الثلاثي عون – الحريري – نصرالله!

ميشال عون و سعد الحريري

ميشال سليمان سيودع قصر بعبدا حاملاً “ودائعه” الى عمشيت كما قال لـ “النهار”، ولا أدري لماذا لم يقل “ذخائره” فنحن في موسم الذخائر، ووليد جنبلاط لم يقصّر عندما وصفه بأنه “شجاع ومن القلائل الذين يتمتعون بدماثة الأخلاق وانه رجل تليق به الرئاسة … والله يستر من الجايي” !

نعم “الله يستر من الجايي”، فوليد جنبلاط داهية ولا يبالغ، ربما يرى الفراغ معربداً في خرائب هذه الدولة البائسة فحسب، ولأنه يعرف ان الأزمة ستطول كالعشب البري على مداخل قصر بعبدا، وربما سنصبح على حكومة معطّلة عن تصريف الأعمال، بعد خروج العونيين وحلفائهم منها لنزع ميثاقيتها، اذا فشل الجنرال عون، الذي أكل كثيراً من التفاح السياسي المحرّم، في الدخول الى بساتين بيت الحريري وبيّارات ١٤ آذار!
ولا بد من ان يكون جنبلاط قد استمع بدهشة وبقليل من الطرب، الى الجنرال عون يتحدث الى “المنار” عن طموحه الى تحقيق ثلاثية سياسية في الحكم، في موازاة ثلاثية “الشعب والجيش والمقاومة”، اي عبر تلقيح سعد الحريري باكسير ورقة التفاهم بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”، لأن الغاية النهائية كما يقول عون يجب ان تؤدي الى قيام المثلث المتساوي الأضلاع !

لست ادري لماذا نحوم حول المثالثة، عون طبعاً لا يقصد هذا، لكن ثمة من يسيل لعابهم غزيراً امام الفكرة، وهكذا يكمل عون: “سبق ان قلت اننا يجب ان نكون كالمثلث المتساوي الأضلاع، ثلاثة اقطاب يمكن ان يشكّلوا مثلثاً، اي السيد حسن نصرالله والرئيس سعد الحريري وانا، بحيث لا نفكك هذا المثلث بل نكون مرتبطين بعضنا ببعض”!
بديع جداً، ولكن ماذا نفعل بالدروز والاقليات وفي اي “فركونة” من المثلث نحشرهم، وقبل القطارات و”الفركونات” تعالوا لنرى ما اذا كان سعد الحريري قرر فعلاً ان يخلع جلده السياسي وان يقف في ساحة الشهداء ويرفع كأس “عصير البرتقال بدلاً من الليموناضة” كما يتمنى البعض، لتقوم مناحة عظمى في بساتين الليمون من صيدا وتوابعها الى طرابلس وضواحيها !

واذا كان عون كمرشح “وفاقي” لا يريد ان يفتح زراً في قميص التفاهم مع “حزب الله”، فهل يستطيع الحريري ان يخلع رداءه السياسي ويتعرّى ليقدم “ستريبتيز العصر”، على اعتبار انه سبق له ان خلع سترته خطيباً في ساحة البرج؟
لم تعد السياسة سياسة، صارت زعبرة رخيصة، فعلى رغم تكرار اوساط الحريري ان الاستحقاق الرئاسي مسيحي بامتياز وانه لن يتردد في دعم عون عندما يسوّق ترشيحه لدى مسيحيي ١٤ آذار، وانه لا ينتظر جواباً سعودياً، والسعوديون ابلغوا الجميع تكراراً انهم لن يتدخلوا في الاستحقاق، هناك من يسوق الآن نظرية تافهة ورخيصة وهي ان الحريري هو المسؤول عن الفراغ … واضحك انت في لبنان!

السابق
مفتاح الرئاسة في حارة حريك
التالي
للمرة الثالثة، بهاء الحريري إلى القفص الذهبي