أجواء مشدودة تُحاصر جولة الحوار الخامسة جيرو في بيروت وتطمينات سعودية للبنانيين

كازينو لبنان

كتبت “النهار” تقول : مع ان المشهد الداخلي كاد يختصر أمس بالمسافة المأزومة لقضيتين أجتماعيتين بين الحوض الرابع في مرفأ بيروت وكازينو لبنان فان ذلك لم يحجب انشداد الانظار الى الجولة الخامسة من الحوار الثنائي بين تيار “المستقبل” و”حزب الله” التي تنعقد مساء اليوم في عين التينة وسط ترددات احدى أقسى الضربات التي تلقاها هذا المسار الحواري منذ انطلاقته. ولعل انعقاد هذه الجولة بذاته بدا بمثابة إثبات لمتانة القرار السياسي لدى طرفيه بالمضي فيه على رغم كل ما أثارته تداعيات الخطاب الملتهب للامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الجمعة الماضي، فضلا عما اثارته ايضا، وفي موازاة المضامين السياسية للخطاب، ظاهرة اغراق العاصمة بزخات الرصاص الابتهاجي من ردود فعل ساخطة. لكن ذلك لا يعني تقليل صعوبة التعقيدات التي طرأت على مناخ الحوار واجوائه بعدما تسببت التطورات الاخيرة ولا سيما منها خطاب السيد نصرالله بمضاعفة اجواء التشكيك في جدوى هذا الحوار ونتائجه.

ومع ان التكتم التقليدي الذي طبع جولات الحوار السابقة لم يتبدل عشية الجولة الخامسة بحيث لم يفض أي من الطرفين بأي توقعات مسبقة من الجولة التي ستعقد اليوم، فان ثمة معطيات تحدثت عن حتمية تداول التطورات الاخيرة على الاقل من زاوية انعكاساتها على مجريات الحوار ومسها مباشرة بالبند الاساسي الوحيد الذي لا يزال يجري تحت عنوانه وهو تنفيس الاحتقان المذهبي. وتشير هذه المعطيات الى أنه اذا صح ما صرح به أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري من ان الفريقين اتفقا أساسا على تحييد المسائل الخلافية بينهما مثل سلاح المقاومة ومشاركة الحزب في الحرب في سوريا والمحكمة الدولية، فمن غير المستبعد ان يتناول تيار “المستقبل” التطورات الاخيرة وتداعياتها من واقع ضغطها السلبي المباشر على عملية بناء الثقة بحدها الادنى بهذا الحوار كمتنفس للانفراج وتخفيف الاحتقانات.
وعلمت “النهار” ان جلسة الحوار اليوم سيسبقها اجتماع لكتلة “المستقبل” وصف بانه “مهم” يحدد خلاله الموقف من التطورات الجارية.

وأوضحت مصادر وزارية لـ”النهار” ان غاية هذا الحوار كانت ولا تزال تنحصر بأمرين هما التهدئة والوصول الى قواسم مشتركة. ومع ان شيئا من هذا لم يتحقق بعد فان القرار لدى الطرفين هو الاستمرار في الحوار للوصول الى شيء ما في هذين الهدفين. واشارت الى ان اجتماع كتلة “المستقبل” اليوم سيتناول خطاب نصرالله واطلاق الرصاص علما ان هناك انقساما في الرأي بين مؤيدين للحوار ومعارضين له لكن الحوار سيستمر.

وبدورها قالت مصادر مواكبة لجلسات الحوار لـ”النهار” مساء أمس ان ثمة حاجة الى خطوات جدية لإعطاء الحوار دفعاً جدياً بعدما اهتز بفعل الاحداث الاخيرة ولن يكون هذا الدفع أقل من خطة أمنية فعلية في بيروت ومثلها في البقاع الشمالي. ولفتت الى ان هناك واقعا مقلقا في بيروت نفسها حيث تسجل سيطرة حزبية في بعض الاحياء مدعومة بالسلاح ولو غير ظاهر للعيان من خلال تجمعات للمحازبين بصورة دائمة في هذه الاحياء. واعتبرت ان ما صدر أمس عن الاجتماع الامني الذي رأسه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق والذي خصص لموضوع إزالة الشعارات الحزبية على طول الطريق الساحلية من صيدا الى طرابلس بدءا من بعد غد الخميس هو خطوة متواضعة على هذا الصعيد.

