تفاوض نووي بين ظريف وكيري اليوم

بالرغم من أن الطاقة النووية الإيرانية هي محور الجدال القائم بين ايران والغرب، وخصوصاً على أعتاب المهلة الحاسمة للتوصل إلى حل نهائي وشامل لهذا الملف المثير للجدل، ومن ضمنها لقاء يُعقد اليوم بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظيره الأميركي جون كيري في جنيف، فإن الطاقة النفطية كانت، بالأمس، محط حديث الرئيس الإيراني حسن روحاني، خلال زيارته إلى محطة بوشهر الكهروذرية، في خضم حرب الاسعار الدائرة منذ اسابيع في الاسواق العالمية.

وفي ردّ شديد اللهجة على حركة دول خليجية تسببت في تدهور اسعار النفط، والتي تبدّت في القرار الاخير لمنظمة الدول المصدّرة (أوبك) بإبقاء سقف الانتاج من دون تغيير، اكد الرئيس الايراني أن بلاده لن تقع تحت ضغط الانخفاض في أسعار النفط العالمية، مشيراً إلى أن السعودية والكويت ستعانيان بفعل هبوط الأسعار.
وأكد روحاني أن الدول التي تقف وراء انخفاض أسعار النفط العالميّة «ستندم على قرارها»، مضيفاً أن «الدول التي تآمرت لخفض أسعار النفط ستندم في نهاية المطاف، وهذه الدول لن تستطيع الاستمرار في المؤامرة النفطية».
وحذّر الرئيس الإيراني من أن «الدول النفطية كالسعودية والكويت ستتضرّر بشكل أكبر بكثير من الضرر الذي سيلحق بإيران»، لافتاً إلى أنّ «الاحصائيات تشير إلى أن 80 في المئة من الميزانية السنوية للسعوديّة ترتبط ارتباطاً وثيقاً ببيع النفط»، كما أشار إلى أن «90 في المئة من الصادرات السعودية هي من النفط الخام».
وأضاف روحاني أن «95 في المئة من الميزانية الكويتية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالنفط، كما أن «95 في المئة من صادراتها أيضاً هي من النفط الخام»، موضحاً في الوقت ذاته أنّ إيران «تعتمد بنسبة 33 في المئة فقط على الصادرات النفطية في ميزانيتها».
إلى ذلك، أكد روحاني أن «الميزانية الإيرانية للعام الجديد، ستعتمد على النفط بشكل أقل بكثير من السنوات السابقة»، وأشار إلى أنّ بلاده لن تقع تحت ضغط الانخفاض في أسعار النفط «لأنها تتخذ التدابير والسبل الكفيلة بالتعويض عن ذلك».
وهوت اسعار النفط خلال الاسابيع الماضية بشكل دراماتيكي، لتصل الى ما دون الخمسين دولاراً للبرميل، وليخسر النفط بذلك ما يقارب 50 في المئة من قيمته، في ظاهرة تنظر اليها العديد من الدول المنتجة بعين الريبة، بالنظر إلى تداعياتها الاقتصادية والسياسية.
وفيما يعزو الخليجيون، وخصوصاً السعودية، قرار «أوبك» الاخير بعدم إحداث اي تغيير في سقف الانتاج، بالرغبة في الابقاء على سعر متدنّ للوقود الاحفوري، وذلك لقطع الطريق امام النمو المتصاعد في مجال استخراج الوقود الصخري في الولايات المتحدة، فإن دولاً منتجة اخرى، وخصوصاً ايران وروسيا وفنزويلا، تشتم تواطؤاً سعودياً – اميركياً لتكثيف الضغوط الخارجية عليها، وضرب اقتصادياتها، خصوصاً ان موازنات تلك الدول ترتكز بشكل اساسي على عائدات النفط والغاز.
وفي جانب آخر من كلمته، قال روحاني إن «الشعب كله يدعو إلى إنهاء الحظر الظالم المفروض على البلاد»، في إشارة إلى المفاوضات النووية بين طهران ومجموعة «5+1».
وأضاف: «نقول لجميع الذين اتخذوا الخطى في طريق فرض هذا الحظر الظالم ومن الممكن أن يفكروا اليوم أيضاً باتخاذ الخطى في هذا الطريق، بأن عهد التهديد والحظر قد ولىّ».
وأكد أنه «إذا لم يتخذ المفاوضون أمام ايران الطريق المنطقي والسرعة في القرار فليعلموا بأنهم سيتضررون».
وفي هذا المسعى، يتوجه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى مدينة جنيف السويسرية اليوم، لعقد جولة جديدة من المفاوضات النووية مع نظيره الأميركي جون كيري، في سياق المهلة الأخيرة التي من المفترض أن تكون حاسمة للوصول إلى حل نهائي للملف.
ويرافق ظريف في هذه الجولة من المفاوضات النووية مساعداه عباس عراقجي ومجيد تخت روانجي، ومن المقرر ان يعقد الجانبان الايراني والاميركي مفاوضات ثنائية على مستوى مساعدي وزراء الخارجية من الخامس عشر وحتى السابع عشر من الشهر الحالي في مدينة جنيف.
وسيقود وليام بيرنز، الوكيل السابق لوزير الخارجية الاميركي، ووندي تشيرمان، مساعدة وزير الخارجية الأميركي هذه الجولة من المفاوضات مع الجانب الإيراني.
وكان الوفدان الإيراني والأميركي قد عقدا في كانون الأول الماضي، جولة من المفاوضات وصفها عراقجي حينها بـ «الإيجابية والبنّاءة».

السابق
ملوك الاعتدال
التالي
حكيم: المواد المخالفة لم تعد موجودة في اللبنة

تابعوا اهم اخبارنا على تطبيق الوتساب

يقدّم موقع جنوبية مواضيع خاصّة وحصرية، تتضمن صوراً ووثائق وأخباراً من مصادر موثوقة ومتنوّعة تتراوح بين السياسة والمجتمع والاقتصاد والأمن والفن والترفيه والثقافة.

مجموعة جنوبية على الوتساب