إيران تتسلّح بـ«الصبر» وبريطانيا «ليست متفائلة»

كيري وظريف

أعلنت إيران أنها تجري في فيينا مفاوضات «مكثفة وجدية» مع الدول الست المعنية بملفها النووي، داعية إلى «التحلّي بالصبر»، فيما رجّحت روسيا اتفاقاً «وشيكاً» يطوي الملف.
لكن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند ذكر أنه «ليس متفائلاً» بإمكان إبرام اتفاق بحلول الاثنين المقبل. وأضاف: «إذا أجرينا تحركات مهمة، قد نستطيع إيجاد وسيلة لتمديد الموعد النهائي، وإتاحة التوصل إلى اتفاق نهائي، إذا حققنا تقدّماً جيداً في الاتجاه الصحيح».
وكرّر رفض الدول الست إبرام «صفقة سيئة» مع طهران، مشدداً على وجوب أن يضمن أي اتفاق أن «لا أبعاد عسكرية» للبرنامج النووي لإيران، وأن «قدرتها على تخصيب اليورانيوم تقتصر على مستوى لا يشكّل أي تهديد عسكري».
في لندن، عقد وزير الخارجية الأميركي جون كيري اجتماعاً ثانياً لم يكن متوقعاً، مع نظيره العُماني يوسف بن علوي، تطرّق وفق مسؤول أميركي إلى زيارة المسؤول العُماني لطهران قبل أيام.
وأعلنت ناطقة باسم الخارجية الأميركية أن كيري سيعقد في باريس اليوم، اجتماعَين منفصلين مع نظيريه السعودي الأمير سعود الفيصل والفرنسي لوران فابيوس «يتعلقان بالمفاوضات حول الملف النووي الإيراني»، مشيرة إلى انه «سيتوجه إلى فيينا هذا الأسبوع». ويلتقي سعود الفيصل فابيوس أيضاً، علماً أنه كان اجتمع بنظيره المصري سامح شكري.
وترى باريس أن التوتر سيزيد مع طهران، إذا لم تبرم اتفاقاً مع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، مع تشديد الكونغرس الأميركي عقوباته على إيران التي ستتصلّب في سياساتها في المنطقة.
وأشارت مصادر إلى اتصالات فرنسية – إيرانية لم تغيّر سياسة طهران، لا في لبنان ولا في سورية. وكشفت مصادر فرنسية أن طهران ما زالت تؤكد أنها متفقة مع باريس على ضرورة انتخاب رئيس للبنان، لكنها تعتبر أن على المسيحيين أن يتفقوا على مرشح.
وأضافت أن كل الدول التي تدعم حلاً سياسياً في سورية من دون الرئيس بشار الأسد، متفقة على وجوب الحفاظ على مؤسسات الدولة، بما في ذلك الجيش السوري، لتجنّب تجربة العراق بعد الغزو الأميركي.
وعلمت «الحياة» أن طهران قدّمت لدمشق الشهر الماضي، سند اعتماد لشـــراء نفط ومنـــتجات بتـــرولية قيـــمتها 4 بلايين دولار، إضافة إلى بليـــون دولار لتغطية حاجات إنسانية.
في فيينا، عقد الوفد الإيراني لقاءات ثنائية مع وفود فرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا، فيما تحدثت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم عن «أجواء مكثفة وجدية» تتطرق إلى «التفاصيل». لكنها حضت على «التحلي بالصبر»، لافتة إلى أن «المفاوضات مستمرة».
وكان سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، ذكر أن إيران والدول الست «توشك» على التوصل إلى اتفاق، وزاد: «نحن على بعد خطوة، أو حتى نصف خطوة من تسوية» تنتظر «قرارات سياسية». لكنه استدرك أن «أي تغيير جوهري لم يحدث» منذ مفاوضات مسقط، إذ أن «المشكلات العالقة بقيت كما هي».
أما قائد «الحرس الثوري» الإيراني الجنرال محمد علي جعفري فاعتبر أن واشنطن «تسعى ذليلة إلى إبرام اتفاق نووي» مع طهران، من أجل «تسوية بعض مشـــكلاتها»، إذ «تـــدرك أن معــاداة إيران تمـــنع الأمـــيركيين من بلوغ أهدافهم».
وأكد أن بلاده «لن تتخلى عن مبادئها وقيمها الدينية والثورية، وسيمرّغ شعبها أنف الأعداء بالتراب».

السابق
التجربة العراقية والإمام السيستاني
التالي
بالفيديو: مسلخ بيروت… قصة مرعبة