ولفت الانتباه أمس نشر الكتاب الذي سبق لوزير العدل اشرف ريفي أن وجهه قبل أيام الى المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود لملاحقة مطلقي النار بعد الخطاب الاخير للسيد نصرالله. واعتبرت هذه الخطوة، أي نشر الكتاب، بمثابة حث للاجهزة الامنية على ان تباشر ملاحقة مطلقي النار كما هي عادتها حتى في مناسبات أقل أهمية كإطلاق نار في عرس مثلا. ومن المتوقع أن يحضر هذا الموضوع أيضا على طاولة الحوار هذا المساء بين التيار والحزب.

وكان الوزير نهاد المشنوق رأس أمس اجتماعا للقادة الامنيين والمحافظين أعطى خلاله توجيهاته بالشروع ابتداء من الخميس المقبل في ازالة كل الشعارات السياسية والدينية واللوحات المخالفة على طول الخط الساحلي من صيدا الى طرابلس ايذانا بتعميم هذه الخطوة على كل المناطق.

السعودية
في سياق آخر، علمت “النهار” أنه من المتوقع أن يصدر اليوم سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري مواقف تحمل تطمينات لكل القيادات الى استمرار العلاقات الثابتة والراسخة بين المملكة ولبنان على كل الصعد في بداية العهد الجديد في المملكة مشيرا الى ان هذه العلاقات المتينة بين البلدين تتخطى تغيير العهود سواء في السعودية أم في لبنان.

ووصل مساء أمس الى بيروت رئيس دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان – فرنسوا جيرو في اطار مواصلته لتحركه المكوكي المتصل بملف ازمة الفراغ الرئاسي في لبنان. وستكون للموفد الفرنسي مروحة واسعة من اللقاءات مع المسؤولين الرسميين والسياسيين اليوم وغداً.

المرفأ … والكازينو
وعلى صعيد ازمتي الحوض الرابع في مرفأ بيروت وكازينو لبنان اللذين شغل الاضرابان فيهما معظم المسؤولين والوزارات المعنية، بدأت ليل أمس معالم معالجات لهاتين القضيتين كان محورها على نحو لافت بكركي التي تولى ملف الاتصالات في شأنهما المعاون البطريركي المطران بولس صياح.

وفي ما يتعلق بموضوع ردم الحوض الرابع، التقى رئيس الوزراء تمام سلام وزير التربية الياس بو صعب والمطران بولس الصياح. وأعلن بو صعب بعد الاجتماع ان ثمة خطوات قد تؤدي الى حل. وقال لـ”النهار”: “حملنا وجهة نظر بكركي والمعترضين على الموضوع الى رئيس الحكومة، الذي سأل في البداية عن سبب اهتمام بكركي الى هذه الدرجة بالموضوع، وكان الجواب انه بغياب رئيس للجمهورية الذي عادة ما يتم اللجوء اليه، بكركي لعبت دوراً لتملأ فراغ غياب رئيس الجمهورية”.

وأكد بو صعب ان “الرئيس سلام أبدى حرصا على الا يكون الموضوع طائفيا ونحن متأكدون من الامر. فوعدنا أنه سيدرس الموضوع والاعتراضات عليه وسيتخذ القرار المناسب، ولدينا ثقة به. الموضوع غير مطروح على جلسة مجلس الوزراء الأربعاء. والاجتماع غدا (اليوم) في بكركي مع المطران صياح وممثلي الأحزاب والخبراء الذين كلفتهم بكركي سيكون لوضعهم في أجواء الاجتماع مع الرئيس سلام”. اما المطران صياح فوصف الاجتماع بانه ايجابي.

أما في ما يتعلق بازمة المصروفين من كازينو لبنان، فافضى الاجتماع الذي عقده مجلس إدارة شركة كازينو لبنان في مبنى “شركة انترا” في بيروت، الى اعادة النظر في ملفات المصروفين من الكازينو كل على حدة، اعتبارا من اليوم مع حوافز مالية سخية لمن يصرف تتعلق بعامل السن والخبرة.

أما بالنسبة الى المرضى، فقد يحالون على لجنة طبية تحدد وضع المريض، وفي حال المرض الدائم يستمر في العمل في الكازينو مع جميع حقوقه. وقد أنهى الموظفون المضربون ليل أمس اضرابهم وأعيد فتح أبواب الكازينو أمام رواده.

(النهار)

السابق
الشاب : تنصل حزب الله من اتفاق بعبدا أدخل لبنان في حرب سوريا وهناك شيء من التعاون بين جبهة النصرة واسرائيل
التالي
الإيراد السنوي 219 مليون دولار.. وخسائر الإضراب مليون الدولة «تغرق» في الحوض الرابع