هل يمهد اللقاء الايراني ــ السعودي والاتصالات الدولية لحلف ضد ’داعش’؟

علما ايران والسعودية

كتبت صحيفة “الديار” تقول : حراك دولي واقليمي عنوانه محاربة “داعش” وكيفية اجتثاث هذا الخطر الداهم على كل دول المنطقة بعد التقدم “الداعشي” على الحدود العراقية – السورية والمجازر التي يرتكبها “داعش” بحق المدنيين، وكان لافتا امس زيارة مساعد وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان الى المملكة العربية السعودية للقاء وزير الخارجية الامير سعود الفيصل وهي الزيارة الاولى لمسؤول ايراني الى السعودية منذ انتخاب الرئيس الايراني حسن روحاني، حيث تزامنت هذه الزيارة ايضا مع زيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الى العراق ولقائه الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة العراقية حيدر العبادي وسلفه نوري المالكي. ويتركز النقاش الايراني – السعودي على كيفية تذليل العقبات من امام تشكيل الحكومة العراقية الموحدة والتي تضم كافة الاطياف العراقية وتوزيع الوزارات السيادية والامنية بين كل المكونات العراقية، بمن فيهم الاكراد للحفاظ على وحدة العراق وتحصين موقفه في مواجهة “داعش” بغطاء وطني جامع. وتشير المعلومات “الى ان المسار الدولي والاقليمي الجديد بدأ منذ فترة شهر مع زيارة وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الى موسكو ولقائه المسؤولين الروس، حيث حمل كلام الوفد قلقا سعوديا في تنامي ظاهرة “داعش” وكيفية التصدي لها بالاضافة الى كلام مغاير عن سوريا لما حمله الامير بندر بن سلطان في زيارتيه السابقتين الى روسيا وضرورة اسقاط الرئيس بشار الاسد ورفض موسكو وانقطاع الاتصالات بين الجانبين الروسي والسعودي.

وتضيف المعلومات ان الجانب الروسي سمع كلاماً جديداً عن سوريا وضرورة تشكيل تحالف دولي وعربي مناهض لـ”داعش” ولم يتم التطرق الى نظام الرئيس بشار الاسد.

وتشير المعلومات الى ان روسيا نقلت الموقف السعودي الى طهران وسوريا، وان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دعا دول المنطقة الى التحالف مع الرئيس بشار الاسد لمحاربة “داعش” والاستفادة من تجربة سوريا في هذا المجال.

وتشير المعلومات الى ان الكلام الروسي الذي نقل الى طهران ادى الى بدء مفاوضات واتصالات ايرانية – سعودية ترجمت بزيارة عبد اللهيان الى الرياض حيث يتركز النقاش على محاربة “داعش” وتشكيل الحكومة العراقية. وتزامنت هذه اللقاءات والاتصالات مع كلام لوزير الخارجية السوري وليد المعلم والذي اعلن فيه استعداد سوريا للتنسيق اقليميا ودوليا لمحاربة الارهاب ضمن السيادة السورية، مؤكداً ان من يريد محاربة داعش عليه التنسيق مع دمشق، ورحب بالقرار الاممي 2170 الذي دعا الى محاربة الارهاب وانخراط الجميع بالمواجهة وهذا ما نادت به سوريا منذ بداية انخراطها في المواجهة، مشيرا الى ان مواجهة الارهاب لا تتم بغارة جوية بل بتنسيق للقضاء على ظاهرتي “داعش” و”جبهة النصرة”.

الانعكاسات على لبنان

وهنا يطرح السؤال، هل سيترجم التواصل الايراني – السعودي على لبنان، وهل سيتم بحث الملفات اللبنانية العالقة، خصوصاً ان اي تحالف دولي واقليمي ضد “داعش” لا يمكن ان يكون لبنان خارجه؟ وهذا الامر طرحه الوزيران جبران باسيل ونهاد المشنوق مع السفير الروسي زاسبيكين حيث عرض الوزيران على زاسبيكين رغبة لبنان بشراء اسلحة ومعدات روسية للجيش اللبناني حيث أكد السفير الروسي تقديم بلاده مساعدة غير مشروطة للجيش ولافتا الى ان هناك تأييداً للامن والاستقرار في لبنان، وتأييدا روسياً لجهود حكومته في مجال تطبيق الاستقرار والنضال ضد الارهاب. ووجه زاسبيكين دعوة للوزير المشنوق للبحث في موضوع تسليح قوى الامن الداخلي مع المسؤولين الروس. وكانت معلومات اشارت الى امكانية توجه قائد الجيش العماد جان قهوجي الى موسكو للبحث مع المسؤولين تسليح الجيش اللبناني.

النصرة والخيار العسكري

على صعيد اخر، كشف قائد بارز في جبهة “النصرة” لوكالة “الاناضول” التركية، ان “الجبهة قد تلجأ الى الخيار العسكري لتحرير اسراها من السجون اللبنانية”.
وقال “أبقينا الجنود العسكريين الاسرى في عرسال حتى انسحابنا الى سوريا، وندعو الى تفاوض صادق لأنه الحل الوحيد، فحزب الله يحضر لهجوم على القلمون، وقد عرقلت مفاوضات إطلاق سراح العسكريين الأسرى لدينا لكن ذلك سيعني موتهم”.

