ماذا يأكل وائل أبو فاعور؟

عندما سميّ وائل أبو فاعور وزيراً للصحة العامة، لم يعتقد لا هو ولا اللبنانيون، أنّه سيحيد في أدائه الوزاري عن ملاحقة قضايا الإستشفاء والضمان الإجتماعي وأسعار الدواء ومافيا تجارته، ليتحول بين ليلة وضحاها إلى “وزير السلامة الغذائية”… لا بل “بعبع المطاعم والملاحم”.

من دون تخطيط، صار معاليه “خفراً” لأي طبق فتوش قد يقدم على مائدة أحد المطاعم، أو لكيلو لحمة قد تأتي به سيدة منزل من الملحمة المجاورة لمنزلها، أو حتى لشيش طاووق معروض في أحد رفوف السوبرماركت…

يكفي أن تلفظ أولى أحرف اسمه حتى يدبّ الرعب في نفوس المعنيين، فتصفر الوجوه وترتجف الرُكب ويبدأ الشطف والنتف، لتعود النظافة إلى المحل المقصود، أو يكون الإقفال بالشمع الأحمر نصيبه.

صار الوزير الشاب بمثابة “دراغولا” المطاعم ومصاص دماء القيمين عليها… حتى بلغ الهوس بأحد أصحاب المطاعم، كما ورد إلى مسامع الوزير، إلى حدّ تعليق صورة وائل  أبو فاعور في مطبخه لينذر موظفيه من شرّ ما ينتظرهم على مدار الساعة في حال مخالفة تعمليمات “معاليه”، ويذكّرهم بأنّ ملائكة “ناظر” السلامة الغذائية حاضرة دوماً إلى جانبهم، وقد “يشرّف” هو شخصياً في أي لحظة.

بعد “إغارة” ضباط وجنود الوزير الاشتراكي على المطاعم، صارت للحمة نكهة أخرى وللدجاج معنى آخر. لقد نشر الخوف في نفوس الناس مما يسقط في أمعائهم، بعد النتائج الصاعقة التي كان يتلوها أمام الرأي العام صوتاً وصورة.

حتى هو بذاته، بات يحسب ألف حساب قبل أن يضع أي شيء في حلقه. اذ يتردد أنه في احدى المرات اتصل بعائلته في بلدته الكفير في قضاء حاصبيا، يطلب من أحد أفرادها تأمين “مؤنة” منزله من اللحمة كي ترسل إلى بيروت، ظنّاً منه أن أهل الريف وقرى الجبل لا يزالون أكثر صدقاً وحفاظاً على النظافة والسلامة الغذائية.

إلا أنّ الصاعقة وقعت على رأس الوزير حين تلا بنفسه أمام كاميرات التلفزيونات اسم الملحمة التي تقصدها العائلة في الكفير، كونها غير مطابقة للمواصفات! لا بل أكثر من ذلك، لقد تحول وزير الصحة إلى مكتب شكاوى عامة، لا سيما وأنّ رقم هاتفه معمم على الناس التي تتصل به في مختلف الأوقات، حتى في ساعات الليل، لتبلغه عن كومة غبار التقطت في الجرم المشهود فوق أحد الأطباق، أو عن رائحة مشبوهة تسللت من قطعة steak، أو عن أجسام غريبة حطّت في احدى زجاجات المياه المعدنية…

كثير من الناس يتسألون، ماذا يأكل وزير “اللوائح السوداء” وكيف يختار أطباقه اليومية؟ وكيف يتعامل مع المطاعم التي يقصدها؟ من المعروف أن الوزير الشاب يحرص يومياً على أن يتسلل خلال فترة الظهيرة إلى منزله لتناول وجبة الظهر، ليس هرباً من الطعام الفاسد وإنما طلباً لطبق مطبوخ على مرأى من عينيّ زوجته. يفضل ما هو بسيط من المطبخ اللبناني، المجدرة على سبيل المثال، ويهرب مما هو دسم. وهو وجد في اللوائح الفاسدة التي عددها، عذراً شرعياً كي يكثّف من هروبه ظهراً إلى منزله لتناول طعامه.

ولكنه طبعاً، سيضطر في كثير من الأحيان لتلبية دعوات العشاء وقد يكون بعضها إلى المطاعم. هكذا، صار الرجل ينال قسطاً كبيراً من الدلال والغنج والاهتمام من أصحاب المطاعم ومديريه عندما يلمحونه أمامهم على عتبة الباب، كضيف وليس كمسؤول… وصار مطمئناً إلى أنّ الطبق الذي سيوضع أمامه، سيُفحص ألف مرة قبل أن يُرسل إلى طاولته.

 

 

السابق
النفط يرفع الصرخة الايرانية:ماذا اذا هبط السعر الى32 دولاراً
التالي
الجلسة الثانية لحوار المستقبل – حزب الله: تقدم جدي واستكمال للخطة الأمنية