الشيخ الكوميدي بلال موّاس: طموحي احتراف Stand Up

بلال مواس

بعدما أثار عرضه الكوميدي ردود فعل متفاوتة بين التشجيع والانتقاد، ينشر موقع “جنوبية” حديثاً طويلاً مع الشيخ بلال موّاس عن تجربته في المسرح واحتمال استمرارها. سننقل المقابلة على حلقتين، الأولى تتناول شق المونولوج الكوميدي الذي قدّمه الشيخ موّاس في طرابلس، والثانية علاقته مع الإسلام ونظرته إلى الحركات الإسلامية في الوضع الراهن.
1- كيف وجدت نفسك على مسرح تقدّم مونولوجاَ كوميدياً؟

في البداية، لم أكن في وارد تقديم أي عرض مثل الذي شاهدناه، وكان يمكن أن نقول إن نشاطي كان محصوراً على الفايسبوك وعبر “إذاعة طريق الارتقاء” حيث أعمل حالياً… وقد تعرفت إلى شخص يدعى “معتز سلوم” وهو مخرج، فقمنا بإضافة بعضنا البعض على موقع الفايسبوك، وكان من متابعي ما أكتب، إلى أن اتصل بي ذات مرة وطلب مني أن أقدم فقرة ضمن سهرة من فعاليات “من الفايسبوك إلى الواقع”. وللأمانة فهو من طلب وأكد أن أقدم الفقرة بلباس العباءة وأن أكتب النص الذي أريد، فهو من خلال هذا الأمر أراد أن يظهر للجميع أن في طرابلس صورة غير تلك التي يريد بعض الإعلام تسويقها عنها، وخصوصا الإسلاميين والسلفيين.
2-إلى أي حد تعتبر نفسك جريئا لتقديم عرض كوميدي؟

الجرأة عادة، هي القيام بخطوة غير متوقعة أو غير منتظرة ضمن مجال يعتبر محظور أو ممنوع على “الجريء” وهنا أساس المشكل سيدتي، فمن قال إن الملتزم دينياً لا يضحك ولا يبتسم؟ ومن صوّر أن صاحب الدين يجب أن يكون عبوساً قمطريرا؟ ومن أين أدخلنا في عقولنا أن السلفية هي الوجه الغاضب أو العابس والشعر المنكوش؟ إطلاقاً… لذلك كانت الجرأة لدي والّتي أسميها جرأة فعلية، هي صعودي إلى المسرح لأول مرة لأخاطب جمهوراً لديه حكم مسبق علي كإسلامي وكسلفي وهذا ما جعل مهمتي أصعب .. لكن ولنأني أردت خدمة ديني من خلال ما قدمت له. فقد قررت أن أنفذ هذه الخطوة بالشكل الذي رأيتموه في سبيل إيصال رسالتي إلى بضع عشرات أو مئات، وإذا بتوفيق الله أولاً، ثم بفضل موقع جنوبية الذي كان أول من ذكر هذا الموضوع إستطعت أن أصل إلى الألوف.
3-كيف وجدت ردود الفعل على الفيديو (الكوميديا)؟

بحمد الله لاقى المقطع قبولاً واسعاً، يمكنني تقسيم ردات الفعل إلى ثلاثة أقسام، قسم كانت ردة الفعل عنده إيجابية جداً وأعجبه العمل، وشجعني، وقد تلقيت المئات من طلبات الصداقة بعد هذا العرض وسمعت الكثير من المديح، أسأل الله تعالى أن يتقبله مني، والقسم الثاني، انتقد العمل فكرة ومضمونا، وأظن أن ذلك جاء لأسباب سياسية. فأكثر الشاتمين من تيار سياسي يرفض أصلا كلمة سلفي. لكن ضمن هذا الموقع وجدت بعض التعليقات التي أثلجت صدري، من الفكر السياسي الذي يحمله أولئك المنتقدون. فقد مدحوا ما قمت به شكلا ومضمونا وأثنوا عليه. والقسم الثالث هو من اعترض على الفكرة أو المقطع، من ناحية دينية، بأنه لا يليق بي كسلفي أن أكون في تجمعات كهذه، وأن أقوم بإضحاك الناس. وهؤلاء أحترم رأيهم وأثمنه، وأختلف معهم في الفكرة، فمن واجبي أن أقوم بهذه الخطوات لأنها تؤثر بل أثرت على الصورة النمطية المرسومة عن الاسلاميين والسلفيين.
3-هل لديك طموحات في هذا المجال، خصوصاً أنك غير بعيد عن مجال اﻹعلام؟

لا أخفيك أنني أطمح إلى أن أكون حالة في هذا المجال. لدي موهبة ناقدة ساخرة، شهد لها العدو والصديق وهناك من شجعني على تنميتها بل والاحتراف في هذا المجال. وقد قمت في وقت سابق، بتقديم حلقات عدة من برنامج مسابقات عبر الإذاعة حيث أعمل. والحمد لله فقد حاز أعلى نسبة من المشاركين وكنت كلما ألتقي بأحد يثني على أسلوبي المرح في التعامل مع المتصلين وإضفاء جو من الفرحة والبسمة في البيوت ولكن للتطوير بشكل حرفي.
4-أخبرنا عن “دبابيس”؟

دبابيس برنامج يومي رمضاني. الحلقة تقسم الى ثلاث أقسام:مقدمة، أذكر فيها منبع كلامي من الناحية الشرعية كآية أو حديث، وبجملتين كحد أكثر، ثم أقول ولكن، وأنتقل إلى الكلام بالعامية فأشرح واقع الحالة، بجمل مختصرة سجعية. ولا تخلو الحلقة من نهفات أو من كلمات طريفة، ثم أختم بكلمة “سؤالي إلك” فأقوم بطرح سؤال بالطريقة المتبعة في الحلقة من السجع. لكن بصيغة سؤال أتوجه به الى الحالة المستهدفة من باب المنطق أكثر منه من باب الشريعة. ومن بعض عناوين الحلقات أو الحالات المستهدفة: ظاهرة الألعاب النارية – ظاهرة المسلسلات – زحمة الأسواق – إعداد السفرة – التعامل مع المستخدمين… وغيرها ليبلغ مجموع الحلقات 30 .

بلال الموّاس
5-كيف بدأت شعبيتك على الفايسبوك؟

أول ما ظهرت الفايسبوك، صار الجميع يقول إن هذا موقع تجسس. فقلت في نفسي: وهل سيكون أذكى مني؟ فقمت بإنشاء شخصية وهمية أسميتها “ماهر الشيخ مواس” وبدأت أتعامل به من خلالها، وبدأت أكتب الكثير من المنشورات على صفحتي. خصوصا من الناحية السياسية، فأنتقد ما أراه يستحق النقد، وأمدح ما يستحق المديح. لكن أفعل ذلك بأسلوب ناقد ساخر، وقد سألني الكثير: “كيف بيطلع معك هالحكي”؟ فأجيبهم وأقول: أكتب كل ما يخطر ببالي تماماً كما يطلب الفايسبوك أصلا، أي فكرة تأتي، أي “نهفة” تلمع، فوراً أترجمها إلى كلمات وأضعها على الفايسبوك وأظن أن سبب تقبل الناس لها هو صدقها وصراحتها، وكتابتها كما هي، وهنا أنوه أن كل الذين تعرفت عليهم، أو أغلبهم على الأقل، هم من الفايسبوك.

السابق
ماذا حدث مع منى أبو حمزة
التالي
أمراض الحساسية في لبنان.. قد تكون قاتلة