الراعي من بريزبن: لا يمكن للبنان ان يعيش الا بنظام ديموقراطي

تابع البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي زيارته الراعوية الى أبرشية اوستراليا، فتوجه اليوم الى مدينة بريزبن في ولاية كوينزلاند، حيث أقيم له في المطار استقبال رسمي وشعبي توجه بعده الجميع الى كنيسة مار مارون حيث رفعت صلاة الشكر واقيم زياح مار مارون.

وتحدث الراعي فحيا ابناء الرعية، وأكد على “رباط البطريركية المارونية بأبنائها في كل مكان”، مشددا على “ضرورة المحافظة على الجذور اللبنانية وما يتبعها من تراث وتقاليد”.

بعد ذلك، التقى الراعي ابناء الرعية في صالون الكنيسة واطلع على اوضاعهم ونشاطاتهم الروحية والكنسية والاجتماعية.

وظهرا، أقيم غداء عمل على شرف البطريرك الماروني في البرلمان، بحضور ليزا منصور بيومن ممثلة زوجها رئيس وزراء الولاية.

وألقى الراعي كلمة قال فيها: “يسعدنا ان نختتم معكم الزيارة الراعوية الى اوستراليا في بريزبن، وختامها مسك. نحن نعود الى لبنان بعد هذه الزيارة، وهي الاولى لي الى اوستراليا، حاملين معنا كل افتخار بجاليتنا اللبنانية التي سمعنا عنها اجمل كلام. واني اجدد شكري الى اوستراليا على مساعدة الكثير من اللبنانيين على تحقيق أحلامهم. نحيي الصداقة بين بلدينا اللذين يتشاركان احترام التنوع الثقافي والتعددية، فلا يمكن للبنان ان يعيش الا بنظام ديمقراطي يحترم التعددية والحريات العامة وحقوق الانسان. فوجود هذا النظام النموذجي يحافظ على الاعتدال في المنطقة”.

وأكد “الاصرار على البقاء في الشرق الاوسط وعلى مواصلة رسالة الإنجيل البشرى السارة للعالم اجمع، انجيل المحبة والأخوة والسلام”.

وبعد الظهر توجه الراعي الى كاتدرائية مار اسطفان، وكان في استقباله رئيس أساقفة بريزبن المطران مارك كولريدج، وبعد لقاء في صالون الكاتدرائية توجه الجميع الى الكاتدرائية حيث ترأس الذبيحة الالهية عاونه فيها لفيف من الأساقفة والكهنة.

بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة قال فيها: “على إيمان سمعان – بطرس بنى الرب يسوع كنيسته، وقد شبهها ببيت له أساساته وحجارته ومداخله. فالمسيح والإيمان به هما الأساسات، والمؤمنون والمؤمنات هم حجارته الحية، والسلطة، المتمثلة بالمفاتيح، هي مداخله. في هذا الأسبوع من السنة الطقسية، المخصص لتذكار تقديس الكنيسة، نجدد إيماننا بالمسيح، مصدر قداستها، نلتزم بمقتضيات الإيمان المسيحي وممارسة الأسرار، ولا سيما سري التوبة والقربان، والسعي إلى تقديس الذات بالنعمة الإلهية المعطاة لنا في هذه الأسرار”.

أضاف: “يسعدنا أن نختتم زيارتنا الراعوية إلى أبرشيتنا العزيزة في أوستراليا، بالاحتفال معكم بهذه الليتورجيا الإلهية هنا في بريزبن، في كنيسة مار مارون. أود أولا أن أشكر سيادة المطران مارك كولريدج رئيس أساقفة بريزبن على استقبالنا في هذه الكاتدرائية وعلى حضوره، واحيي سيادة المطران روبرت ماكاغن راعي ابرشية توومبا، وسيادة المطران برايان فينينغ مساعد رئيس أساقفة بريزبن، كما احيي أخينا سيادة المطران أنطوان شربل طربيه راعي الأبرشية، على دعوتنا للقيام بهذه الزيارة الراعوية، وعلى حسن تنظيمها بأكمل وجه، مع الكهنة والرهبان والراهبات، في الرعايا والمدارس والأديار والمؤسسات الاجتماعية، ومع السلطات الأوسترالية الإدارية والسياسية والأمنية، وعلى تنسيقها مع السادة المطارنة ورؤساء الكنائس الشرقية وكهنتها، ومع أصحاب السماحة والفضيلة المسؤولين عن الطوائف الإسلامية”.

