تعيينات الملك سلمان: انقلاب أم عهد جديد؟‎

الملك سلمان
اذا كان جناح السديريين في العائلة الحاكمة قد رجحت كفته في هذه التعيينات على جناح الملك الراحل عبدالله، فان جيل الشباب يبدو انه هو من حضر بقوّة، فولي ولي العهد محمد بن نايف وانجال الملك سلمان، والنخبة الليبراليه الشابة في الاعلام والتربية والتعليم التي تسلمت مناصبها الجديدة وكانت غالبيتها تعمل في "المؤسسة السعودية للأبحاث" و كان قد اسسها الملك سلمان يوم كان أميرا للرياض لمثل هذا اليوم لتقوم بدورها الانمائي والتطويري، هذه النخبة يتوقّع لها ان تلعب دورا حاسما في تقرير مستقبل المملكة الداخلي والخارجي في المدى المنظور.

في مرسوم ملكي أصدره الخميس الفائت، أقدم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز على اصدار أوامر تقضي بإعادة تشكيل مجلس الوزراء، ودمج وزارتي التعليم والتعليم العالي في وزارة واحدة، وإنشاء هيئة باسم “مجلس للشؤون السياسية والأمنية” برئاسة وزير الداخلية تضمّ 8 أعضاء آخرين من بينهم وزراء الخارجية، الحرس الوطني، الدفاع، الشؤون الإسلامية والأوقاف، الثقافة والإعلام، مدير الاستخبارات العامة، وتشكيل هيئة جديدة بدلاً من المجلس الأعلى لشؤون البترول والمعادن.

أما التعيينات والاعفاءات التي اصدرها الملك وقال عنها البعض انها انقلابيّة فهي بنظر المراقبين تنبىء بشكل صارخ عن افتتاح عهد جديد مختلف عن عهد الملك الراحل عبدالله.

 سعد بن عمر

وبحسب الكاتب والمحلّل السعودي سعد بن عمر في حديثه لـ”النهار”: “نجد إعادة بعض الوجوه الذين فقدوا مناصبهم سابقا إلى دائرة الضوء كأعضاء الافتاء، وغياب أشخاص مهمّين من دائرة رسم السياسة سواء الخارجية أم الداخلية كالأمير بندر بن سلطان”.

الاعفاءات طالت نجلي الملك الراحل من منصبهما إذ تم إعفاء الأمير مشعل نجل الملك الراحل من منصبه كأمير مكة، وتعيين الأمير خالد الفيصل أمير مكة السابق الذي كان يشغل منصب وزير التعليم، بدلاً منه. وأعفي أيضا الأمير تركي من منصبه كأمير لمنطقة الرياض، وعيّن الأمير فيصل بن بندر بدلاً منه. الابن الوحيد لعبد الله الذي بقي في منصبه هو الأمير متعب، الذي يستمر في قيادة الحرس الوطني.

وشملت التغييرات تعيين الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد السند رئيساً عاماً لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بدلاً من الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ.كما تمّ تعيين الدكتورعزام الدخيل وزيرا للتعليم والتعليم العالي في بعد دمج الوزارتين، وعيّن الدكتور الليبرالي عادل الطريفي مدير قناة “العربيه” وزيراً للثقافة والإعلام. وبالتزامن مع ذلك أعلن عن تعيين الإعلامي تركي الدخيل مديراً جديداً لقناة “العربية”.

ويجمع المراقبون أن الرجلين اللذين خرجا من التعيينات الجديدة بنفوذ يمكنهما من إدارة البلاد هما محمد بن نايف ولي ولي العهد، ومحمد بن سلمان الذي تناط به الآن ثلاثة أدوار، فهو وزير الدفاع ورئيس الديوان الملكي ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنموية وكان قبل ذلك تم إعفاء رئيس البلاط الملكي القوي في عهد الملك الراحل، خالد التويجري، من منصبه.

والجدير ذكره ان تعيين الامير محمد بن سلمان في هذه المناصب الثلاث الحساسة ليصبح نجل الملك الأقوى كانت خطوة فاجأت الخبراء، فمن المعروف ان الامير محمد لم يكن يتصدّر أبناء الملك سلمان في المشهد السياسي السعودي كأخيه الامير عبد العزيز الذي عيّن بدوره نائب وزير النفط، كما ان للملك نجلا آخر متعلّم ومتخصص في علم الادارة ودرس في الجامعات الأميركية هو الامير فيصل، يتوقع ان يتسلّم منصبا اداريا كبيرا في المستقبل ويكون له شأن في عهد حكم أبيه على صعيد تطوير العمل الاداري في المملكة.

وفي تدشين لعهد أمني جديد أيضا، أُعفي الأمير بندر بن سلطان من مجلس الأمن الوطني، والأمير خالد بن بندر من رئاسة الاستخبارات، وعيّن مكانه الفريق خالد بن علي بن عبدالله الحميدان.

واذا كان جناح السديريين في العائلة الحاكمة قد رجحت كفته في هذه التعيينات على جناح الملك الراحل عبدالله، فان جيل الشباب يبدو انه هو من حضر بقوّة، فولي ولي العهد محمد بن نايف وانجال الملك سلمان، والنخبة الليبراليه الشابة في الاعلام والتربية والتعليم التي تسلمت مناصبها الجديدة وغالبية اعضائها اختيرت من “المؤسسة السعودية للأبحاث” التي كان قد اسسها الملك سلمان عندما كان أميرا للرياض واعدّها لمثل هذا اليوم لتقوم بدورها الانمائي والتطويري، فإن هذه النخبة يتوقّع لها ان تلعب دورا حاسما في تقرير مستقبل المملكة الداخلي والخارجي في المدى المنظور.

السابق
حادث سير بين 9 سيارات على اوتوستراد الرئيس لحود
التالي
«جزيرة فاضل»: تجمع فلسطيني مُعدم في مصر!