اللبنانيون مهووسون بالعنف

سعدى علو
مشاهد العنف والقتل والتعذيب تُذاع وتنتشر بين اللبنانيين الذين يشاهدونها مرار وتكرارا في تصرف له دلالات كثيرة. كثيرون يحملون وسائل الاعلام مسؤولية عرض العنف وأحيانا مباشرة على الهواء الامر الذي له انعكاسات كثيرة. فبحسب المعهد الوطني الأمريكي بث العنف عامل يساعد على نمو ثقافة العنف في المجتمعات.

بعد ساعات قليلة من انتشار قصة الطفل محمد خولي الذي تعرض للاغتصاب والقتل طعناً بالسكين انتشرت صورته على مواقع التواصل الاجتماعي وتم تداولها دون اي احترام للموت وهيبته ولاهل الطفل.

هي ليست المرة الاولى، فمشاهد العنف والقتل والتعذيب تُذاع وتنتشر بين اللبنانيين الذين يشاهدونها مرار وتكرارا في تصرف له دلالات كثيرة. كثيرون يحملون وسائل الاعلام مسؤولية عرض العنف وأحيانا مباشرة على الهواء الامر الذي له انعكاسات كثيرة. فبحسب المعهد الوطني الأمريكي فان بث العنف عامل يساعد على نمو ثقافة العنف في المجتمعات. ويمكن تلخيص ثلاثة تأثيرات يتأثر بها المتلقي كنتيجة للعنف الإعلامي هي: العدوان وعدم الإحساس والخوف.

تُعتبر الفضائيات العربية المصدر الاساس للأخبار لدى المشاهد العربي، حيث أظهرت إحصائية أن نسبة 73% من المشاهدين العرب يعتمدون على الفضائيات كمصدر للأخبار، وهذه النسبة تُعد كبيرة. فأكثر الصور الإخبارية المنقولة عبر القنوات الفضائية العربية وخصوصا الإخبارية منها والتي تنقل الأخبار وتقدم التقارير والبرامج الإخبارية عربياً وعالميا تركز على نقل الأخبار سيما ما هو مباشر من خلال ما عرف بـ(التنسيقيات) في سوريا و(الميدان). عدا عن نقل المحطات اللبنانية لاصغير اشكال في ابعد زاروب في شوارع بيروت تنقل التعليقات والتراشق الكلامي بين المتقاتلين.

هذ البث المباشر لحروب الزواريب في بيروت اضرم النيران تحت الرماد من جديد سيما ان الحروب المذهبية لا تزال حارة في باب التبانة وجبل محسن والضاحية الجنوبية ومحيطها..

اضافة الى حالات العنف العائلي والزوجي والمنزلي الذي طاول كل افراد العائلة في لبنان من الاطفال الى الزوجة الى الزوج الى العاملة المنزلية.. وآخرها ما شهدناه امس من حالة (تمارة حريصي) و(الطفل محمد الخولي) وقبلهما وما قد يحصل بعدهما.

وفي هذا الخصوص اتصلت(جنوبية) بالصحفية المختصة بمتابعة العنف الزوجي والاجتماعي سعدى علو فقالت ان: “القانون واضح بالنسبة للعنف في وسائل الاعلام فيما يتعلق بالقاصر، وانا شخصيا ضد نشر الصورة ولكن عندما يختار الشخص المعنّف كحالة (تمارة حريصي) التي تعرضت للضرب من قبل زوجها ان يطل فما علينا الا نشر صورته خاصة انها راشدة والاعلام عن حالتها يتوقف على نشر صورتها”.

وتابعت علو:”ان احترام المشاعر الانسانية يجب ان تكون مراعاة تماما، والقانون يمنع بث صور لمن هم تحت سن الثامنة عشرة من العمر. لكن في حالة تمارة فهي واعية، علما ان مصلحة حماية الاحداث في وزارة العدل ترسل تنبيها الى وسائل الاعلام في حال نشر اية صورة لطفل معنّف. اضافة الى منع صور المتهمين والموقوفين مع اسمائهم – الا الاحرف الاولى- او في حال عممت قوى الامن الداخلي لتوقيف قاتل هارب”.

وعن سبب انتشر العنف في لبنان مؤخرا بشكل غير مسبوق ترى الاعلامية سعدى علو ان: “انه تغذية للخيال المريض. فزوج (تمارة) ردد امامها انه يريد ان يجعلها كـ(منال عاصي). علما ان قضية منال عاصي لم يكن فيها اي فيديو”.

وترى سعدى علو ان “الاعلام مسؤول عن نقل العنف عندما تبث ريبورتاج ضمن برامج، ولكنه ليس مسؤولا في حالات بث الصور في نشرات الاخبار، خاصة ان الاخبار تُتابع ممن هم فوق 18 سنة وبأوقات مناسبة للاطفال”.

وتؤكد سعدى علو على: “دور التوثيق للجرائم كونها تساعد في كشف المجرم، ليعي المشاهد ما يجري كما هو حال الجرائم الاسرائيلية والجرائم الارهابية في سوريا ضد الاطفال وضد اكلي الاكباد..”

علو ترى ان “الاعلام ينقل واقع يحصل، ولا يصنع العنف. واحيانا نرى ان توثيق القضية يخدمها علما اني لا اسمح لاولادي بالاطلاع على الفيديوهات التي تبث هذه الاخبار كما اني اتجنب رؤيتها لما فيها من مشاهد مقززة. ويجب الا يطلع الاطفال على هذه المواد، لكن لتبيان بشاعة ما يحصل يجب النشر”.

وتختم: “انا مع القانون الذي يمنع صور الجرائم الفردية وخصوصا من يتعرض للاغتصاب لان ثمة اطفال مغتصبون لازالوا بيننا واحياء، وقد تؤثر هذه الصور على نفسيتهم. ولكني ضد نشر صور واسماء المجرمين الا بما يخدم القضية”.

السابق
مراقبة أنصار الاسير وخلايا عبدالله عزام في المخيمات
التالي
سلام لـ’جنوبية’: لولا حزب الله لفشلت الخطة الأمنية