامي أصولاً وفروعاً من الحكم والمصالح وهو جواب عن ثلاثة أسئلة وجهها المؤلف إلى نفسه : 1- لماذا أنا ديني؟ 2- لماذا أنا مسلم ؟ 3- لماذا أنا شيعي ؟. 3- حقائق الإيمان : طبع في مطبعة العرفان سنة 1343 هـ وهو يبحث في أصول معتقدات الشيعة بحثاً مفصلاً مشبعاً بالأدلة والبراهين.
السيد جواد مرتضى الحسيني العاملي, عالم فاضل, وجيه, أديب وشاعر, تخرج على يديه الكثير من علماء جبل عامل. كان من دعاة الوحدة مع سورية وقد شارك مع لفيف من العلماء العامليين في مؤتمر علماء وادي الحجير, من مؤلفاته: مفتاح الجنات في الحثّ على الصلوات – شمس النهار في الردّ على المنار – رسالة في جواز الجمع بين الفرائض بدون سفر ولا مطر – رسالة في الأخلاق.
السيد عبد الحسين نور الدين العاملي النباطي :له كتب عديدة طبع منها – الكلمات الثلاث – وقد وقف مواقف دقيقة في استخراج أمور لم يكن مسبوقاً بمثلها في التآليف التي نشرت في هذا الموضوع فكان فيه فلسفة تاريخية تلفت أنظار الباحثين…
السيد حيدر مرتضى الحسيني العاملي, وجيه علماء زمانه وصاحب المدرسة الحيدريه التي تخرج منها الكثير من علماء جبل عامل ومن بينهم السيد محسن الأمين.
الشيخ موسى شرارة العاملي
الشيخ محمد علي عزالدين العاملي
لشيخ عبد الله نعمة العاملي
السيد صالح الكبير العاملي، المعروف بالسيد صالح شرف الدين
الشيخ محمد الحرفوشي
الشيخ أبو الحسن الفتوني العاملي
السيد حسين المجتهد الكركي العاملي، من أسباط المحقق الكركي
ابن نجم الدين الاطراوي العاملي
السيد محمد الشحوري العاملي (والد السيد صالح الكبير) والمعروف بالسيد محمد شرف الدين
ابن قاسم العاملي
السيد حسن الصدر، من أحفاد السيد صالح الكبير
الشيخ حسن الحانيني العاملى
الشيخ إبراهيم بن يحيى الطيبي العاملى (جد آل صادق)
الدكتور شريف عسيران العاملي من صيدا : ولد سنة 1890 م وهو أحد حاملي النهضة الحديثة منذ يومها الأول وهو من كتاب العرفان والمقتطف والهلال وغيرها..
المخترع الكبير أو “اديسون الصغير” حسن كامل الصباح العاملي النباطي المتوفى سنة 1935 ميلادي ولد حسن كامل الصباح في النبطية – جبل عامل- من أرومة ترجع بنسبها إلى الشيخ الصباح أمير الكويت من سلالة يعقوب بن الصباح الفيلسوف الرياضي الشهير الذي عاش في أوائل الدولة العباسية. والمعروف عن حسن كامل انه كان متفوقاً منذ حداثته بالحساب والشعر وعلم الفلك إذ درس الجبر والهندسة بدون معاونة أستاذ وهو لمَا يبلغ الرابعة عشرة من سنَه ومنذ ذلك الحين تجلت فيه إمارات النبوغ. في سنة 1932 منحه مجمع مؤسسة الكهرباء الأمير كاني في نيويورك لقب فتى العلم وهذا اللقب لا يمنح إلا لمن اخترع وابتكر ودرس في فن الكهرباء مدة عشر سنوات. كان يتقن خمس لغات – العربية-الإنجليزية- الألمانية – التركية – الفرنسية، وكان إلى جانب ذلك كاتباً في العلم والأدب والاجتماع.توفي في أمريكا اثر حادث سيارة غامض سنة 1935 م وكان له في حينه أكثر من أربعين اختراعاً.وقد اعترف جهابذة علماء الفن الكهربائي الذين يلقبونه ” بأديسون الصغير” بأنه من أعظم المخترعين.يم
الشيخ سليمان ضاهر
الشيخ علي البياضي العنفجوري
الشيخ محمد ابن الشيخ حسن صاحب المعالم ابن الشهيد الثاني العاملي
الشيخ عبد الحسن نور الدين العاملي. له كتب عديدة منها: مأساة إحدى وستين وثورة الخالدين – الإرث في جداول.

السابق
بو صعب وبّخ عدنان السيد حسين… فتراجع عن تعيينات الجامعة
التالي
رحيل الكاتب الفلسطيني نواف ابو الهيجاء