مسيحيو الشرق: أسنان اﻷسد وصواريخ أوباما ودعاية إسرائيل

تحول العشاء الذي كان مقررا لدعم مسيحيي الشرق الى دعم ودفاع عن اسرائيل من قبل المتحدث الرسمي في العشاء السناتور الأميركي تيد كروز. ما استدعى انسحاب شخصيات لبنانية وعربية اعتراضا على الخطاب. أيضا دار هرج ومرج إعلامي: هل قال أوباما أمام وفد المسيحيين أن اﻷسد حمى المسيحيين في سوريا؟

يبدو أن المسيحيين لا يريدون أن ينجروا إلى تصنيف “صداقة” مع اسرائيل و”دعم” لها، على الرغم مما يشهدونه ويعيشونه من “تضييق” على مصالحهم وحيواتهم. وحتماً، فإن أي انفصال محتمل لمسيحيي الشرق عن كيانهم العربي (أي المعادي لاسرائيل)، واقترابهم من مساندة الغرب لاسرائيل، سيجردهم من نواة تميّزهم ووجودهم وسيصبحون مجرد”مسيحيين” آخرين.
والدليل على تمسكّهم بالبقاء إلى صف العروبة المعادية لاسرائيل (على الرغم من مفاوضات العروبة مع اسرائيل في الخفاء)، كان تحوّل العشاء الذي اقامته منظمة الدفاع عن مسيحيي الشرق في واشنطن، الى فوضى بسبب الخطاب الذي ألقاه المتحدث الرئيسي في العشاء، السناتور الأميركي تيد كروز.

أبرز ما جاء في الخطاب كان الدفاع عن إسرائيل، مما أدى الى انسحاب الشخصيات اللبنانية التي حضرت العشاء، وعلت الهتافات المنددة بالخطاب، واستياء مطارنة الشرق الذين حضروا العشاء الى جانب نخبة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة.
أما أبرز المنسحبين فكان بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم االملكيين الكاتوليك غريغوريوس الثالث لحام ، الذي عبر عن غضبه الشديد عن الكلام الذي ألقاه كروز.

وأبرز ما قاله كروز في خطابه: “الليلة نحن جميعنا متحدون دفاعاً عن المسيحيين. الليلة نحن جميعا متحدون دفاعاً عن اليهود”.

وأضاف كروز أن “التعصب الديني هو سرطان بمظاهر عدة…. داعش، القاعدة، حزب الله، حماس، الدول الراعية كسوريا وايران ، كلهم مشاركون في حملة الابادة الشرسة لتدمير الاقليات الدينية في الشرق الاوسط. أحيانا يطلبون منا عدم جمع هذه الجماعات معاً، وفهم الاختلافات والفوارق بينها. ولكن علينا ألا نحاول تحليل مختلف مظاهر الشر التي هي في حال من الهياج القاتل في المنطقة. الحقد هو الحقد، والقتل هو القتل. هدفنا هنا الليلة هو تركيز الضوء على الظلم الرهيب، وعلى أزمة انسانية”.

وتابع كروز:”ليس للمسيحيين حليف أكبرمن إسرائيل، ومن يكره اسرائيل يكره أميركا…من يكره اليهود يكره المسيحيين. إذا لم يعترف الموجودون في القاعة بذلك، فإنّ قلبي سيدمع. اذا كنتم تكرهون الشعب اليهودي فانكم لا تعكسون تعاليم المسيح. الاشخاص نفسهم الذين يضطهدون المسيحيين ويقتلونهم حاليا، الذين يصلبون المسيحيين، ويقطعون رؤوس الاطفال، هم أنفسهم الذين يستهدفون اليهود بسبب ايمانهم ، للسبب نفسه”.

وختم كروز: “اذا لم تقفوا الى جانب اسرائيل واليهود، لن أقف الى جانبكم. ليلة سعيدة. بارككم الله”.

إضافة الى الإنسحاب الذي رافق خطاب كروز، علت الهتافات المندّدة بالخطاب والمطالبة لكروز بالتوقف عن خطابه، والانسحاب من القاعة. ويبدو أنّ السناتور الأميركي لم يكن مطلعاً على آراء الموجودين قبل أن يعظهم بضرورة “حبّ اسرائيل”، وربما لم يعرف أنّهم يستشعرون المخطط لتحويلهم إلى كيان ربما يكون مشابهاً بإسرائيل، لا لشيء، غير لتبرير وجود الاحتلال، أو ربما كان يعرف!

في جانب آخر نشرت جريدة “اﻷخبار” يوم الجمعة أن أوباما قال أمام وفد مسيحي زاره في البيت اﻷبيض قبل أيام إن “اﻷسد حمى المسيحيين في سوريا”، نقلاً عن “مصدر حضر الزيارة”، فردت جريدة “الجمهورية” يوم السبت نقلاً عن “مصدر” آخر أن “أوباما لم يقل ذلك”!
في حين لم يعلق مصدر رسمي أميركي أو مسيحي.

https://www.youtube.com/watch?v=nB_mX4t5qpM

السابق
هل يعترف أوباما بفشل سياساته في سوريا والعراق؟
التالي
ابراهيم: مطالب خاطفي العسكريين تعطى من خارج القلمون