عسيري: السعودية تدعم الجيش بالأفعال

السعوديّة تدعم الجيش اللبناني في مهامّه كلّها، سواء في عرسال أو قبلها أو بعدها، وليس الاتصال الذي أجراه أمس الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز بالرئيس السابق ميشال سليمان، معزّيا إياه بشهداء الجيش اللبناني وبالمدنيين الذين سقطوا، إلا دليلا إضافيّا على ذلك.

وقد حرص الملك عبد الله، من خلال ما صدر عن سليمان، على تأكيد «دعم بلاده ووقوفها الى جانب المؤسسة العسكرية في مواجهة الإرهاب، وإدانته لهذه الأعمال البعيدة عن قيم الإسلام والإنسانية». مؤكدا «عزمه على الإسراع في تنفيذ الدّعم الاستثنائي للجيش اللبناني».
في موازاة الكلام الملكي لسليمان فإنّ سفير السعودية في بيروت علي عواض عسيري كان في لقاءاته أمس يؤكّد على هذه القناعة التي تظهّرت الأسبوع الفائت في خطاب شامل ضدّ الإرهاب ألقاه الملك عبد الله بن عبد العزيز شخصيا، متوجها به الى الأمتين العربية والإسلامية كدليل ساطع على شعور السعودية بخطورة التحدي الذي تواجهه حاليا المنطقة العربية.
وفي إطار متابعته لمستجدّات المعارك في عرسال بين الجيش اللبناني من جهة والجماعات الإرهابية المسلّحة من «داعش» وأخواتها من جهة ثانية، يستعدّ السفير عسيري يوم غد الخميس لزيارة قائد الجيش العماد جان قهوجي ليؤكد له مجددا إيمان السعودية بالجيش اللبناني كمؤسسة وطنية شاملة تجمع اللبنانيين بأطيافهم المختلفة في بوتقة انصهار وطني استثنائي.
وقال عسيري في دردشة مع «السفير» أمس: «سأكرر للعماد قهوجي الدعم السعودي للجيش اللبناني، وهو ليس مستجدّا بل بدأ منذ زمن طويل، وقد اعتادت المملكة على ترجمة دعمها للجيش بالأفعال وليس بالأقوال، وليست الهبة السعودية للجيش عبر الفرنسيين سوى دليل إضافيّ على ذلك».
أضاف عسيري، الذي يستعدّ لمغادرة لبنان نهائيا في غضون أسبوع: «يجيء حديث الملك عبد الله بن عبد العزيز مع الرئيس ميشال سليمان كبرهان جدي وحازم على تشبث المملكة بدعمها للجيش اللبناني ولسيادة الدولة اللبنانية».
وقال عسيري: «نتمنّى أن تتعامل القوى اللبنانية كافة مع المستجدّات اللبنانية بحكمة وبحزم وبلحمة سياسية، وأن تؤازر الجيش اللبناني والمواطنين». ولدى سؤاله عن مآل الهبة السعودية وسبب تأخر فرنسا في تزويد الجيش اللبناني بالسلاح المطلوب قال السفير عسيري: «إن المملكة سدّدت المبلغ المرصود لتسليح الجيش اللبناني، أما التفاصيل فلا تتدخّل فيها وهي تخصّ الجيش اللبناني والجهات الفرنسيّة المختصّة».
وقد واصل السفير عسيري زياراته الوداعية إلى المسؤولين اللبنانيين، وفي هذا الإطار التقى البطريرك بشارة الراعي ورئيس «كتلة المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة، ورئيس «حزب القوات» سمير جعجع في معراب، حيث كان بحث في الأوضاع في لبنان والمنطقة .
وقد، اثنى البطريرك الراعي على موقف الملك السعودي «الداعم للبنان وجيشه الرافض للارهاب ولما يجري من تعديات على المسيحيين»، شاكرا للمملكة «دعمها للجيش اللبناني وللقضايا اللبنانية».
وشكر عسيري الراعي «على كل جهوده لإيجاد مخرج للاحتقان السياسي، خصوصا في ما يتعلق بانتخاب رئيس للجمهورية». أضاف «نحن في مرحلة صعبة، تتطلب أن لا يترك هذا الفراغ على حاله، لأن رئيس الجمهورية هو في رأس الهرم، وبالتالي إيجاد قائد لهذه السفينة في ظل هذه الظروف الصعبة يجمع حوله كل القيادات السياسية، وأعتقد أن هذا مطلب الجميع، ونجد أنه يجب ـ من حرصنا على لبنان ـ التعجيل في انتخاب رئيس».

السابق
 ماذا غرد طارق كرم على تويتر؟
التالي
من الموصل الى عرسال وبنغازي: اين الحركة الاسلامية الفاعلة؟