تراجع كبير في حركة المرور الحدودية

كتبت “النهار” تقول : اذا كانت الملفات المثيرة للتباينات والخلافات بين الوزراء تركت أمس لعناية اللجان الوزارية أو للمعالجات الهادئة تجنباً لظهور مجلس الوزراء مظهراً سلبياً عشية احياء الذكرى الـ71 للاستقلال غداً، فان الكلمة التي وجهها رئيس الوزراء تمام سلام باسمه وباسم المجلس الى اللبنانيين في هذه المناسبة تضمنت ما يكفي من رسم لم يخل من قتامة للواقع السياسي الداخلي. ذلك ان سلام لم يجد حرجاً في ابراز الواقع على حقيقته واصفاً الذكرى الاستقلالية هذه السنة بأنها “لحظة حزينة لأن جوهرة اسمها لبنان وضعها آباء الاستقلال بين أيدينا براقة خلابة صارت جسماً عليلاً لا نريد ان نصدق ان نهوضه ضرب من المستحيل”. وشدّد تبعاً لذلك على “ان نعمد بعد التمديد النيابي تفادياً للفراغ التشريعي الى انتخاب رئيس للجمهورية”، محذراً من ان “التمترس خلف المواقف المتشددة لم ولن يوصل الا الى طريق مسدود”.

في غضون ذلك، انتهى أمس القسم الاول من شهادة النائب مروان حماده أمام المحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي، بعدما علقت رئاسة المحكمة جلسات الاستماع الى حماده على ان تعاود مطلع كانون الاول المقبل ليتسنى للادعاء العام استكمال استجوابه، ثم يشرع في الاستجواب المضاد من محامي الدفاع. وتميزت جلسة البارحة بالتركيز على المرحلة التي اعقبت التمديد للرئيس السابق اميل لحود في أيلول 2004. وقدم حماده سرداً مفصلا للمرحلة التي شهدت تطوراً كبيراً للمواجهة السياسية بين الرئيس رفيق الحريري والقيادة السورية وحلفائها في لبنان. وعرض للمشاورات التي كانت تدور بين الحلفاء المعارضين للتمديد وللوصاية السورية من اجل العمل على توسيع المعارضة وتفعيلها تمهيداً لاستيعاب صدمة التمديد والتحضير للانتخابات النيابية التي كانت مقررة في ربيع 2005 من أجل تغيير الاكثرية في مجلس النواب.

كما رسم صورة لتطور موقف الرئيس الحريري في المعركة مع الوصاية السورية وتعميقه التدريجي التنسيق مع مختلف القوى المعارضة، ولا سيما منها المسيحية. وقد تجلى ذلك في اتخاذ الحريري قراراً قضى بالتخلي العلني عما كان يعتبر “وديعة” سورية في لوائحه الانتخابية، واطلق حماده على النواب الودائع تسمية “الغواصات”، ملمحاً الى انهم كانوا يتجسسون على الحريري لحساب المخابرات السورية.

مسعى برّي
وسط هذه الاجواء، علم ان رئيس مجلس النواب نبيه بري يواصل تجهيز ارضية الحوار بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” وهو في صدد وضع جدول الاعمال.
وردد بري أمام زواره ان “لا شروط مسبقة على هذا الحوار المنتظر بين الطرفين وثمة اتفاق على مبدأ حصوله ومن غير الضروري ان أكون انا ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في هذا الاجتماع لان المطلوب والمقصود هو توصل الجهتين الى تفاهم. ومن المبكر القول ان اللقاء سيتم خلال أيام. ويحدد الموعد على ضوء انجاز جدول الاعمال، عندما نعرف متى يبدأ يمكننا التكهن بموعد انتهائه”.