موضوع عرسال

على صعيد آخر، عاد موضوع عرسال ليحتل واجهة الاحداث في ظل المعلومات عن عودة تحركات المسلحين باتجاه البلدة، وفي ظل استمرار أزمة المخطوفين وكذلك على ضوء تحركات لمسؤولين في جبهة النصرة وتنظيم “داعش”.
وقد لاقى هذا الموضوع في الساعات الماضية اهتماماً على ارفع المستويات وكان موضع بحث من قبل المراجع المسؤولة.
وعلمت “الديار” انه سيتم التحرك على اكثر من صعيد ان كان على مستوى المسؤولين فيها او على مستوى رئيس المجلس شخصياً الذي سيكون له مشاركة بارزة في هذا الشأن.
وقالت المراجع “ان الوضع صعب في عرسال”، علماً ان التحقيقات مع قائد فجر الاسلام عماد جمعة كشفت ان التحضير لاقتحام عرسال تم منذ فترة شهرين وان ابو مالك السوري حضّر لهجوم على عرسال بمشاركة 29 فصيلاً من المعارضة الذين توافقوا على الدخول لعرسال لتوسيع نطاق سيطرتهم وقاعدتهم والانطلاق من عرسال الى مناطق اخرى باتجاه الشمال واعلان امارة اسلامية بقيادة سراج الدين زريقات.
وتم التوافق بين هذه الفصائل حسب اعتراف جمعة بالتركيز على المناطق الشيعية واسر اكبر عدد من الشيعة وبالتحديد من عناصر حزب الله والقبض على كل شاب شيعي يتجاوز الـ 15 سنة من عمره ويظهر معارضة وتصفيته، وكذلك الزام الاهالي الشيعة قراهم وبيوتهم واعتقال الشبان منهم، وكذلك اعتقال اكبر عدد من الجيش وضباطه واسرهم وكذلك فرض الجزية على بقية الطوائف.

الشيخ نعيم قاسم

من جهة اخرى، اعلن نائب الامين العام لـ “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم انه لا يرى حلولا في لبنان في المدى المنظور، ونصح جماعة 14 آذار بتقديم رؤية سياسية لما يريدونه “لاننا امام فرصة للحوار انتهزوها لكي نتفاهم”. واكد قاسم ان الجيش اسقط خطة التكفيريين للانتقال من عرسال نحو الامارة التكفيرية، كما وفّر على لبنان الكثير.

لقاء اهالي المخطوفين والمشنوق وابراهيم

اما على صعيد المخطوفين العسكريين فقد التقى اهالي المخطوفين العسكريين مع وزير الداخلية نهاد المشنوق بحضور مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم حيث اطلع المشنوق الوفد على الآلية الجديدة للمفاوضات وجهود اللواء ابراهيم مؤكداً دخول السعودية وتركيا وقطر على خط المفاوضات، طالبا من الاهالي عدم الوقوف امام المزايدات وبأن الدولة تعمل بكل جهدها لاطلاق المخطوفين، فيما طالب اهالي المخطوفين عودة هيئة العلماء المسلمين الى دورها ووساطتها لاطلاق المخطوفين بالتزامن مع الجهود الاقليمية.

الاستحقاق الرئاسي

اما على صعيد الاستحقاق الرئاسي، فلم تظهر اي بوادر جدية رغم كثافة الاتصالات ومرور 3 اشهر على الفراغ الرئاسي، حيث انتقل جنبلاط الى باريس للقاء الرئيس سعد الحريري ووضعه بأجواء اتصالاته، فيما تحدثت المعلومات عن مبادرة للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بعد عودته من الفاتيكان الاسبوع المقبل حيث سيضع المسؤولين بالفاتيكان في اجواء ما شاهده في العراق وبآخر الاتصالات في شأن الاستحقاق الرئاسي، واكدت مصادر بكركي ان الراعي سيكشف عن مبادرته شخصيا علما ان زيارته للفاتيكان ستبدأ نهار الخميس.

صاروخ من الجرمق اصاب منزلاً في كريات شمونة

أفيد من بنت جبيل ليلاً عن اطلاق صاروخ كاتيوشا عيار 122ملم من محيط منطقة الجرمق ـ الزفاتة في وادي الليطاني باتجاه اسرائيل، وان صفارات الانذار سمعت في كريات شمونة وعلى طول الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، واشار اعلام العدو الى ان منزلاً أصيب في كريات شمونة اصابة مباشرة، وقد ردت المدفعية الاسرائيلية بقصف المنطقة بين حلتا وكفرشوبا بـ 20 قذيفة بالاضافة الى عشرات القذائف في المنطقة الواقعة بين الجرمق والدمشقية مع تحليق مكثف للطيران الاسرائيلي. كما أن الجيش اللبناني طوق المكان وقطع طريق كفركلا ـ العديسة.

السابق
قضية الأسرى في عناية الوساطات المتكتّمة
التالي
«حزب الله» يشترط للحوار مع 14 آذار وقف الحملات