إيران تساعد المالكي استخباريا وترسل طائرات للمراقبة وتسهم في تعبئة الميليشيات الشيعية

 

أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنه سيزور المملكة العربية السعودية غدا الجمعة، للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ومناقشة الأوضاع في العراق والأزمة السورية.

وقال كيري، في مؤتمر صحافي في بروكسل خلال مشاركته في اجتماعات حلف الناتو أمس «لقد طلب مني الرئيس أوباما السفر إلى المملكة العربية السعودية من أجل لقاء جلالة الملك عبد الله ومناقشة القضايا الإقليمية، بما في ذلك الوضع في العراق وكيفية مواجهة التهديد المشترك الذي يفرضه تنظيم داعش، وكذلك لمناقشة دعمنا للمعارضة المعتدلة في سوريا».

من جانب آخر، أكد مسؤولون أميركيون أن إيران ترسل طائرات من دون طيار للقيام بطلعات مراقبة فوق العراق لتقديم المعلومات الاستخباراتية والدعم للحكومة العراقية، إضافة إلى مساعدة حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي وتزويده سرا بالمعدات العسكرية والإمدادات.

وقال المسؤولون إن طهران نشرت أيضا وحدة استخبارات في العراق لاعتراض الاتصالات الإلكترونية بين المقاتلين وقادة تنظيم داعش. وأوضح المسؤولون أن الطائرات من دون طيار الإيرانية غير مسلحة، والغرض منها هو المراقبة فقط وليس توجيه ضربات. وأكدت صحيفة «نيويورك تايمز» استخدام إيران طائرات من دون طيار في المجال الجوي العراقي.

وتهتم واشنطن بالنشاط الإيراني في العراق، رغم عدم وجود تحركات كبيرة للقوات الإيرانية، إلا أن أجهزة الاستخبارات الأميركية أشارت إلى تحركات لفيلق القدس والميليشيات الشيعية، كما زار الجنرال قاسم سليماني قائد قوة فيلق القدس بر بغداد على الأقل مرتين خلال الأسبوعين الماضيين لتقديم المساعدة للعسكريين العراقيين.

وقال المسؤولون الأميركيون إن إيران نشرت نحو عشرة ضباط من فيلق القدس، وساعدت في تعبئة أكثر من ألفين من الميليشيات الشيعية في جنوب العراق. وأوضح المسؤولون الذين رفضوا نشر أسمائهم أن هذه الإعداد تعد أعدادا كبيرة وتملك أسلحة خفيفة وذخائر وليس بالضرورة أسلحة ثقيلة.

وتأتي التحركات الإيرانية مع وصول أول دفعة من المستشارين العسكريين إلى العراق – الذين أعلن عنهم الرئيس أوباما الأسبوع الماضي- في مهمة تقديم النصائح وتحقيق الاستقرار للوضع الأمني المتدهور.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية وصول 90 مستشارا عسكريا من خارج البلاد، إضافة إلى 40 مستشارا كانوا بالفعل في العراق كجزء من أركان الدفاع للسفارة الأميركية. وأعلن التلفزيون العراقي أن مستشاري البنتاغون وصلوا إلى العراق واجتمعوا مع قائد علميات بغداد ووافقوا على إنشاء قيادة عمليات مشتركة.

وقال الأدميرال جون كيربي، المتحدث الصحافي باسم البنتاغون، إنه من المتوقع أن يصل إلى العراق في غضون الأيام القليلة الماضية أربع مجموعات أميركية إضافية تضم 50 جنديا من الجيش الأميركي الموجود في المنطقة، ولتقوم بطلعات استطلاعية في المناطق المختلفة في العراق.

وقال المسؤولون في البنتاغون إن هناك ما بين 30 و35 طلعة جوية في اليوم بطائرات مراقبة من طراز «F-18s» وطائرات «P-3»، بما يمنح الأجهزة الأميركية صورة أفضل لما يجري في العراق، بما في ذلك الأنشطة الإيرانية، وبما يسمح بتعقب الطائرات الأخرى العاملة في المنطقة.

وأشار مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية إلى أن الأزمة الأمنية في العراق كانت واحدا من الموضوعات التي ناقشها وزير الخارجية جون كيري في اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي.

وحول الدور الإيراني في العراق قال المسؤول الأميركي «إيران لديها العديد من مراكز القوى المختلفة، وعناصر مختلفة من إيران تقوم بإرسال رسائل مختلفة والقيام بأشياء مختلفة. إنهم بالتأكيد مهتمون للغاية بما يحدث في العراق».

وقد عبرت واشنطن عن انفتاحها لتنسيق معلوماتي مع إيران، والتقى دبلوماسيون أميركيون وإيرانيون في فيينا في وقت سابق هذا الشهر لمناقشة الوضع في العراق، لكن لا تزال هناك خلافات كبيرة بين الولايات المتحدة وإيران حول المسار المستقبلي للعراق.

السابق
الرئيس بين 15 أيلول و15 تشرين؟
التالي
توقيف سيارة في ابلح فيها نساء سعوديات ورجال سوريين وضبط حقيبة متفجرات في حوزتهم.