الجميل: هرطقة
على الصعيد السياسي المتصل بأزمة الفراغ الرئاسي، حمل الرئيس أمين الجميل بشدة في حديث الى برنامج “كلام الناس” من المؤسسة اللبنانية للارسال مساء أمس على طرح العماد ميشال عون حول حصر الترشيحات الرئاسية به وبرئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ووصفه بأنه “بدعة وهرطقة جديدة وإلغاء للديموقراطية ومن شأنه ان يلغي كل الآخرين ثم يلغي احدهما الآخر”. وإذ أكد رفضه فرض منطق كهذا على اللبنانيين قال: “هذه حرب إلغاء مستمرة للديموقراطية وعلينا أولاً ان نفك اسر مجلس النواب الذي بات رهينة من يعطل النصاب وكل الحياة الديموقرطية”. وعن ترشحه للرئاسة قال الجميل: “أنا ترشحي مطروح والرئيس المقبل مفروض ان يحصن ويجمع في الداخل وان يكون محاوراً في الخارج”. ولاحظ ان التجربة أثبتت ان أي مرشح لم يتمكن من توفير النصف زائد واحد، لافتاً الى ان اجتماعاً أخيراً لقيادات 14 آذار رشحه “وابلغوني ذلك”. وخلص الى ان “الكرة ليست في مرمى الدكتور جعجع بل لدى من يعطل النصاب”.

مجلس الوزراء
الى ذلك، علمت “النهار” ان الرئيس سلام يعتزم زيارة بروكسيل مطلع كانون الاول المقبل لاجراء محادثات مع الاتحاد الاوروبي تتناول المساعدات وملف اللاجئين السوريين في لبنان. وفي الوقت نفسه من المقرر أن يزور وزيرا الدفاع والداخلية سمير مقبل ونهاد المشنوق دولة الامارات العربية المتحدة للبحث في سبل الدعم العسكري للجيش والقوى الامنية.

وخلال طرح بنود جدول الاعمال في مجلس الوزراء، حصل نقاش حول بندين يتعلقان بالتربية والنفط. وقد أظهرت معارضة إقرارهما ان ثمة أسبابا سياسية وراء الاعتراض. ففي البند المتعلق بالنفط لجهة إستدراج عروض استيراد مشتقات نفطية اعترض وزير الاشغال غازي زعيتر على إقراره. وعند عرض بند إنشاء جامعات وكليات إعترض وزير من “حزب الله” عليه. فتقرر عندئذ إرجاء المشروعين. وفي مداخلة لوزير العمل سجعان قزي، طالب بتعاون بين الوزراء وإحترام فصل السلطات ومحاذرة إطلاق تصريحات من شأنها إثارة ذعر أمني وتساؤلات. ودعا الحكومة الى العمل بأسلوب مختلف فلا يبقى العمل الحكومي منطلقا من اقتناع بأن الحكومة ضرورة ولا يمكن الاستغناء عنها مما يؤدي الى إتخاذ مواقف تسيء الى وحدة العمل الحكومي وأمن الناس. وعندما حاول بعض الوزراء التطرق الى ملف سلامة الغذاء، بادر الرئيس سلام الى القول ان البحث في الملف سيكون في الاجتماع الوزاري الذي عقد بعد الجلسة. ولوحظ ان الوزير مقبل عمد تكرارا الى تأجيل طرح موضوع هبة السلاح الايراني.

اللاجئون والحملة الغذائية
بعد الجلسة، رأس الرئيس سلام إجتماع اللجنة الوزارية لمتابعة ملف اللاجئين السوريين، فجرى عرض لمراحل تنفيذ ورقة العمل المتعلقة بسياسة الحكومة على هذا الصعيد فتبين الآتي:

– أدت التدابير المتخذة على المعابر الحدودية الى تراجع كبير في حركة الدخول والخروج. فبعدما كانت الحركة الشهر الماضي قد بلغت 700 ألف تراجعت هذا الشهر الى 380 ألفاً.

– تبين ان اجراءات حصر إجازات العمل أدت الى إكتشاف 1870 إجازة تعود الى أشخاص مسجلين على لوائح اللاجئين مما عرّضها للابطال.

– على مستوى المساعدات لوزارة الشؤون، وبعدما كانت موجّهة الى اللاجئين فقط، صارت تشمل حاليا وللمرة الاولى البيئة المضيفة في البلدات والقرى اللبنانية.

أما في الاجتماع الوزاري الثاني الذي انعقد لتداول ملف سلامة الغذاء في اطار الحملة التي يقوم بها وزير الصحة وائل ابو فاعور، فأكد المجتمعون دعم الحكومة لهذه الحملة وتم اتخاذ بعض القرارات المتعلقة بها وبتحقيق التعاون بين الوزاراتفي تطبيق معايير السلامة الغذائية والصحة وضبطها.

السابق
أنقرة تعود إلى التقارب مع بغداد من بوابة الأمن
التالي
أرقام الخليوي ستصبح عشرة ارقام عوض ثمانية