2014 عام «جنوبية» بامتياز: هنا أخطأنا وهنا أصبنا

إن اهم ما انجزه موقع "جنوبية" هذا العام هو خلق هذه المساحة من الحوار بين جمهورين او اكثر، وجعل كل واحد منهم انه ينتمي الى فريق خطّاء، وان الخطأ ليس هو العيب وانما الاستمرار في الخطأ هو العيب.

لا بد ونحن على عتبة انقضاء عام واستقبال عام جديد من الوقوف قليلا وارجاع البصر كرّتين الى الخلف، كمحاولة لرؤية المشهد من خارج السياقات اليومية التي قد تخفي تفاصيل  كثيرة مهمة يصعب مشاهدتها بينما لا نزال نعيشها بكل وقعها اللحظوي، والحديث يقتصر على تجربتي في الكتابة في موقع “جنوبية”.

أولا، لا بد من الاقرار ان عام 2014 هو عام صعود نجم “جنوبية”، وهو عام جنوبية بامتياز واستطيع القول من موقع العارف انه اقرب الى صعود اعجازي نظرا للامكانيات البسيطة جدا والى حجم فريق العمل الذي يكاد لا يتعدى عدد اصابع اليدين، وفي ساحة تعجّ بالكثير من المواقع ووسائل الاعلام، الحزبية منها وغير الحزبية وتقف خلفها موازنات مالية ضخمة وكتل بشرية كبرى، فلا تحتاج لعمل أي جهد إضافي من اجل جذب القراء، ومهيأ لها كل مقدمات النجاح الاعلامي من مذهبية، ومعسكرات محليّة واقليميّة ودوليّة وعصبيات كفيلة برفع نسبة مشاهدتها حتى لو كانت تبثُّ الهراء ليلا ونهارا، مما جعل من صعود “جنوبية” السريع ظاهرة تستحق القراءة والتحليل والتأمل.

ثانيا، اجدني مضطّرا للاعتراف بسعة الصدر التي يتمتع بها الاخوة في “الثنائي الشيعي” حركة امل وحزب الله، خصوصا الإخوة في حزب الله الذين اثبتوا طوال هذه المدة مقدرة عالية على التحمّل وتلقيّ الانتقادات وحتى بعض الهفوات التي وقعنا بها.

رغم ان الحزب دفع الى شن حملات تكفيرية وتحريضية وتخوينية على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الاوساط الشعبية الا ان “جنوبية” قادرة على تحمّل هذا الظلم  طالما انه يقف عند هذا الحد.

لابد في هذا السياق من التأكيد مرة جديدة ان “جنوبية” لم يكن ولن يكون في موقع العداء او في موقع الوقوف ضد حزب الله أو غيره، وانما الغاية كل الغاية هي خلق مساحة من التنوع والتعدد تفتقده الساحة الشيعية تحديدا ولبنان بشكل عام في ظل توافق سياسي بين القطبين الاكبرين.

ولعل هذه المحاولة من “جنوبية” تشكّل حاجة وضرورة حتى عند من تنتقدهم، اولا من اجل درء تهمة القبض الحصري على الرأي العام الشيعي. وثانيا من اجل الحاجة للاضاءة على ثغرات واخفاقات في الاداء السياسي والاجتماعي قد لا يتلّمسها من هو ليس خارج المسرح. اضافة الى بديهة لا مفر منها تتمثّل في ضرورة وجود صوت معارض قد يساهم من خلال معارضته بتصويب الكثير من الثغرات. وايضا يساهم “جنوبية” في خلق مساحة حوار وجدل داخل الطائفة الشيعية وعلى امتداد الوطن عله يساعد على بلورة ما يخدم مصلحة الجميع، وهذا تحديدا ما يسعى “جنوبية” وما يحاول خلقه.

وكل الظنّ ان “جنوبية” نجح الى حد كبير في التعبير عن  صور ومواقف وآراء مختلفة عن السائد، وقد وجدت هذه الاصوات ضالّتها في هذا الموقع. وان كان موقع “جنوبية” لا يسعى الى ان يكون موقعا ضديّا، الا انه يقف بوضوح الى جانب حرية الشعوب وخياراتها واستقلال الدول المحاذية، ما جعل “جنوبية” يقف بوضوح ضد

مشاركة حزب الله بالقتال في سوريا الى جانب نظام الاسد وما تحمله هذه المشاركة من اخطار عظيمة كنا حذرنا منها منذ البدايات واثبتت الايام صحة ما كنا نقوله.

وهنا لا بد من الاشارة ايضا الى ان موقع “جنوبية” وقع في  مطبات صغيرة جعلت المحرضين عليه يستعملونها ضده لخلق حساسية مفرطة بينه وبين جمهور واسع من القراء. أذكر هنا مثلين: عندما نشر الموقع لخبر عن عدد “شهداء” حزب الله الذين سقطوا في سوريا، نقلا عن موقع “كلنا شركاء” السوري المعارض، وكان من بينهم شهداء اعرفهم شخصيّا استشهدوا على يد العدو الصهيوني. والموضوع الآخر هو عندما تناول الموقع موضوع الحجاب في الضاحية والذي أرفق بصور عن محجبّات من خارج الضاحية، وحصل سوء تفاهم. بالطبع لم يكن المقصود التعريض لاسمح الله لأخواتنا.

إن اهم ما انجزه موقع “جنوبية” هذا العام هو خلق هذه المساحة من الحوار بين جمهورين او اكثر، وجعل كل واحد منهم انه ينتمي الى فريق خطّاء، وان الخطأ ليس هو العيب وانما الاستمرار في الخطأ هو العيب.

لـ”جنوبية” نقول الى مزيد من التقدم، وللقراء الاعزاء الوعد بان نكون اكثر دقة واكثر موضوعيّة، ولهم منا الكثير الكثير من الود الذي لن يفسده اختلاف الرأي، وكل عام وانتم بخير.

السابق
اصابة حارس بلدية اميون بطلق ناري اثناء مطاردته مشبوهين ليلاً
التالي
محطات عام 2014 العالمية: حروب ودواعش ومونديال