انتهاء المعارك في طرابلس… ولا تسوية؟

بعد يومين من المعارك الدامية بين الجيش ومسلّحين في طرابلس، أدت إلى استشهاد عدد من العسكريين، يبدو أنّ العملية العسكرية انتهت مع انسحاب المسلّحين وانتشار الجيش في باب التبانة.

وأعلنت قيادة الجيش- مديرية التوجيه، في بيان، أن وحدات الجيش تمكّنت من دخول آخر معقل للجماعات الإرهابية المسلّحة في منطقة التبانة، حيث اعتقلت عدداً منهم، بينما تمكّن آخرون من الفرار مستفيدين من طبيعة المباني السكنية، بعدما أقدموا على زرع عبوات ومفخّخات في الأحياء السكنيّة وخصوصاً في محيط مسجد عبدالله بن مسعود، حيث يعمل الجيش على تفكيكها. تمّ العثور على مخازن أسلحة ومعمل لتصنيع المتفجرات.
ونفت قيادة الجيش حصول أي تسوية مع هذه المجموعات، مشيرةً إلى أنّ كُل ما قيل يدخل في إطار الاستغلال السياسي لبعض السياسيين المتضرّرين من نجاح الجيش السريع والحاسم في استئصال هذه المجموعات التي طالما أسرت مدينة طرابلس وعاثت فيها تخريباً. وأكدت أن وحدات الجيش ستواصل، بعدما تمّ تعزيزها باستقدام قوى جديدة، تنفيذ تدابيرها الأمنيّة، وتعقّب بقايا المجموعات الإرهابيّة، ومداهمة المناطق المشبوهة كافة.

ودعت فلول الجماعات المسلّحة الفارين، إلى تسليم أنفسهم للجيش، الذي لن يتهاون في كشف مخابئهم أو يتراجع عن مطاردتهم حتى توقيفهم وسوقهم إلى العدالة، ونبهت هؤلاء العناصر الذين باتوا معروفين لديها إلى أخذ العبرة ممّا حصل، حيث لا بيئة حاضنة لهم ولا غطاء للجميع سوى الدولة والقانون.

وبدأت وحدات الجيش، عند السادسة صباحاً، بالدخول إلى أحياء باب التبانة التي كان يتحصّن فيها المسلّحون الذين تركوا أسلحتهم و تواروا عن الأنظار، بعدما رفع الغطاء عنهم، وأيقن الجميع أنّ الجيش يتّجه إلى الحسم العسكري الكامل لا سيما بعد سماحه بإخراج المدنيين الذين من المفترض أن يعودوا تدريجيّاً إلى منازلهم التي كانوا أخلوها ليل أمس.

ودخلت الوحدات العسكرية إلى ساحة الأسمر وسوق الخضار ومحور ستاركو الأهرام، وداهمت، بوجود مشايخ، مصلى عبدالله بن مسعود، بينما داهمت وحدات أخرى منزلي المطلوبين أسامة منصور وشادي المولوي وبعض الأماكن التي يمكن أن يلجأ إليها الذين كانوا يطلقون النار عليه. كما قامت عناصر منه بتفجير قنابل غير منفجرة في شارع برغشة في التبانة.
وواكبت عملية دخول الجيش إلى التبانة مروحيّة عسكريّة تجوب سماء المنطقة وتستطلع الأحياء. وشهدت مرتفعات بحنين عمليات كرّ وفرّ بين الجيش والمسلّحين. وفجراً، رصد الجيش مسلّحين في محلة ضهور بحنين وقام بقصف مكان تواجدهم بالمدفعيّة ومن ثم اشتبك معهم.

السابق
الرسالة الأخيرة التي كتبتها ريحانة جباري لأمها قبل إعدمها
التالي
ناجون يروون: لحظات الرعب قبل قطع الرؤوس