وتابع: “يطيب لي أن أحيي أبناء رعية مار مارون هذه، وعلى رأسها كاهنها الخوري فادي سلامه ومعاونه الشماس ميكل خوري. ونحيي كاهنها السابق الخوري جورج نعمه، ولجنة إدارة الوقف وجوقة الرعية ومنظماتها الرسولية. هذه التحية نوجهها إليكم جميعا مع سيادة أخينا المطران بولس صياح النائب البطريركي العام والوفد المرافق. نقدم معكم هذه الذبيحة المقدسة على نية جميع أبناء الرعية وبناتها، صغارهم وكبارهم، ذاكرين بالصلاة مرضاكم ملتمسين لهم الشفاء، ونذكر أيضا موتاكم، راجين لهم الراحة الأبدية في السماء”.

وقال: “أنت هو المسيح ابن الله الحي” (متى 16: 16). نحن اليوم نعلن معكم إيمان بطرس الذي هو إيماننا، ونعتبره، في أسبوع تقديس الكنيسة، الباب للدخول في الكنيسة المقدسة والانتماء إليها، والالتزام بإظهار قداستها. عندما نعلن في قانون الإيمان “نؤمن بكنيسة مقدسة”، إنما نعلن أن المسيح هو مصدر قداستها. فالمسيح ابن الله ساكن فيها مع الآب والروح القدس. لقد أحبها كعروسته، وبذل ذاته من أجلها لكي ينقيها ويطهرها ويقدسها، وضمها إليه كجسده، وأحياها وجملها بالروح القدس لمجد الله. أعضاؤها مدعوون قديسين، ولو تواجد بينهم خطأة. هؤلاء يشملهم خلاص المسيح، وهم مدعوون إلى هذا الخلاص، وما زالوا يسعون إليه لكي يتقدسوا. ولأن الكنيسة تحتضن أيضا خطأة، فهي في الطريق الدائم إلى التوبة والتجدد”.

أضاف: “يختصر لنا كتاب التعليم المسيحي إيماننا بالكنيسة المقدسة، فنقرأ: “الكنيسة مقدسة لأن الآب القدوس هو مؤلفها، والمسيح عريسها وقد بذل نفسه من أجل تقديسها، وروح القداسة يعطيها الحياة. ولأن فيها أعضاء خطأة، فهي نفسها بدون خطيئة، لكنها مؤلفة أيضا من خطأة. قداستها تتلألأ في القديسين، ومريم أمها كلية القداسة” (الفقرة 867)”.

وتابع: “المحبة هي روح قداسة الكنيسة، وكلنا مدعوون إليها. إنها تكمل كل وسائل التقديس، كلمة الله ونعمة الأسرار وقوانين الكنيسة التي شريعتها السامية تقديس النفوس. تقول القديسة تريزيا الطفل يسوع “بما أن الكنيسة هي جسد المسيح، فإن أنبل عضو فيها هو القلب النابض بالحب. فإذا توقف القلب عن أن ينبض بالحب، ينسى الرسل الكرازة بالإنجيل، ويرفض الشهداء إراقة دمائهم. المحبة تحرك حياة الكنيسة ونشاطاتها. الحب هو الدعوة التي تتضمن كل دعوات الحياة: الدعوة إلى الزواج، الدعوة إلى الكهنوت، الدعوة إلى البتولية المكرسة سواء في الحياة الرهبانية أم في العالم (التعليم المسيحي 826)”.

وختم: “الرعية، ككنيسة محلية صغيرة، إنما تنتمي إلى قداسة الكنيسة، وهي تسعى دائما بقيادة الأسقف والكاهن ومعاونه إلى تقديس ذاتها بالعبادة وممارسة الأسرار وسماع كلام الله، كلام الحياة الأبدية وبالانتظام في قوانين الكنيسة.إلى هذه الغاية، أي تقديس الذات تهدف كل نشاطات الرعية ومجالسها ولجانها ومنظماتها الرسولية. أما الهدف الأساسي فهو الإيمان والمحبة. بهما ندخل طريق القداسة بمحبة الآب والابن وحلول الروح القدس. للثالوث المجيد كل التسبيح والمجد والشكر، إلى الأبد”.

عشاء
ومساء، أقامت رعية مار مارون حفل عشاء على شرف البطريرك الماروني الذي شكر الدولة الاوسترالية والجالية اللبنانية والابرشية المارونية وكل من ساهم في التحضير للزيارة الراعوية. وقال: “نحن حريصون جدا على ان تتابعوا مع المعنيين تسجيل وقوعاتكم اللبنانية، وان تحافظوا على لبنان قائم على الديمغرافيا. نحن نحتاج للمحافظة على الجناحين المسيحي والمسلم لكي يبقى لهذا الطائر جناحان قويان يحلق بهما”.

أضاف: “لا يكفي ان اقول انني من اصل لبناني انما يجب ان اقول انا لبناني، وانا اوسترالي وانا فخور بهما”.

السابق
الحكومة سلّمت المحكمة الدولية حصة لبنان من ميزانية 2014
التالي
رابطة الثانوي دعت الى اجتماع لوضع خطة لمواجهة ما يتهدد الحقوق من مخاطر