بو صعب وبّخ عدنان السيد حسين… فتراجع عن تعيينات الجامعة

بو صعب و عدنان السيد حسين
هي قصّة المحاصصات الطائفية والحزبيّة الّتي لم تستثن حتّى الجامعة اللبنانية. لكنّ المشكلة ليست هنا، بل تكمن بالتوازن الطائفي في تعيين المدراء الذين لا يخضعون حكمًا لميثاق المناصفة. علمًا أن الجامعة قائمة على توازنات مبنية على أساس ميثاق العيش المُشترك وهذا ما ضمن استمراريتها على مدى الأعوام.

قانون التعيينات واضحٌ، ولكن هذة المرّة سيطر حزب أو بالأحرى طائفة معيّنة على “البيضة والتقشيرة”. واللّافت أن هذه التجاوزات تمّت في زمن الحوار وتصفية القلوب بين الحزبين الأزرق والأصفر، المستقبل وحزب الله.

إذ سجلت أمس الاول اعتراضات على تعيين عدد من المدراء في فروع الجامعة اللبنانية في البقاع والشمال، اذ اتخذت التعيينات بعدًا سياسيًا وطائفيًا، بعدما أصدر رئيس الجامعة الوزير الملك عدنان السيّد حسين، المحسوب على حزب الله، قرارات بسلة كاملة للمدراء على أساس مذهبي لا مكان فيه للمعيار الأكاديمي. وكان موقع جنوبية قد نشرمؤخرًا مقالًا ينتقد فيه تعيين الدكتور رامي نجم مديرًا لكلية الإعلام والتوثيق، وهذا ما أدّى إلى لفت الأنظار تجاه هذه التعيينات.

هذه التجاوزات تمّت في زمن الحوار وتصفية القلوب بين الحزبين الأزرق والأصفر.

 

فجاءت الاعتراضات من طلاب وقوى سياسية، وترجمت على أرض الواقع، حيث اعتصم أمام مداخل الجامعة، عدد من الطلاب في الشمال وطرابلس والبقاع مطالبين بإقالة رئيس الجامعة، كما أعلنوا الإضراب المفتوح في كلية إدارة الأعمال الشمالية، والتحذيري منه في مختلف فروع الجامعة اللبنانية في الشمال اليوم.

في سياق ٍ متّصل، صرّح رئيس مجلس إدارة صندوق التعاضد في الجامعة اللبنانيّة ومنسّق قطاع التربية في تيارالمستقبل الدكتورنزيه خيّاط لـ”جنوبية” إنه “يفترض إعادة النظر بالآليات التي تم على أساسها تعيين المدراء في فروع الجامعة اللبنانيّة، لأنها لا تستند لمعايير علميّة، بل قائمة على أساس طائفي وسياسي».

واتّهم خيّاط رئيس الجامعة اللبنانية بتعيين مدراء إستجابةً لرغبة أطراف سياسية “تمون عليه”. إذ تمّ تعيين المرشّحين من قبل طرف معيّن من دون مناقشة، بالمقابل تم دراسة واستنساب مرشّحي أطراف أخرى، مضيفًا : «أيًا يكن المعيار الذي اعتمد، علميًّا أو سياسيًّا، يجب أنّ يطبّق على الجميع”.

اتّهم خيّاط رئيس الجامعة اللبنانية بتعيين مدراء استجابةً لرغبة أطراف سياسية “تمون عليه”

 

ولفت إلى أن “مبدأ اللامساواة في التعيينات أدّى إلى خلق ردود فعل بالشمال، طرابلس، البقاع، وفي الجنوب، وكلّ هذه الردود مرهونة بكيفيّة معالجة الثغرات وخاصةً فيما يتعلّق بموضوع التوازنات بين السُنّة والشيعة».

وحمّل خياط رئيس الجامعة ومجلس الجامعة المسؤولية، مطالبًا بوضع آلية واضحة تعتمد على إجراء اختبار أهلية للمرشحين الثلاثة الذين يتم إختيار واحد منهم، مؤكدًا أن: “حتّى الرئيس لا يملك الآلية التي تستند على المعايير العلمية”.

ولفت خياط إلى أنه عُرِضَ على رئيس الجامعة آلية اختبار أهليّة الأكفأ من المرشحين قبل هذه التعيينات من خلال مسألتين:

– إجراء اختبار خطي متعلق بأمور إدارية، مالية وأكاديمية، بسرية تامة (على الطريقة الأميركية).

– مقابلة شفهية مع خبراء مستقلين من خارج الجامعة بطريقة سرية وعلى أن تتم بغرفتين منفصلتين.

لكن رفضت هذه الآلية بحجّة أنّ:”الإصلاح ما بصير بلبنان!”

الإصلاح ما بصير بلبنان!

 

كما شدّد بو صعب في حديث إلى “صوت لبنان” على أن “صلاحيات تعيين المدراء منوطة برئيس الجامعة، ولا علاقة لوزارة التربية بها”. مؤكدًا أنه بحال لم تحلّ المشكلة، “سترفع القضية إلى مجلس الوزراء”.

والجدير بالذكر أنّ “جنوبية” حاولت الاتصال برئيس الجامعة اللبنانية عدنان السيّد حسين إلّا أنه كان خارج التغطية.

وفي المستجدات الأخيرة وبحسب ما تناقلت وسائل الإعلام، أثمرت الاتصالات التي جرت على أعلى المستويات، في التوصل إلى تفاهم على إبعاد «كأس» الانقسام عن عاصمة الشمال، بعد التداعيات التي «تفجرت» في أعقاب صدور قرار تعيين الدكتور أنطوان طنوس مديراً لكلية إدارة الأعمال ـــ الفرع الثالث في «الجامعة اللبنانية» خلفاً للدكتور فضل اليخني، وتمثل الحل الموقت بوقف العمل بقرار تعيين طنوس مديراً والطلب من مجلس الوحدة تسيير أعمال إدارة الفرع، ما أدى إلى «لجم» التداعيات المرتقبة في حال لو أستمر طنوس في منصبه.
وكان بو صعب قد أعرب عن أسفه “للقرارات غير المدروسة التي اتخذها رئيس الجامعة اللبنانية والمتعلقة بتعيين مديرين ومن ثم إقالة مديرين للكليات في الجامعة مما خلق حالة طائفية نؤكد ان الجامعة الوطنية بغنى عنها “.
وشدّد الوزير على أن “الجامعة اللبنانية هي جامعة وطنية وأمل بأن لا تتأثر بأي أمر يجعلها تحيد عن الهدف الأساسي لرسالتها”.
وأشار الوزير إلى ان “عدد المشاكل والشكاوى الذي يصلنا من بعض عمداء الجامعة حول كيفية التعاطي مع القرارت الأساسية ضمن مجلس الجامعة ينذر بضرورة معالجة هذا الوضع في اسرع وقت ممكن في هذه المؤسسة التي عملنا بكل قوانا لإنتخاب مجلس عمداء بالأصالة ليتولى مهامه الوطنية والأكاديمية في إدارتها بعيدا من التجاذبات الفئوية والطائفية”.

السابق
الحملة مستمرة… إقفال ملاحم واتلاف لحوم مثلجة
التالي
علماء جبل عامل الاوائل.. من هم؟