جنبلاط المستشعر خطر داعش والنصرة والمتطرفين يخفي حراكه

يضفي رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط على ما يقوم به اخيرا من حراك سياسي، الطابع الرئاسي، مؤكدا عل اهمية ملء الشغور والحفاظ على هذا الموقع المسيحي في وقت يتعرض فيه المسيحيون في الشرق ومعظم الدول العربية الى التهجير والابادة.

ويخفي جنبلاط وراء هذا العنوان الهدف الرئيسي والحقيقي لتحركه على رغم الخوف والقلق اللذين تعكسهما بوضوح مواقفه وتصريحاته التي يحرص على الادلاء بها اثر زياراته للقيادات السياسية والحزبية.

وتقول أوساط سياسية مراقبة لـ”المركزية” الكلام الذي قاله اثر لقائه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله نهاية الاسبوع الفائت وبراءة الذمة التي اعطاها للحزب في شأن وجوده العسكري وقتاله الى جانب النظام في سوريا عكسا في شكل جلي الخلفية او العنوان الذي يتحرك تحته جنبلاط وما يريده من تحركه هذا. اذ تقول مصادر متابعة للخطوة الجنبلاطية ان رئيس جبهة النضال الذي يستشعر قبل سواه هبوب العاصفة ورياحها، سياسية كانت ام امنية، قلق بل متخوف هذه الايام من خطورة ما يجري في المنطقة وتحديدا الخطر المتمثل بتمدد داعش وجبهة النصرة وسائر التجمعات والتنظيمات الاصولية والمتطرفة المتغلغة في العديد من المناطق والاحياء والمخيمات الفلسطينية وامكنة تواجد النازحين السوريين في لبنان.

وان قوله الاسبوع الماضي ان الدروز والموارنة ويقصد هنا المسيحيين عموما في لبنان، الى زوال كانت في مثابة ترجمة واضحة لهذا القلق والخوف مما هو قادم من الايام. وحتى ان الزعيم الدرزي المتبصر في واقع الامور ومسارها على الارض لم يكتف بالاعراب عن قلقه، لا بل اكده بقوله ان داعش وصلت، في الاشارة الى احداث عرسال وهي ستصل مجددا اذا لم نتضامن ونواجه سويا ما يتهدد وحدة لبنان ومصيره وكيانه.

واذ تلفت الأوساط الى الانقطاع شبه التام بين المختارة واقليم الخروب نتيجة محاولات جماعات فلسطينية وسورية وحتى لبنانية العام الفائت توتير العلاقة ما بين “الجبل” وحزب الله وجر الجانبين الى معركة عسكرية بفعل استهداف الضاحية بالقذائف الصاروخية التي اطلقها متشددون فلسطينيون من المناطق الدرزية، تقول ان خوف جنبلاط الاكبر حتى اذا ما تغاضى عما باتت تحويه منطقة اقليم الخروب وامتداداتها جنوبا وشمالا من متطرفين ومن جنسيات مختلفة يتمثل في المعلومات التي تصله وباتت تتناقل وسائل الاعلام بعضها او جزءا منها عن امكان اختراق داعش جبهة شبعا العرقوب جنوبا وامتدادها الطبيعي الى راشيا وحاصبيا والبقاع الغربي خصوصا بعد التأكد من تخطي عناصر من داعش والنصرة الحدود اللبنانية السورية بعيد ظهر السبت الماضي وتصدي ابناء المنطقة لهم من دروز ومسيحيين ومسلمين وردهم على اعقابهم الى المناطق الجردية الوعرة التي وصلوا منها.

وتختم الأوساط: وخوف جنبلاط من داعش ووصولها الى المناطق اللبنانية سواء في البقاع الغربي او عكار والشمال في محله على رغم عودة امساك الجيش اللبناني بمدينة عرسال الا ان القسم الاكبر من الحدود اللبنانية السورية وعلى امتدادها بقاعا وشمالا وحتى عمق الجنوب الشرقي هو ما دفعه منذ يومين الى ايفاد نجله تيمور والوزير وائل ابو فاعور الى المملكة العربية السعودية تحت عنوان الملف الرئاسي الذي يخفي تحته وفي طياته حقيقة حراكه وخوفه.

السابق
التحول العراقي استراتيجي مفصلي وليس تجميلياً
التالي
لقاء الحريري – نصرالله يحتاج الى مقدّمات