الراعي يوسع مشاوراته الرئاسية وموفد بابوي في بيروت

مع ان كل الجهود السياسية والدبلوماسية والغربية المبذولة من اكثر من طرف لم تفلح حتى الساعة في انقاذ الاستحقاق الرئاسي من براثن الفراغ وتداعياته الواسعة على المستوى اللبناني الداخلي، فان الصورة القاتمة التي تغلف الملف لم تثن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي عن استكمال اتصالاته ومشاوراته في سبيل حمل القوى السياسية على الاضطلاع بمسؤولياتها والدفع في اتجاه التوافق على شخصية تمنع شغور بعبدا وتملأ الكرسي الرئاسي في اسرع وقت.

وتشير معلومات مستقاة من اكثر من مصدر ان البطريرك الذي يتحرك بايعاز فاتيكاني قد لا يكتفي بحراكه الداخلي المتصل بالمشاورات التي يجريها مع القادة المسيحيين وغيرهم او باستدعاء هذا الفريق السياسي او ذاك الوفد الدبلوماسي لحثه على توفير ظروف الاستحقاق، وانه سيوجه حراكه في اتجاه خارجي اذا ما اخفقت كل جهوده الداخلية. اذ تردد انه قد يزور الولايات المتحدة الاميركية للتشاور في الامكانات المتاحة والسبل الكفيلة بتأمين المظلة السياسية للاستحقاق الرئاسي، نسبة للدور الذي تضطلع به واشنطن على هذا المستوى، علما ان من ضمن محطات البطريرك الخارجية زيارة الى اوستراليا تمتد من 15 تشرين الاول حتى 7 تشرين الثاني.

وتوازيا، تحدثت المعلومات عن حراك بعيد من الكواليس تقوده عاصمة الكثلكة لتسهيل اجراء الانتخابات الرئاسية وكان عقد لقاء في الفاتيكان بين وفد روسي رفيع المستوى وعدد من المسؤولين الفاتيكانيين تناول الوجود المسيحي في الشرق الاوسط والنزاعات المسلحة التي تهدد وجودهم اضافة الى الاستحقاق اللبناني، حيث طلب المسؤولون في الفاتيكان من روسيا لعب دور تسهيلي في سياق عملية انتخاب رئيس في لبنان، نظرا لما لموسكو من مونة على عدد من الدول المؤثرة في الاستحقاق اللبناني وفي مقدمها ايران وسوريا، وقد وعد الوفد الروسي ببذل اقصى جهوده في هذا الاطار انطلاقا من ان لبنان هو البلد الوحيد في المنطقة الذي يتمتع فيه المسيحيون بهامش واسع من الحرية ويرأسه مسيحي. وتردد ان مبعوثا بابويا سيزور بيروت الاسبوع المقبل للتشاور مع المسؤولين في كيفية اخراج الاستحقاق من عنق الزجاجة وخصوصا ان لدى الفاتيكان قلقا متناميا من مخاطر الشغور الرئاسي في لبنان.

وانطلاقا من هذه المعطيات كثف البطريرك الراعي اتصالاته وحدد خريطة طريق مثلثة الركائز: الركيزة الاولى استمرار الضغط على القادة الموارنة من اجل اجراء الانتخابات عبر التوافق على مرشح، الثانية وهي قيد البحث تقوم على دعوة النواب المسيحيين الـ63 (بعد وفاة النائب ميشال حلو) الى المشاركة في جلسة انتخاب الرئيس وتحميل من يقاطع او يتغيب من بينهم مسؤولية مسيحية ووطنية وتاريخية. اما الثالثة فاستخدام ورقة الضغط الدبلوماسي التي بدأها مع لقائه بسفراء الدول الخمس في مجلس الامن في حضور سفير الفاتيكان غبريال كاتشيا وممثل الامين العام للامم المتحدة السفير ديريك بلامبلي حيث تمنى عليهم لعب الدور الممكن من اجل حمل القوى السياسية المسيحية على انتخاب رئيس جمهورية، وقد زار هؤلاء اليوم وزارة الخارجية وبحثوا مع الوزير جبران باسيل الملف بتشعباته، في حين تولى ممثل الامين العام للامم المتحدة في بيروت ديريك بلامبلي زيارة رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون في الرابية في السياق نفسه.

وهنا اوضحت المعلومات ان الحراك الفاتيكاني منسق مع الجانب الفرنسي الذي يتولى مهمة التشاور في الملف مع الدول المؤثرة على مستوى القرار لا سيما الولايات المتحدة الاميركية والسعودية واثر الملف اخيرا في زيارة وزير خارجية الولايات المتحدة الاميركية جون كيري الى باريس قبل انتقاله الى المملكة العربية السعودية اليوم وسط معلومات ترددت عن ان كيري سيسعى الى تحييد لبنان عن صراعات المنطقة واقناع المعنيين بتسهيل عملية انتخاب رئيس الجمهورية وهو ما يتطلب عمليا توافقا لبنانيا على لائحة اسماء للاختيار من بينها.

السابق
العراق اشترى مقاتلات مستعملة من روسيا
التالي
فشل إقرار السلسلة نيابياً قابله رفض للتفرّغ وزارياً