«داعش» يسعى «لنصر معنوي» باطلاق ساجدة الريشاوي

ساجدة الريشاوي

يسعى تنظيم “الدولة الاسلامية” الى استثمار مبادلة ساجدة الريشاوي، العراقية المحكومة بالاعدام لمشاركتها في هجمات دامية في الاردن، بالرهينة الياباني، في الترويج والدعاية له بالاستفادة من خلفيتها الجهادية والعشائرية، وفقا لمحللين.

ويحرص التنظيم على تحقيق “نصر معنوي” اذا افرج عن الريشاوي التي فشلت في تفجير حزامها الناسف حين شاركت في تفجيرات فنادق عمان الثلاثة في 9 تشرين الثاني 2005.
ويقول الكاتب محمد ابو رمان من مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية، ان اطلاق الريشاوي “سيمثل انتصارا معنويا للتنظيم وانجازا رمزيا في وسط البيئة الحاضنة له بين العشائر العراقية”.
ويضيف ان “الريشاوي قيمتها مرتبطة بانها ابنة عشيرة عراقية سنية كبيرة، والتنظيم يريد توظيف اطلاق سراحها لتكريس وصفه بأنه يدافع عن سنة العراق وانه يتبنى المجتمعات السنية في العراق وسوريا”.
ويشير ابو رمان الى ارتباط الريشاوي بحقبة ابو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين سابقا وهو ما يتفق معه حسن ابو هنية الخبير في شؤون الجماعات الاسلامية.
ويقول ابو هنية “الريشاوي كانت مع الزرقاوي ضمن الشبكة الأساسية المؤسسة لتنظيم الدولة الاسلامية وكان شقيقها ثامر الريشاوي، مساعد الزرقاوي، أمير الأنبار وقتل عام 2004″، مضيفاً ان “لها أشقاء آخرين كانوا مع الزرقاوي وبالنسبة للتنظيم هذه عائلة قدمت تضحيات، ويريد التنظيم ان يكون وفيا لأبو مصعب الزرقاوي”.
وقتل الزرقاوي في السابع من حزيران 2006 في غارة نفذتها القوات الاميركية على مخبئه في محافظة ديالى شمال شرق بغداد.
ويؤكد ابو هنية “تأتي أهميتها من كونها عراقية وسنية ومن الانبار واخت أمير سابق للانبار والتنظيم حريص على استثمار اطلاق سراحها لأنها إمرأة ولأن اخوتها لهم تاريخ مع التنظيم”.
أخبار ذات صلة
الأردن يتحقق من صحة تسجيل صوتي منسوب إلى الرهينة الياباني

من هي ساجدة الريشاوي؟
ساجدة مبارك عطروس الريشاوي (44 سنة) أهم مدانة بالارهاب في الاردن ومحكوم عليها بالاعدام منذ نحو تسعة اعوام. وهي شاركت في تفجيرات فنادق عمان في 9 تشرين الثاني 2005، لكنها نجت عندما لم ينفجر حزامها الناسف، ولجأت بعدها الى معارفها في مدينة السلط (30 كلم غرب عمان) حيث القت القوات الامنية الاردنية القبض عليها بعد عدة ايام.
ووجهت محكمة أمن الدولة عام 2006 للريشاوي تهمتي “المؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية” و”حيازة مواد مفرقعة بدون ترخيص قانوني بقصد استخدامها على وجه غير مشروع” وحكمت عليها بالاعدام شنقا.
وحكم الاعدام الذي لم ينفذ حتى الان، يمكن ان ينفذ بأي لحظة مع استئناف المملكة العمل بعقوبة الاعدام بتنفيذها في 21 كانون الاول الماضي احكام اعدام بحق 11 مدانا بجرائم قتل.
والريشاوي أرملة علي حسين علي الشمري الذي فجر حزامه الناسف في حفل زفاف في فندق “راديسون ساس” موقعا 38 قتيلا.
وبحسب مصادر امنية فان الريشاوي تقبع في سجن الجويدة نساء (جنوب عمان) في زنزانة منفصلة وتقضي وقتها بقراءة القرآن، فيما تحرص على متابعة قنوات اسلامية.
ويرى عريب الرنتاوي، مدير مركز القدس للدراسات السياسية، ان “التأكيد على الافراج عن ساجدة الريشاوي بالذات دون غيرها يحمل دلالة معنوية ورمزية للتنظيم أكثر من أي شيء آخر”. ويضيف ان “التنظيم يريد ان يبرهن لانصاره والمتعاطفين معه انه لا يترك جنوده في ارض المعركة وهذا امر له دلالة معنوية كبيرة بالنسبة له في هذه المرحلة بالذات”.
عند القاء القبض عليها روت الريشاوي كيف اخفت المواد المتفجرة حول بطنها تحت معطفها الاسود الطويل.
ووفقا لاعترافاتها التي بثها التلفزيون الاردني سافرت الريشاوي الي الاردن بصحبة زوجها الذي دخل الاردن بجواز سفر مزور، مشيرة الى ان زوجها اعطاها حزاما ناسفا وعلمها كيفية استخدامه. واضافت “زوجي نفذ وانا حاولت ان انفذ ما عرفت، وجدت الناس تجري فلحقت بهم”.
وقالت أنه كان عليها وعلى زوجها ان يفجرا نفسيهما كل في زاوية من زوايا الفندق.
واوقعت تفجيرات فنادق عمان الثلاثة “راديسون ساس” و”جراند حياة” و”دايز ان” التي يطلق عليها في الاردن اسم احداث “الاربعاء الاسود”، 62 قتيلا واكثر من 100 جريح.
وتبنى زعيم تنظيم القاعدة في العراق آنذاك الاردني ابو مصعب الزرقاوي تلك الهجمات الدامية.

(ا ف ب)

السابق
إخبار ضد بشرى خليل لدى النيابة العامة التمييزية
التالي
معدل رواتب موظفي الكازينو: 6000 دولار!